خبر الجنرالات يخرجون من الخزانة -هآرتس

الساعة 08:23 ص|05 أغسطس 2012

الجنرالات يخرجون من الخزانة -هآرتس

بقلم: عاموس هرئيل

(المضمون: مسؤولان كبيران سابقان لشعبة الاستخبارات العسكرية زئيفي ويدلين يعارضان الهجوم في ايران – المصدر).

        ما هُمس به حتى ما قبل اسبوع – اسبوعين في الغرف المغلقة، يُقال الان بصوت عال جدا. امكانية أن تهاجم اسرائيل مواقع النووي في ايران في الاشهر القريبة القادمة، قبل الانتخابات للرئاسة الامريكية في شهر تشرين الثاني، هي الان موضوع لبحث علني واسع ومفصل. في الـ 72 ساعة الاخيرة تحدث في هذا الشأن، بمباشرة مفاجئة، ثلاثة من مسؤولي اسرة الاستخبارات الاسرائيلية في السابق. وعارض اثنان منهما الهجوم الاسرائيلي غير المنسق مع الامريكيين، في هذا التوقيت.

        أفرايم هليفي، رئيس الموساد الاسبق، قال في تقرير نشر يوم الخميس الماضي في "نيويورك تايمز" انه لو كان ايرانيا "لخشي جدا في الـ 12 اسبوعا القريب القادمة". بمعنى: حتى الانتخابات في الولايات المتحدة. ومساء يوم الجمعة أجريت مقابلات في القنوات التلفزيونية مع مسؤولين لشعبة الاستخبارات العسكرية الاخيرين، سلفي اللواء أفيف كوخافي في المنصب.

        اللواء احتياط أهرون زئيفي فركش تناول، في القناة 2، الهجوم الاسرائيلي القريب وكأنه حقيقة ناجزة، وادعى بانه سيكون خطأ اخراجه الى حيز التنفيذ الان. وتحفظ زئيفي من ادعاء وزير الدفاع، ايهود باراك، بان ايران قريبة من الدخول الى "مجال الحصانة" ضد الهجوم، وقال انه سيكون ما يكفي من الوقت للعمل حتى في وقت لاحق (أقوال مشابهة قالها زئيفي في ذات الصباح أيضا في مقابلة مع موقع "والا"). اما اللواء احتياط عاموس يدلين، الذي حل محل زئيفي في رئاسة شعبة الاستخبارات العسكرية فقد ألمح هو ايضا في مقابلة مع القناة الاولى بان الهجوم قريب، هو أيضا، بلغة أقل قطعا بقليل، بدا كمن  يعتقد بانه يوجد الان الحاح خاص لقصف اسرائيلي.

        فهل الأمنيون السابقون يعرفون شيئا ما لا يعرفه الجمهور؟ لا يزال كبار رجالات شعبة الاستخبارات العسكرية السابقون يوجدون في دائرة التشاور الاوسع للقيادة الأمنية، حتى وإن لم يكونوا بالضرورة شركاء سر في التخطيط العملياتي. ولكن ليس أقل أهمية من ذلك، فهم يعرفون كيف يحللون المعلومات الاستخبارية العلنية – وتطورات الاسابيع الاخيرة تفيدهم بان احتمال الحسم الاسرائيلي الى جانب الهجوم أعلى مما كان في الماضي.

         لا يزال يوجد هنا توازن دقيق: ليس مثل مئير دغان ويوفال ديسكن، نظيرهما السابقين في لجنة رؤساء الاجهزة، فان زئيفي ويدلين لا يهاجمان القيادة مباشرة. لعلهما يأملان في أنه لا يزال هناك احتمال بان تدفع تحذيراتهم العلنية من هجوم قريب الايرانيين للسعي الى حل وسط مع الاسرة الدولية، وتعفي من الحاجة الى القصف. ولكن لا ينبغي الاستخفاف بالقول العلني ضد هجوم متسرع. ليس لزئيفي ويدلين حساب يصفيانه مع نتنياهو وباراك. لا يمكن اتهامهما، مثلما سارع لعمل ذلك مكتبا رئيس الوزراء ووزير الدفاع تجاه دغان وديسكن، بأجندة غير موضوعية في الجدال حول النووي.

        نتنياهو، الذي لا يزال يسعى على ما يبدو للهجوم، يعمل الان ضد دائرتي معارضة ذاتي مغزى، من الداخل ومن الخارج. في الساحة الداخلية، هذه هي معارضة القيادة المهنية (هيئة الاركان والموساد) للهجوم في التوقيت الحالي، مسنودة باسناد متعاظم من جنرالات سابقين. في الساحة الخارجية، هذا هو الضغط الذي تمارسه الادارة الامريكية، والذي وجد تعبيره ايضا في زيارة وزير الدفاع ليئون بانيتا الى البلاد الاسبوع الماضي.

        حقيقة أن هذا الضغط يخرج نتنياهو من توازنه يمكن أن نراها أيضا في التسريبات عن لقائه مع كبار مسؤولي صوت الجيش، يوم الخميس. فقد شرح رئيس الوزراء بانه في حالة لجنة تحقيق مستقبلية حول اتخاذ القرار بالهجوم على ايران، "أنا سأكون المسؤول". وبعد ذلك عبر عن نفوره مما وصفه المشاركون في اللقاء بانه "أجواء تغطية القفى".

        فقد ادعى نتنياهو أن "الناس يجلبون لي طروحات هي كلها للجنة التحقيق. قلت لهم أن يكفوا عن هذه الطروحات وان يتوقفوا عن الحديث الى البروتوكول، بل ان يتحدثوا بشكل موضوعي". ويبدو أن الغضب أصيل، ولكن رئيس الوزراء يبدو بعض الشيء كالطفل الذي اخذوا منه دميته المحببة. وأعلن نتنياهو الاسبوع الماضي، وعن حق، بأنه هو المخول باتخاذ القرار النهائي في هذا الشأن (بتأييد المجلس الوزاري أو الحكومة) ولكن هذا بالضبط هو دور القيادة المهنية – شرح المخاطر والفرص، قبل الحسم.