خبر لقاء مرسى ببقائى لن يعيد العلاقة مع إيران

الساعة 08:35 ص|10 أغسطس 2012

وكالات

وصفت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية اللقاء الذى جمع الرئيس المصرى محمد مرسى مع نائب الرئيس الإيرانى حامد بقائى الأربعاء بأنه إشارة إلى حقبة جديدة بين البلدين، خاصة أن لقاء مرسى ببقائى يعتبر أعلى لقاء رفيع المستوى يعقد بين قادة الدولتين منذ عقود طويلة.

وقالت الصحيفة إن اللقاء الذى جمع بين الرئيس مرسى ونائب الرئيس الإيرانى يعطى الجمهورية الإسلامية دفعة دبلوماسية وسط تصاعدة الضغوط الدولية عليها بسبب برنامجها النووي، وصلاتها بسوريا، حيث يأتى اللقاء فى وقت يسعى الرئيس مرسى تدريجيا لإعادة صياغة سياسات سلفه حسنى مبارك المناصرة للولايات المتحدة ليعكس التحولات السياسية التى جلبتها رياح الثورات العربية.

وقطعت العلاقات الرسمية بين البلدين منذ الثورة الإيرانية وإبرام مصر معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979، كما كان مبارك يرفض جهود إيران فى السنوات الأخيرة لاستعادة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بينهما.

وأضافت رغم أن اجتماع القاهرة بين الرئيس مرسى والمسئول الإيرانى رفيع المستوى لم يسفر عن إنجازات كبرى؛ إلا أنه جاء لقاء رمزيا حمل فى طياته دلالات عدة، حيث ان زيارة بقائى لمصر تأتى فى وقت بالغ الأهمية لكلا الدولتين بالنسبة لعلاقتهما مع إسرائيل؛ التى كثيرا ما تلوح بورقة ضرب منشآت إيران النووية التى تعتقد بأنها تستهدف بالدرجة الأولى تطوير سلاح نووى إيراني.

كما تتعرض مصر للضغوط فى الداخل والخارج لتحسين الحالة الأمنية فى شبه جزيرة سيناء لاسيما بعد الحادث الذى استهدف جنودا مصريين فى مدينة رفح بشمال سيناء ومحاولات من قبل مسلحين التسلل إلى إسرائيل، حيث قالت القوات المصرية أنها قتلت كثيرا من المتشددين والارهابيين بعد سلسلة من إطلاقهم النار على كمائن ونقاط تفتيش تابعة للجيش.

واستبعدت الصحيفة أن تشهد العلاقات بين القاهرة وطهران تحسنا جذريا على المدى القريب نظرا للمعطيات والمعادلات الإقليمية وعلاقات مصر مع دول الخليج ووقوف طهران إلى جانب نظام الرئيس السورى بشار الأسد المتهاوى؛ والاختلاف الكبير بين عقائد الدولتين فمصر تعتبر راس الانظمة السنية وإيران قادة العالم الشيعي، بجانب أن الجيش الذى يتلقى مساعدات من أمريكا لن يسمح بتطوير مثل هذه العلاقات.

إلا أن الصحيفة رأت فى الزيارة ودعوة مرسى لحضور القمة الـ16 لدول حركة عدم الانحياز ، والتى من المقرر أن تستضيفها طهران فى حد ذاتها تعد مؤشرا على نمط جديد تتخذه الدبلوماسية المصرية يمثل مقاطعة تامة لعهد مبارك.

ونقلت الصحيفة عن عماد جاد المحلل فى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية فى القاهرة قوله :"إن الولايات المتحدة لن تكون سعيدة إذا تحسنت علاقات مصر مع ايران، وكذلك دول الخليج، فمرسى لن يخالف حلفاءه الاستراتيجيين فى هذه المرحلة خصوصا أنه بحاجة ماسة لدعمهم ومساعداتهم".