خبر اولمرت رفض دعوة الخطابة امام الجامعة العربية في 2007. هآرتس

الساعة 08:29 ص|10 أغسطس 2012

بقلم: عكيفا الدار

(المضمون: اولمرت في حينه رفض مبادرة للخطابة امام الجامعة العربية لاطلاق مفاوضات على أساس مبادرة السلام العربية وفضل عليها المسار الثنائي مع الفلسطينيين في انابوليس وما بعده - المصدر).

 رئيس الوزراء السابق، ايهود اولمرت، رد في 2007 دعوة من الرئيس المصري السابق، حسني مبارك، وزعماء عرب آخرين القاء كلمة بالعبرية في اجتماع خاص في الجامعة العربية في القاهرة، والتحريك بذلك لمسيرة سلمية اقليمية على أساس مبادرة السلام العربية.

وعلمت "هآرتس" بان المبادرة بدأت في اجتماع عقدته وزارة الخارجية الاسبانية في مدريد في كانون الثاني 2007، في ذكرى 15 سنة عن مؤتمر مدريد الذي بدأت فيه محادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين، الاردن، سوريا ولبنان. في مؤتمر مدريد شارك ممثلون كبار من سوريا، الاردن ولبنان. وكان أعضاء الوفد الاسرائيلي هم الوزير دان مريدور، الوزيران السابقان موشيه شاحل والبروفيسور شلومو بن عامي، النائب اسرائيل حسون وكذا النواب السابقون داليا رابين، اوفير بينس كوليت افيتال. ومثّل السلطة الفلسطينية المسؤولان الكبيران من فتح جبريل الرجوب ونبيل شعث. وشارك في اللقاء أيضا وزراء خارجية من اوروبا ووزير خارجية الاتحاد خافيير سولانا.

في خطاب القاه بالعربية، دعا شاحل الجامعة العربية الى دعوة فريق "دوائر السلام" الذي ترأسه، لتقديم تعقيبه على مبادرة السلام العربية والمبادرة السعودية من العام 2002، واستيضاح امكانية التقدم الى حل شامل على اساس المبادرة العربية، التي اقترحت على اسرائيل السلام والتطبيع مقابل الانسحاب من المناطق وحل متفق عليه لمشكلة اللاجئين حسب قرار الامم المتحدة 194.

والتقى في المؤتمر شاحل مع اسامة الباز، مستشار الرئيس مبارك في حينه وكان الاخير تساءل اذا كان ممكنا تجنيد تأييد حكومة اولمرت لمبادرة السلام العربية.

 وأعرب شاحل عن استعداده لان يعرض على اولمرت الاعلان بان اسرائيل مستعدة مبدئيا لمفاوضات شاملة مع كل الدول العربية على تسوية سلمية اقليمية، وفقا لصيغة المبادرة. وكل ذلك شريطة ان يطلق الاعلان في اجتماع خاص للجامعة العربية يدعى اليه رئيس الوزراء ليعرض فيه موقف اسرائيل، مثلما دعي الرئيس انور السادات في حينه للخطابه في الكنيست في القدس.

          وتحمس الباز للفكرة وبعد بضع ساعات أبلغ شاحل بانه تحدث مع الرئيس مبارك الذي ابلغه بانه مستعد للعمل على اتخاذ قرار في الجامعة العربية لعقد الاجتماع الخاص. وطلب الباز قبل ذلك أن يؤكد شاحل له بان اولمرت تبنى الفكرة. وبناء على طلب الباز، أُطلع رجوب وشعث على سر الامر، وأعلن الرجوب بانه سيطير مباشرة من مدريد الى القاهرة كي يشجع مبارك على حث الفكرة.

ومع عودته من القاهرة التقى الرجوب مع المجموعة الاسرائيلية في تل أبيب وبلغ عن قرار الرئيس المصري تبني الخطوة. وفي الايام التالية بلغ الباز شاحل في مكالمة هاتفية بان مبارك تلقى تأييدا للفكرة من ملوك السعودية، الاردن والمغرب وكذا من امارات الخليج.

في تلك الايام ساد في اوساط زعماء مصر، السعودية والاردن حرج كبير عقب صعود نجم زعيم حزب الله حسن نصرالله في اوساط الجمهور العربي في أعقاب حرب لبنان الثانية. وأبرز الامر فشل مبادرة السلام العربية، التي لم تحظى بجواب من اسرائيل منذ اطلاقها في اذار 2002.

