خبر بين الجموح والجنوح .. علي عقلة عرسان

الساعة 11:59 ص|10 أغسطس 2012

في الإعلام كما في كل مهنة وفي كل مجال هناك قادرون وقادرات وشرفاء وشريفات، وهناك من لا يرخص الروح التي حرمها الله ولا يستبيحها ولا يبيع نفسه للشيطان بأي ثمن من الأثمان، ويترفع عن أن يرتزق بلسانه أو بقلمه، ويراعي في العمق تعاليم الديانات الإلهية ومثل العرب القائل " تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها".. وفي حقل الإعلام هناك من يضحي بروحه ومستقبله ومستقبل أسرته في سبيل الحقيقة والإنسان والقيمة، ويسعى وراء المتاعب ليبلغ الراحة ويساهم في جعل الآخرين يبلغونها، أو يبذل الجهد المضني ويخاطر لينقل المعلومة والحدث خدمة للحقيقة وحماية لها أو ليشيع ما فيه حياة الناس والدفاع عنهم وعن الوطن والوطنية والمواطنة والحرية بالمفهوم السليم العميق لذلك كله.. ولكن أتى زمن اختلط فيه الحابل بالنابل، فضاع معيار القيمة وطال ذلك الشرف والشريف والمهني المخلص ورجل الإعلام الحق، وداست أولئك أو داست المعايير والأصول والقيم أقدام الجحافل الساعية إلى المال والشهرة والمأخوذة بحب الظهور والتلميع وخوض رهانات من يقيمون السباق الإعلامي والسياسي، ويسقط ضحية ذلك الناس وبعض الإعلام وبعض رجال الإعلام.. ويزحف من يزحف على بطنه ورموش عينيه ليبقى شيء من الحقيقة والشرف والقيم والمهنة، ولتبقى حياة تسحق المعاناة.

بالتأكيد إنني لا أعمم ولا أميل إلى التعميم أصلاً، حين أشير إلى جموح يضاهي الجنوح فيما  بلغه إعلاميون وإعلاميات، في فضائيات ووسائل إعلام عربية من درجات من الغرور والتورّم النرجسي جعل بعضهم يضع نفسه فوق كل المقامات في كل المجالات السياسية والاجتماعية والثقافية وحتى الاقتصادية والعلمية.. وبعض أولئك يعتقدون أنهم يملكون الحقيقة ويتربعون فوق رؤوس الناس، وأن من حقهم أن يقيموا الدول ورؤساءها والمسؤولين فيها وكل المؤسسات والشخصيات من الاختصاصات كافة وفي المستويات كافة، وعلى مستوى العالم بكل بلدانه، وأن يصدروا على من يشاؤون حكم قيمة، وكأنهم على درجة من المعرفة الشاملة والحكمة الضافية والمسؤولية الكاملة والوعي التام والثقافة الواسعة والنزاهة والكفاءة والكفاية وحتى العصمة