خبر برغم الولايات المتحدة وبرغم الجيش -يديعوت

الساعة 07:54 ص|14 أغسطس 2012

برغم الولايات المتحدة وبرغم الجيش -يديعوت

بقلم: غيورا آيلاند

ان احتمال ان تهاجم اسرائيل منشآت ايران الذرية قريبا يجعل هذا الموضوع ساخنا. يُسمع زعمان رئيسان في المدة الاخيرة موجهين على رئيس الحكومة ووزير الدفاع يتناول الاول منطق تنفيذ هذا العمل الخطير جدا بخلاف موقف الولايات المتحدة، ويتناول الثاني معارضة المستوى العسكري لهذا العمل. وان أهمية هذا الموضوع تُسوغ تحليلا أدق لهذين الزعمين.

تقوم رغبة رئيس الوزراء في تنفيذ هذه العملية على ثلاثة افتراضات هي ان ضغط العقوبات على ايران يضر باقتصادها حقا لكنه لن يجعل ايران تتخلى عن برنامجها الذري؛ وأنه سيكون لايران في غضون بضعة أشهر قدر كاف من اليورانيوم المخصب لانتاج عدة قنابل ذرية ولن يمكن وقفها بعد ذلك؛ هذا الى ان الولايات المتحدة لن تعمل هي نفسها بيقين حتى انتخابات الرئاسة في تشرين الثاني ولا في الاشهر التي تلي ذلك كما يبدو، أي في نافذة الزمن التي تُمكّن من وقف ايران.

والاستنتاج بسيط هو انه سيكون لايران من غير عملية اسرائيلية، قدرة ذرية عسكرية.

ان هذه العملية على ايران تصحبها في الحقيقة أخطار كبيرة لكن هذا يصح ايضا على الامتناع عن العملية. وماذا في شأن الولايات المتحدة – هل يمكن تنفيذ هذه العملية مع المخالفة الصريحة لطلب امريكي؟ واذا كان الامر كذلك فماذا سيكون الثمن الذي سنضطر الى دفعه في اليوم التالي؟ صحيح ان الولايات المتحدة تفضل ألا تعمل اسرائيل لكن تعلمون ان الولايات المتحدة لا تقول لاسرائيل بصورة قاطعة "لا تجرؤوا على فعل هذا". ويعرف الرئيس الامريكي كيف ينقل رسالة كهذه اذا كان مصمما حقا، ويعرف ان يقول هذا بصوته وعلى رؤوس الأشهاد اذا أراد منع عدم الفهم، لكنه لا يفعل هذا. لست أعلم ما الذي قيل في المحادثات المغلقة، لكن يمكن ان نفترض مما قيل علنا ان الولايات المتحدة ستظل على منح اسرائيل تأييدا سياسيا ودعما بالتسليح بعد الهجوم ايضا حتى لو لم يكن وقت الهجوم الاسرائيلي مريحا لها.

والقضية الثانية بحسب وسائل الاعلام هي معارضة قادة الجيش للعملية. لا شك في ان المستوى السياسي يجب ان يصغي وان يأخذ في حسابه ما يقوله له قادة الاجهزة الامنية، لكن الوزن الذي يصح ان يعطى لكلامهم متعلق بالاسباب التي تجعلهم يعارضون، وأقل من ذلك بحقيقة المعارضة. يمكن ان يكون لمعارضة الجيش ثلاثة اسباب محتملة ويحسن قبل ان نحكم على المستوى السياسي لأنه لا يعطي كلام قادة الجيش الوزن المناسب، ان نعلم ما الذي يتحدثون عنه.

اذا كان قادة الجيش لا يؤيدون العملية العسكرية لاسباب استخبارية أو عملياتية – أي أنهم يرون ان العملية لن تحرز هدفها أو أن الخطر على الطائرات كبير جدا – فينبغي ان يُعطى كلامهم وزنا كبيرا جدا بل حاسما. واذا كان سبب معارضتهم الرئيس في المقابل خشيتهم من ان تفضي عملية اسرائيلية في ايران الى رد شديد على اسرائيل يبلغ الى حرب اقليمية، فيستطيع المستوى السياسي ان يخالفهم في الرأي وان يعتقد ان تقديرهم ليس أكثر مهنية من تقديره. واذا كان سبب المعارضة الخشية على علاقة اسرائيل بالولايات المتحدة فان المستوى السياسي يستطيع ان يقول انه أشد فهما منهم في هذا، ولهذا ينبغي ان يعطي هذه المزاعم وزنا أقل.

ويوجد شيء ثالث ايضا. لا أستطيع ان أقول انني اؤيد هجوما لأنني لا أملك العلم الحيوي ذا الصلة، لكن من المهم ان نعلم انه اذا وجد لايران سلاح ذري وحينما يوجد مع هجوم اسرائيلي أو بغيره فستنشأ حاجة الى وجود ردع متبادل. والعملية الاسرائيلية الآن ستوحي بالتصميم والامتناع عن العملية قد يُحدث انطباع ان ردع اسرائيل سهل لكنها ستخشى ردع الآخرين الى الأبد.