خبر قَلَبَ الهَرَمَ.. اسرائيل اليوم

الساعة 06:36 م|13 أغسطس 2012

 

بقلم: البروفيسور إيال زيسر

(المضمون: يتبين ان محمد مرسي ذو قدرة على اتخاذ قرارات جريئة حاسمة فيجب على القيادة الاسرائيلية ان تتابع بعيون مفتوحة ما قد يصدر عنه من قرارات جريئة اخرى في المستقبل - المصدر).

ان الثورة التي أحدثها أمس رئيس مصر محمد مرسي حينما عزل قيادة الجيش المصري العليا كلها، مفاجِئة وحادة وهي في الأساس ذات معنى وعمق لا يقلان بل ربما يزيدان على ثورة 25 يناير 2011 التي أسقطت نظام حسني مبارك. نُحي آنذاك رأس الهرم لكن الهرم بقي على حاله، والآن نحى مرسي عن طريقه الهرم كله.

أكثروا في اسرائيل الحديث طوال اشهر منذ كانت الثورة المصرية عن النموذج التركي. وهو نموذج موجود في تركيا منذ سنين بعيدة كان الجيش في اطاره رب البيت وفي ظله وكنفه وجد نظام ديمقراطي يخضع له وللجنرالات الذين يرأسونه.

بيد ان اردوغان جعل الجيش يركع قبل نحو من سنة وبعد توليه السلطة بعشر سنين لأنه صار في أنقرة رب بيت جديد. واحتاج مرسي الى أقل من شهر ليفعل فعلا مشابها في مصر.

تقبل مصريون كثير الخطوة المفاجئة بالمباركة بل باركها شباب الثورة ومثقفون ليبراليون فهذه بالنسبة اليهم خطوة ضرورية في الطريق الى الديمقراطية والى تغليب ارادة الرئيس المنتخب الذي يمثل ارادة الشعب، على الجيش.

ينبغي فقط ان نأمل ألا يتبين لهؤلاء المصريين ان هذه الخطوة لا تقدم مصر نحو تحولها الى دولة مدنية بل الى دولة اسلامية يكون للاخوان المسلمين فيها سيطرة لا رادع لها ومن غير عامل يعادل قوتهم.

ان سهولة نجاح مرسي في ضرب الجيش تشهد مرة اخرى على ما تبين لنا في كانون الثاني 2011 وهو ان دولة شرطة وجيش مبارك والطنطاوي كانت جوفاء ولهذا انهارت بسرعة مفاجئة والحال اليوم كما كانت آنذاك.

يتوقع ان تبارك واشنطن هذا الاجراء كعادتها لأن الامريكيين مع المنتصرين دائما ولا سيما اذا كانوا يُرون يمثلون الرأي العام. والاجراء الحاسم في مصر لا يقدم ولا يؤخر بالنسبة لاسرائيل لأنه ينبغي ان نفترض ان هذا الاجراء كان سيحدث إن عاجلا أو آجلا. وليس لمرسي الآن من بديل سوى الاستمرار في التمسك باتفاق السلام مع اسرائيل وربما يمنح التزامه الاتفاق واستعداده للحفاظ عليه، هذا الاتفاق شرعية أكبر من تلك التي كانت له على عهد مبارك أو وقت قيادة الطنطاوي. لكن مرسي مثل زعماء مصريين في الماضي كالسادات مثلا يتبين انه "قاتل" ومستعد لاتخاذ قرارات جريئة. ويحسن ان نتابع بعيون مفتوحة أي قرارات جريئة اخرى كهذه سيتخذها.