التي لا يبلغها إلا نبي!؟. وذلك الأمر أو الوضع، من حيث المنهج العلمي وحقائق العمل والحياة وأصول المهنة الشريفة مهنة الإعلام، سقوط واضح في مهاوي الغرور والعنجهية، وتجرّع للوهم حتى حدود التخمة الممرِضة التي تسبب سلوكاً أو ادعاء من هذا النوع، وأولئك من ثم، " بإبداعهم الفريد في غربته وغرابته"، يجرِّعون أوهامهم تلك إلى الناس مزودة بهالة تأثير مستقاة من تاريخ الإعلام ووسائل الاتصال القديمة والحديثة وعصر المعلوماتية الطاغي، مما يحدث تأثيراً شديداً على الجمهور من كل الأجناس والمستويات، ويساهم في تكوين رأي عام هائج أو أهوج أو منحرف بأشكال مختلفة. والجمهور الذي أدمن الإعلام وأعطى ظهره للثقافة العميقة والمنطق الحاكم في التمحيص والتدقيق والتبيّن لما ينبغي أن يتبينه العقل بأدوته بعيداً عن الدوغمائية والتهويل والتهليل ليتخذ المرء في ضوء ذلك ما يرتضيه العقل والضمير ويختار المرء ما يختاره بإدراِك من مواقف وسلوك.. أقول إن الجمهور أصبح ضحية لمن يتحكم بالمعلومة ومن يصنّعها ويوظفها ويبثها ويروجها من خلال وجه يلمع وصوت يقرع وبث واسع يُسمَع، سواء أكانت المعلومة صحيحة ودقيقة أو مختلَقة " مفبركة" بهدف، أو محرَّفة لغرض، أم ذات صلة بالواقع ولكنها مصوغة من وجهة نظر ذات هوى أو قصور، وقد لا يخلو الصائغ من هوى ومن قصور ما في الفهم والتفسير تنعكس في أسرار المقال وتدبر المآل.. وفي ذلك كله ما فيه من خلل وخطر، أياً كان المصدر والمقصد والوسيلة والمتلقي. وقد أصبحت هذه الظاهرة مقلقة بل خطيرة في الحياة العربية المعاصرة بصورة عامة، وفاعلة في إطلاق الانفعالات وإثارة المشاعر وتحريك الشوارع ونشر الفوضى وتضليل الناس وإرباك كل من له شأن بالقرار صنعاً وتنفيذاً، وكل من يريد أن يفعل شيئاً بصدق وإخلاص لشعبه ووطنه، ويقوم بتوجه صادق نحو الخلاص من أزمات وأعباء وظلم وظُلام واستبداد وظَلام وإرهاب وفتنٍ ومقت، ليكون هناك أمن للناس واستقرار للبلدان ومعالجة للأزمات والمشكلات والضائقات بمسؤولية ووعي واقتدار، ولوضع القدم بثبات على طريق الحرية والمواطَنة والنهضة، بثقة وقدرة وفهم وحسن تطبيق، والوصول إلى صورة إيجابية من صور الأداء المدروس وفق العلم والحاجة والضرورة.

