خبر خبو الاحتجاج -هآرتس

الساعة 09:13 ص|06 أغسطس 2012

بقلم: أسرة التحرير

بالضبط اليوم، في السادس من آب قبل سنة، اجتمع نحو 150 ألف شخص في تل أبيب و 30 الف آخرون في القدس وفي مواقع اخرى في أرجاء البلاد مطالبين بالعدالة الاجتماعية. وكانت هذه واحدة من سلسلة مظاهرات كبرى عقدت في اطار حركة الاحتجاج التي اجتاحت اسرائيل. دعوة الجماهير للعدالة الاجتماعية وإن كانت انطلقت بعمومية وبلا مطالب محددة، ولكن لم يكن ممكنا الخطأ في تشخيص الغضب الحقيقي الذي احتواه الاحتجاج في داخله، والالم والاحباط اللذين برزا فوق السطح.

        في منتهى السبت الماضي اجتمع نحو 5 الاف شخص فقط، في مظاهرتين منفصلتين في ساحة متحف تل أبيب وفي ميدان هبيما – فيما كان جل اهتمامهما المواجهات الداخلية، صراعات الأنا والمعسكرات. لحظة الذروة كانت عندما وصل بضعة متظاهرين من مظاهرة "العدالة الاجتماعية" الى ساحة المتحف وبدأوا يصطدمون بجماعة احتجاج "المساواة في العبء". وكان هذا مجازا يعبر عما بدا حتى وقت قصير مضى احتجاجا شعبيا ضد السلطة، يقظة مباركة للطبقة الوسطى الاسرائيلية السلبية بشكل عام – وتبدد في غضون وقت قصير الى مشاحنات وخلافات.

        المجموعتان المتظاهرتان تختلفان حول بؤرة الاحتجاج: بينما تشدد جماعة "العدالة الاجتماعية" على الحاجة الى تغيير جذري للسياسة الاقتصادية ومعنية بمصالح الطبقات الفقيرة بين السكان، فان جماعة "المساواة في العبء" تركز على مطلب ان يتحمل كل مواطني الدولة عبء الخدمة العسكرية او الخدمة المدنية.

        غير أنه رغم الفجوات الايديولوجية يخيل أن الانقسام الذي وقع بين المعسكرين هو أيضا نتيجة ذات السياسة القديمة التي خرج ضدها زعماء الاحتجاج الى الشوارع يسندهم مئات الاف المؤيدين. المسائل التي خلقت الانقسام هي المسائل المعروفة من كل جسد سياسي قائم: من يقود، من يكون رقم اثنين، من يخطب أولا، هل يدعى سياسيون، هل يسمح برعاية حزب قائم وما شابه. حقيقة أن هذه مسائل داخلة للقوة والتحكم، تدل على أن النظام القديم لا يزال هنا، حتى وان كان يرتدي ملابس جديدة.