خبر هكذا تُخلق الهستيريا .. معاريف

الساعة 06:37 م|13 أغسطس 2012

بقلم: د. ايتسيك ليفي

(المضمون: على الاقل 15 في المائة من السكان يعانون من مظاهر القلق، ولكن خليط من التهديد الوجودي والاجواء السياسية المناسبة كفيل بان يشعل قلقا جماهيريا – المصدر).

صديقتي العزيزة "د" عادت أمس من اجازة الصيف في جزيرة يونانية ساحرة. وفور وصولها رفعت سماعة الهاتف وتلقت الرسالة: "قيادة الجبهة الداخلية، فحص جهاز الاخطار في الخلوي". في الاخبار التي أذاعها في نفس الوقت راديو السيارة العمومية جاء أن رئيس الوزراء يوسع صلاحياته، وفي التابلت الجديد الذي اشترته ظهر العنوان: "عندما تسقط السماء – الصاروخ الذي سيحرق الخليج".

هكذا ينشأ له "الفزع الجماهيري" (Mass Hysteria). في اللغة الطبية يعرف الفزع الجماهيري كفزع لجماعة من الناس لديها قاسم مشترك، يظهرون علائم القلق في وقت واحد. علائم القلق هي مؤشرات يمكنها أن تتضمن اعراض جسدية، كارتفاع النبض، ضيق النفس، ألم في الصدر؛ وأعراض نفسية كالخوف الشديد، الاكتئاف وفقدان الانتباه؛ وأعراض سلوكية كالامتناع.

يمكن للهستيريا الجماهيرية أن تبدأ من حدث فيه "نواة حقيقة" (مثلا، رئيس الوزراء يعلن عن خطر سقوط صواريخ على اسرائيل) أو من حدث خيالي (امكانية سقوط شهب في تل أبيب). في الحالة الاولى قد تصاب بالقلق مجموعة كبيرة من الاشخاص، ينقلون القلق الى باقي السكان؛ في الحالة الثانية بشكل عام تبدأ الهستيريا بافراد قليلين، أحيانا بشخص واحد، وينتقل قلقه الى الآخرين.

الحالة المعروفة جدا للفزع الجماهيري وقعت في 1938 في اطار البرنامج الاذاعي "الحرب الكونية" للمخرج السينمائي اورسون ويلس، الذي تخيل اجتياحا من المريح. اكثر من مليون أمريكي دخلوا في حلة فزع تام، خرجوا الى الشوارع وشلوا الدولة.

على الاقل 15 في المائة من السكان يعانون من مظاهر القلق، ولكن خليط من التهديد الوجودي والاجواء السياسية المناسبة كفيل بان يشعل قلقا جماهيريا. يجب التمييز بين معالجة قلق شخص فرد وبين معالجة الجمهور. ليس كل قلق يبرر العلاج بالطبع، والقلق الخفيف هو حتى أمر سليم: هو الذي يشجعنا على الدراسة للامتحان أو اعداد الملجأ ليوم الحاجة. والعلاج الاكثر نجاحا لقلق الفرد هو خليط من العلاج الدوائي الى جان العلاج السلوكي – المعرفي. معالجة الاطفال الذين يعانون من القلق، ولا سيما في سياق الفزع الجماهيري حول الخوف من الحرب، يأتي أساسا لتهدئة روع الاهالي. في أوضاع القلق فان الاب أو الام الهادىء هو أب أو أم مهدىء، وبالعكس.

بالنسبة لمعالجة الجمهور: في حالة الفزع الجماهيري العلاج الافضل هو وقائي – اي عدم إثارة الفزع – كونه بعد أن يفر الجواد من الاسطبل، يصعب اعادته الى هناك. ولما كان لا يمكن تغيير فكر قادة الدولة أو ادخال الدواء الى مياه شربنا، فكل ما يتبقى لنا، نحن الاطباء، هو أن نطلب من رئيس الوزراء ورفاقه "رجاءً إهدأوا".