إن من يضعون أنفسهم فوق المنطق والحقائق والناس، ويستبيحون كل فعل ووسيلة لبلوغ غاياتهم التي يكون الناس والعقول والضمائر وقوداً لها، ينطلقون من غرائزية تجلب الأشد من الجهل والتجاهل، الأمر الذي يخل بالتوازن الاجتماعي بصورة ملحوظة، لأن أولئك يحتلون مواقع التوجيه أو التأثير ذات الفاعلية وقد يكونون أقل الناس وأضعفهم شأناً في ميزان الحكمة والقيادة وتحمل المسؤولية والإنتاج البنَّاء والإبداع الرفيع المستوى والخدمة العامة ذات النفع والنهضة الحقيقية للشعوب والأوطان والحضارة البشرية.. وسواء أكان أولئك مجرد ألسنة تحركها غرف المراقبة والتوجيه في المحطات الفضائية والإذاعات وغرف التحرير، أم كفاءات مهنية ذات قدرات فنية حكمتها ظروف.. فإنهم مطروحون في السوق بثمن يرتفع أو ينخفض حسب العرض والطلب وسخونة السوق السياسية على الخصوص.. وتبقى البضاعة من هذا النوع بضاعة في السوق ما لم يربأ بشر، من ذوي القيمة والهمة والأنفة، بأنفسهم عن أن يكونوا كذلك. ومن المعروف أن " البضاعة " حتى لو كانت بشرية الصفات فإنها تبقى سلعة في السوق يحكمها مبدأ العرض والطلب، مع وجود هوامش تجميلية للحالات هي أقرب للأقنعة منها إلى الوجوه الحقيقية.. وتلك حالات وأوضاع وصفات تُدخل من يضعون أنفسهم بتصرفها في أصناف الميليشيات التي يوظفها ويحركها مستثمرٌ ذو طموحات وخطط وبرامج، وقد يكون شخصاً أو مؤسسة أو نظاماً، ويرقى فعل من يدخل هذا المدخل، في حالة الاستثمار المثلى له من قبل الممول المحرِّك " المستثمر" إلى نوع من الممارسات التي تقربها من ممارسات المافيا.. مهما حاول الشاطر ممن هم في تلك الدوامة أن يتجمَّل أو أن يختبئ خلف أصبعه من شمس الضحى، ويتلاوذ بوهم يضفيه الإعلامي أو الإعلامية من أولئك على نفسه بأنه الباحث عن الحقيقة، والحر تماماً.. " مثل حرية خيوط العنكبوت تطفو على أشبار أو أمتار من سطح الأرض"، وأنه المؤتمن على كل شيئ في الكون من البشر إلى الشجر إلى الحجر والحضارة..إلخ، وأنه المضحي بنفسه وراحته من أجل ذلك.. ولا يتورع بعض أولئك عن أن يرفع في وجه من ينتقده " يافطة الإعلام والإعلامي" لكي يخيف، فله أن يفعل ما يريد وينبغي أن يتاح له أن يفعل ما يريد باسم حرية التعبير والتوصيل والإعلام الحر..إلخ، وهناك من يضم إلى ما سبق من أسلحة الدفاع " حيادية الإعلامي"، أو ادعاءه بأنه يطرح ما يشغل الناس أو ما يطرحونه بالفعل.. بينما هو يعرف في قرارة نفسه أنه يمثل وجهة نظر من يقف خلفه وربما في حالات استثنائية وجهة نظره هو، مسبغاً عليها جماعية الجمهور وحق الرأي العام في أن يعرف ويحكم، وواجب الإعلام في أن ينقل ويبلغ؟! ولكن إصدار حكم قيمة على أي كان من أي كان لا يجوز أن يكون بهذه المجانية والتخصيص والاحتكارية!؟ والتوجيه بشقيه الناعم والقاسي وكذلك العراك الظاهر والباطن لا يمكن أن يكونا مما يساعد على جلاء الحقيقة ولا من صلب أو جوهر وظيفة إعلام عليه أن يتابع الأحداث ويقدمها بموضوعية ونزاهة وينقل المعلومات من دون تصرف أو صاية أو إلغائية، وأن يفسح في المجال أمام الجهات والمؤسسات والشخصيات المعنية لكي تفكر وتدقق وتحاكم وتعبر عن وجهات نظرها وتجلو بعض الوقائع والحقائق من مواقعها، بمسؤولية ووضوح يطيب لكثيرين أن يسموه شفافية، مع متابعة الإعلام النظيف لتقديم ما يساهم في التوضيح والتدقيق والتمحيص والدحض والجرح والتعديل، وصولاً إلى رأي وموقف وحكم، من دون أن يكون الإعلامي قاضياً ولا حتى طرفاً إلا بمقدار المساهمة في اثبات الواقعة، إلا إذا أراد أن يكون طرفاً مباشراً في الموضوع.. وعند ذلك من حقه أن يدخل طرفاً مساوياً للأطراف الأخرى وأن يعبر عن رأيه وموقفه من دون أن يوظف وسيلة إعلام ذات تأثير لخدمة نفسه مما لا يملكه غيره من الأطراف المعنية بالموضوع، ومن دون أن يسمح بأن تمتطيه وسيلة إعلام خلفها من خلفها ليخوض معركتها أو ليقاتل في معركة تعصب أو تطرف أو تحزب أو انتماء مريض، طائفي أو عرقي أو عنصري أو.. أو .. من أي نوع.