في 25 شباط 2007 عقد في تل ابيب لقاء تمهيدي قبيل اللقاء في القاهرة، الذي في أعقابه اعلنت وزارة الخارجية المصرية بانه تقرر عقد "طاولة مستديرة" في القاهرة في 15 نيسان. وأبلغ الباز شاحل في مكالمة هاتفية بان مبارك أمر وزير الخارجية ابو الغيط بعقد لقاء تمهيدي بمشاركته وبمشاركة مندوب اسرائيل آخر يرسل مصادقة رئيس الوزراء. في اللقاء الذي تقرر كان يفترض أن يشارك الامين العام للجامعة العربية في حينه عمرو موسى وكذا مندوبون من الاردن، المغرب، قطر، السلطة الفلسطيني وكما يبدو ايضا من السعودية.

في 18 و 19 اذار أجرى بيني ميدان – شني، المستشار السابق لايهود باراك لقاءات تمهيدية في القاهرة تمهيدا لعقد "الطاولة المستديرة". ومع عودته بلغ اعضاء المجموعة الاسرائيلية بتقدم الخطوة. في 21 اذار التقى شاحل وداليا رابين مع رئيس الوزراء ايهود اولمرت، بلغاه بالاتصالات مع المصريين وطلبوا مباركته. واقترح شاحل أن ينقل فريق مكلف من رئيس الوزراء لمندوبي اسرائيل الى اللقاء التمهيدي تعليمات مفصلة عن المواقف التي سيطرحوها. فاجاب اولمرت بان "الفكرة جديرة" ولكنه اضاف انه لشدة الاسف لا يتمتع بتأييد سياسي ووضعه في الاستطلاعات غير مشجع. واقترح أن يشارك شاحل في اللقاء في القاهرة وان يعلن بان الامر تم بعلم رئيس الوزراء. اما شاحل فأبلغه بانه لن يشارك في اللقاء الا اذا خول بالقول انه يفعل ذلك بناء على رأي رئيس الوزراء. اولمرت طلب مهلة للتفكير في الامر ووعد بالاعلان عن قراره في غضون وقت قصير.

في هذه الاثناء قررت قمة الجامعة العربية، التي انعقدت في اذار في الرياض، ان ترسل في أقرب وقت ممكن وزراء خارجية مصر والاردن الى اسرائيل في محاولة لتجنيد تأييد حكومي وجماهيري للمبادرة العربية. وبسبب زيارة الوزيرين الى القدس في نيسان تقرر تأجيل اللقاء التمهيدي في القاهرة الى شهر ايار. وفي نفس الوقت حرك الامريكيون المفاوضات مع الفلسطينيين وقرروا تدشينها في مؤتمر دولي في انابوليس بمشاركة وزراء خارجية ومسؤولين كبار من الدول العربية.

وفضل اولمرت التقدم في المسار الفلسطيني وتأجيل المسار الاقليمي. في خطابه في انابوليس تطرق بالايجاب الى المبادرة العربية، ولكنه امتنع عن القول انه مستعد لاجراء المفاوضات في اطارها أو قبولها مبدئيا. فقد قال رئيس الوزراء انه "يعرف" المبادرة، "يحترم أهميتها"، "يثمن جدا مساهمتها" وأن لا ريب لديه في "اننا سنعود للتطرق اليها في المفاوضات التي ستجرى بيننا وبين القيادة الفلسطينية".

جهود وزيرة الخارجية الامريكية في حينه كونداليزا رايس اقناع السعودية بمرافقة مؤتمر انابوليس ببادرات طيبة من التطبيع مع اسرائيل باءت بالفشل، لان السعوديين اشترطوا كل خطوة تطبيع ببيان اسرائيلي بقول مبدئي للمبادرة العربية. الاتصالات التي دارت بين اسرائيل والفلسطينيين في أعقاب المؤتمر سدت طريق المبادرة بتوسيع المسيرة السياسية الى خطوة اقليمية. في خريف 2008، اتصل شاحل بالباز ليفحص اذا كان ممكنا استئناف المبادرة لدعوة رئيس الوزراء للخطابة امام الجامعة. المستشار المصري اقترح تأجيل الامر الى أن تتضح نتائج الانتخابات في اسرائيل.

وأكد شاحل لـ "هآرتس" التفاصيل واضاف ان هذا "كان تفويتا مؤسفا لمبادرة كان بوسعها ان تحدث تغييرا تاريخيا في العلاقات بيننا وبين العالم العربي". مستشار اولمرت، يعقوب غلناتي أكد أمر اللقاء مع شاحل وداليا رابين في اذار 2007. "لسلسلة اعتبارات نمتنع عن تفصيلها تقرر مواصلة المفاوضات حسب المبادىء التي تقررت في مؤتمر انابوليس ودون عقد اجتماع دولي آخر"، قال.