خبر بالصور.. عائلة العداءة صوالحة.. « يكفينا أنها مثلت فلسطين » في لندن

الساعة 06:27 م|08 أغسطس 2012

لندن - صحيفة القدس

تلقت عائلة العداءة الفلسطينية ورود صوالحة خروج ابنتهم من سباق الـ 800 متر في أولمبياد لندن 2012، اليوم الاربعاء، بكل روح رياضية، وأكد والداها فخرهما بابنتهما ودعمهما لها بغض النظر عن النتيجة، رغم قساوتها.

في منزلهم المتواضع ببلدة عصيرة الشمالية، شمال مدينة نابلس، تحلق افراد عائلة صوالحة ومعهم عدد من الاقارب والجيران امام شاشة تلفاز قديم قبل نحو ساعة من بدء السباق. كانوا يعدون الدقائق والثواني بانتظار إطلالة ورود على الشاشة.

كانت اعصاب الجميع مشدودة، لكن الاب عبد الناصر صوالحة وهو مزارع في الخمسينات من عمره حاول اظهار بعضا من برودة الاعصاب، وقال لـ التي اختارت متابعة الحدث من منزل العائلة: "لقد هاتفت ورود قبل قليل، طلبت منا ان نتقبل النتيجة مهما كانت".

وأضاف: "قالت لي بانها تخوض منافسة قوية جداً، ولكنها لا تفقد الأمل ومعنوياتها عالية، وهي تعتبر مجرد المشاركة في الأولمبياد والوصول الى خط النهاية في السباق انجازاً لوطنها فلسطين".

نظر صوالحة الى ساعته، وقال: "بقي من الوقت اكثر من نصف ساعة.. ما اصعب الانتظار".

وحاول الوالد بغير وسيلة كسر الوقت بالحديث عن ورود، مشيرا الى انها "تتمتع منذ صغرها بذكاء وقوة إرادة، وقد حصدت أكثر من أربعين مدالية وجائزة في مسيرتها الرياضية".

واضاف بانه كان يرافقها الى حقول الزيتون في القرية من اجل التدريب، وفي الفترة الاخيرة كان يرافقها الى ملعب بلدية نابلس حيث كانت تتدرب هناك".

وقال انه فخور بابنته كل الفخر، مشيرا الى انها "اختارت طريقها بنفسها، وقد حافظت على العادات والتقاليد والقيم وهي تشارك بلباس محتشم يتناسب وقيمنا الفلسطينية".

حاولت والدة ورود، امتثال صوالحة 48 عاما، الحفاظ على رباطة جأشها، وقالت: "يكفيني تمثيلها لفلسطين".

الوالدة قائلة: "العائلة كلها مع ورود وتدعمها، وهي تريد ان تثبت ان المرأة الفلسطينية قادرة على العطاء، وان نظرة العالم الى الحجاب يجب ان تتغير".

وتابعت: "انا مشتاقة لورود وبانتظار عودتها على أحر من الجمر".

بقيت ثواني لبدء السباق، وقد خيم الصمت على المكان، وطلب الوالد من إحدى أخوات ورود ان ترفع صوت التلفاز، بينما حمل بعض الموجودين كراسيهم البلاستيكية، واقتربوا أكثر من الشاشة.

انطلقت صافرة بدء السباق، وأمكن للعائلة تمييز ورود من خلال لباسها الرياضي الكامل، والشال الابيض الذي كانت تغطي به رأسها.

كان الوقت عصيبا، وأخذت تتعالى اصوات الدعوات لورود بالتوفيق، وطالبتها اصوات أخرى بالاسراع اكثر "شدي أكثر يا ورود.. هيا.. هيا".

وبانتهاء المسابقة، حبس الجميع أنفاسهم، فقد حلت ورود في مرتبة متأخرة وخرجت من السباق. ذرفت الوالدة واخوات ورود بعض الدموع، فيما حبس الوالد دموعه وقال: "الحمد لله على كل حال، لقد فعلت ورود كل ما في وسعها، ونحن نتقبل النتيجة بكل روح رياضية، وخروجها من السباق لا يعني نهاية الحلم، فالطريق طويل وشاق، وسنواصل دعمنا لها".

 


ورود صوالحة
ورود صوالحة
ورود صوالحة
ورود صوالحة