إن الناس بحاجة إلى أن يقدَّم لهم كل ما يساعدهم على تبين الواقع والاختيار الحر وتحديد المواقف بوعي ليتشكل الرأي العام على وجه حق ومسار صدق.. نعم إن في تاريخ السياسة والإعلام نماذج نصرت الباطل وانتصرت به وأخرى نصرت الحق فانتصرت أو دفعت الثمن، ولكنا اليوم ندفع كجمهور أمة ثمن الباطل والحق معاً مما تدرو رحاه في أرضنا وفي نفوسنا ويدخله ساسة وإعلاميون بقوة وقسوة. 

إن الادعاءات العريضة بالحيادية مع وجود الانحيازات الفاضحة الواضحة في تطرفها ووقوفها إلى جانب سياسات وجهات وشخصيات، تجعل من صاحب الادعاء ذاك داخلاً في دائرة النفاق، وتبرزه بوصفه أحد المجانفين للحقيقة أو المشوِّهين لها الحافرين لقبرها، سواء أكان في هذا الموقع أو ذاك من مواقع الصراع أو في هذا الطرف أو ذاك منه.. إنه يعمل بخبث ويشعل نار الفتنة باقتناع يصل إلى درجة اليقين في حالات، وما ذاك إلا فرط غرور وجهل وتجاهل لحق الآخرين وحياتهم وراحتهم، أو إغراء وتجهيل يجعلانه يلغ في دم الأبرياء من دون ورع أو ردع، ومن دون أن يتحمل مسؤولية مباشرة حيال ما يرتكب من جرائم هو شريك فيها على نحو ما، فيبقى من دون حساب أو عقاب!؟.. إنه في الواقع أو في حقيقة الأمر يتحمل مسؤولية الدم مع من يريقونه بالسلاح أو يمهدون لإراقته بالقرار والأمر، فالكلام يمهد للقرار ويساهم في صنعه، والكلمة رصاصة أو تساهم في توجيه الرصاصة.. إن هذا الصنف من الإعلاميين والإعلاميات، شأنهم شأن السياسيين والسياسيات وشأن البشر كافة، يدخل في دائرة الخطأ والصواب والمسؤولية، فهم ليسو من جنس الملائكة بالتأكيد، وليس من يمولهم ويوجههم ويوظفهم منزهاً ومعصوماً، سواء أكان نظاماً أم ثرياً أم طامعاً برئاسة أم مخلباً لأجنبي مستعمر، أم أداة لذي منصب يريد أن يتسمر فيه أو مخلوع منه يريد أن يعود إليه، أو طامع بالوصول إليه.. باستباحة الدماء والأرواح والحياة والقيم. إن من يفعل ذلك ويساعد عليه شيطان الزمن، وآفة العصر، وعصا الشيطان وبوقه، ولا يمت إلى السلامة النفسية والعقلية وامهنية بصلة أصلاً، بلْه الملائكية المدعاة، ولا يحوز عملياً إلا على وهم يغويه ويغريه حتى يرديه، ويردي معه كثيرين.

لقد بلغ الغرور وحب الظهور وعشق الصورة الذاتية لدى بعض الإعلاميين والإعلاميات، لا سيما في بعض الفضائيات العربية على الخصوص، ولا أعمم مطلقاً، حدود نرجسية متورِّمة، ودرجةً تجعلهم عبئاً على الإعلام بمفهومه السليم الشريف المهني العالي المقام والتقييم، وعلى المهنية ومواثيقها وشرفها ومكانتها، وعلى الحقيقة ذاتها التي يتم الكثير من الفعل البائس والمدان باسمها، ليصح داءاً في جسم الشعب، وسماً في الأسماع، وفتكاً وحشياً العقول والضمائر، وخطراً على المجتمع والقيم والحقائق والقرارات التي تساهم المعلومات الصحيحة في سلامتها، وعلى الكلمة النظيفة الطيبة، والمواقف المسؤولة.

