خبر المستوطنون يهاجمون الفلسطينيين ويقضون على ماشيتهم ومزارعهم

الساعة 12:07 م|05 أغسطس 2012

القدس المحتلة

قالت صحيفة "هآرتس" العبرية إن هناك أكثر من 50 تقريراً تتناول مهاجمة المستوطنين للفلسطينيين في الضفة الغربية الشهر الماضي وحده. وفي بداية سلسلة من التقارير المنتظمة تكشف الصحيفة عن هجوم عنيف بشكل خاص، في مقال أعدته الصحافية أميرة هاس، هذا نصه:

لا تزال آثار الورم واضحة تحت العين اليسرى لإبرهيم بني جبر. وان كانت الضربات التي تلقاها شقيقه جودت على أذنه اليمني لم تترك آثارا، إلا أنهما يشعران أن إصابتهما خلفت لهما الصداع. وخلال لقائي معهما في منزل العائلة في قرية عقربة في الضفة الغربية الاسبوع الماضي، شرحا بالتفصيل مدى الخوف والالم الذي شعرا به عندما هوجما. ودار معظم حديثهما على ماشية العائلة، التي دفعتهما إلى الإسراع لإنقاذها في ذلك اليوم المشؤوم بعد أن علما أن المستوطنين يهاجمون المكان.

كانت المواجهة العنيفة، بين مستوطنين من إيتامار وجيفا777 وسكان عقربة الفلسطينيين، أسوأ الحوادث المثيلة التي وقعت الشهر الماضي. ولكنها مع ذلك لم تكن إلا جزءا من اعتداءات وهجمات واقتحامات يومية. ولا يتم الإعلان عن هذه الحوادث إلا نادراً، ولكنها تخضع في كل المرات إلى تحقيق لا يفضي إلى توجيه أي اتهام.

والحوادث التي نتناولها في هذا المقال تظل ناقصة لأنها لا تحتوي على ما يجري في القدس. وتقوم على أساس إفادات شهود عيان أوردتها شركة التعايش العربي اليهودي ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، ومنظمة بيتسيلم: وهو مركز المعلومات عن حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة. وستعمل "هآرتس" على متابعة الأحداث بصورة منتظمة وتروي الطريقة التي تتعامل السلطات الحكومية معها.

ففي يوم السبت السابع من الشهر الماضي عندما كان الاخوة من عائلة بني جبر يعملون في حقل القمح، ابلغهم شقيقهم جهاد الذي كان يعتني بالماشية في نبرة مرتعشة عبر الهاتف ان "المستوطنين وصلوا عند النبع، وأنهم يذبحون الماشية". كان الشقيقان على بعد ثلاثة كيلومترات من النبع والحقل، شرق قرية يعنون. وتوجه جهاد (44) ليتحدث الى الجنود الذين صحبوا المزارعين الفلسطينيين إلى حقلهم.

كانت وزارة الجيش "الإسرائيلية" قد راجعت قبل ستة أشهر تقريبا خططها لتخصص منطقة إطلاق النار هناك، وهي منطقة تشتمل على حقول المزارعين ومزارعهم وعدد من مساكن عائلات قرية عقربة. وعدما قررت مرة أخرى استخدام منطقة الرماية، فان الجيش "الإسرائيلي" بدأ في حرمان الفلسطينيين من التوجه إلى أراضيهم هناك. وجيفا777 ضاحية لمستوطنة ايتامار، تقع في منطقة الرماية ذاتها. وقال درور ايتكس الذي تابع الاسلوب الذي يتبعه المستوطنون للسيطرة على اراض في الضفة الغربية، ان معطم الحقول التي يعتني بها المستوطنون في جيفا777 تقع ضمن اراض يملكها فلسطينيون وفي منطقة الرماية.

وقد بذل رشيد فهمي، رئيس مجلس يعنون البلدي، والمجموعة الفلسطينية الاسرائيلية لوحاميم ليشالوم (او الحراك من اجل السلام) والحاخامات من اجل حقوق الانسان، جهودا مضنية ومطولة في حملة تهدف الى حمل السلطات الاسرائيلية على الالتزام بحقوق الفلسطينيين في العمل في اراضيهم. لكن جهودهم ذهبت ادراج الرياح. اذ لم يسمح للفلسطينيين بالتوجه الى حقولهم الا بصحبة الجنود ولمدة اسبوع واحد بين 3 و 10 تموز (يوليو)، عندما يكون القمح قد أصبح جافا، لا فائدة ترجى منه.