إن الكلمة مسؤولية ورسالة وقيمة وموقف، ولها فعل الرصاصة القاتلة والحكمة المنقذة، حسب الحال والموقع والظرف والمآل، وأهل اللسان والقلم والبيان كافة مسؤولون عما يفعلون، ومسؤوليتهم بقدر تأثير فعلهم وقولهم في الناس والسياسات والممارسات، وهو كبير.. نحن جميعاً.. أنتم وأنتن.. بكل الوضوح لسنا ملائكة، شأننا في ذلك شأن غيرنا من بني البشر، والكثير من بين من أشرت إليهم بنوع خاص يعيشون حالة عدم تصالح مع الذات في قرارة أنفسهم حينما يخلون إلى ذواتهم في يقظات ضمائرهم.. ويرى بعضهم في لحظات مصارحة الذات، بعد تقصي الحقائق، أنه أقرب إلى حالة تحول مستمر تزجه في في مناخ الارتزاق أو تقربه منه، ولا أعمم، لا أعمم مطلقاً.. وشأن من هو على ما وصفت شأن من توظفهم "بلاك ووتر" وأشباهها للقتل، فهو يدرك أنه شريك على نحو ما وبدرجة ما.. وعليه أن يدرك أن من يسوقه إلى هذا الوضع أو ذاك هو متعهد سياسة وحوت من حيتان الإعلام والمال وصناعة الموت أو الاتجار بأدواتها، وأن جهات أو أشخاصاً لهم أطماع وطموحات وبرنامج أوصلته مطامعه وطموحاته الشاذة إلى درجة المرض فأصبح أداة في سياسة البؤس وبؤس السياسة وزج غيره في هذا المجال. والناس بحاجة إلى ثقافة حقيقية ووعي وحرية مسؤولة، إنهم بحاجة ماسة إلى المعلومة الدقيقة والمعرفة الموضوعية والمناخ الصحي، فذلك كله يساهم في سلامة الرؤية وتحديد الرأي وصحة الموقف وحسن الاختيار، ولا بد منه لكي يفهم المرء جيداً ويتصرف تصرفاً حسناً ويأخذ موقفاً وموقعاً صحيحين سليمين.. إن المرء يحتاج إلى ما يبني عليه بنظافة وسلامة، وما يمكِّنه من أن يحاكم ويقرر ويتصرف بوعي وحرية ومسؤولية وثقة.. وكل امرء يحتاج إلى أن يتحصين جيداً من إعلام ما.. من إعلام يستبيح كل شيء في سبيل الوصول إلى أهدافه ومصالحه.. ومن جهات تمارس الدعاية بوصفها وسيلة من وسائل الحرب التي تخوضها، سواء أكانت الحرب في ساخنة أم باردة، تجري في الميادين والساحات والشوارع أو في الرؤوس والنفوس والضمائر، ويحتاج المرء إلى أن يحمي نفسه من كل ما يستهدفه ممن لا يعرفهم ولا يتعرف على أنواع سمومهم.. والمرء بحاجة للتحصن بالمعرفة ضد تضليل الصورة والصوت والمعلومة ومن إعلام يستبيح كل شيء ويمارس كل ما من شأنه أن يوصله إلى أهدافه بالصورة والصوت والمعلومة والرأي والموقف، آخذاً بالمبدأ المحكوم عليه وليس له، مبدأ "الغاية تبرر الوسيلة".

فلننظر جيداً إلى ما نحن فاعلون، وإلى الثمن الفادح الذي يدفه الجمهور نتيجة لمعلومة كاذبة وتضليل مدروس وحرب إعلامية تستبيح المحرمات وتقود لاستباحة الأرواح والدماء، فضلاً عن استباحة الحرمات والمحرمات وأمن الناس وراحة أنفسهم وأوطانهم.. إن من لا يراعي ذلك الإنساني القيمي الأخلاقي العظيم المتثل في حياة الناس وأمنهم وحقهم في الحياة يقبض ثمناً بخساً جداً مهما ارتفع، إذا ما قيس إلى ما يدفعه المتلقي من ثمن فادح لما يقدمه له في دوامة عراك يستبيح كل شيء ويجعل الحياة ذاتها مأزقاً لا مخرج منه إلا بفراق الحياة.. فهل هذا عدل ويساهم في بناء النفس والروح والحياة.. وهل هو أكثر من جموح يفضي إلى الجنوح؟!.