خبر فجأة كلهم مصدومون- معاريف

الساعة 08:08 ص|25 يوليو 2012

 

 

بقلم: نداف هعتسني

صدمة شديدة اجتازها المجتمع الاسرائيلي هذا الاسبوع. كبار رجالات وسائل الاعلام المركزية كانوا مذهولين على نحو خاص وعبروا عن ذلك بعناوين رئيسة ضخمة، بأعمدة تغطية واسعة وبتعابير شجب حادة على نحو خاص. احساس الاستنكار الاستثنائي انتشر في الفضاء العام. لم يسبق لنا ان شهدنا فسادا سياسيا باعثا على الصدمة كهذا. وكل ذلك بالطبع بسبب فعلة الخداع الاستثنائية التي قام بها رئيس الوزراء نتنياهو، وستة الأقزام إياهم الذين تجرأوا على التفكير بترك بيتهم الايديولوجي، كديما، والفرار الى صفوف الخصم الفكري – ائتلاف نتنياهو.

وبالفعل كل مراسل ومحلل، كل مذيع تلفزيوني واذاعي ثار، هزأ، عجِب واحتقر ذلك جدا. وفقط لو كان بوسعهم لسحقوا اولئك الذين تجرأوا على رفع اليد على طهارة المقاييس في ساحتنا السياسية المقدسة. ولم يتوقف الجميع عن السؤال: الى أين سيدهورنا في المنزلق السلس هذا المخادع الذي يقف على رأس الحكومة؟ وبالتدريج أُغدقت الرحمة على شاؤول موفاز وعلى حزبه النبيل. موفاز الطاهر والنقي – زعيم لم يصدر على لسانه كذب، لم يفكر بامكانية خيانة حزبه وناخبيه. كيف كان ممكنا لأحد ان يفعل له بالذات هذا، وهو الرجل الذي اخترع القول الشهير "المرء لا يترك بيته".

وبالتدريج انتشرت الرحمة لتشمل معسكر كديما، ذاك الجُرف العالي من النزاهة والموضوعية. ومن مقر الرئيس ظهر الولي الشهير شمعون بيرس، الذي يشع نوره الاخلاقي ليُنير طريقنا في العالم بأسره. وبالطبع، على سريره لم يتمكن اريئيل شارون من وقف دموعه في ضوء الفعلة النكراء. بالفعل، ايام قاسية تعصف بنا قُبيل التاسع من آب.

لو لم يكن هذا محزنا جدا، لانفجرنا في ضحك هستيري في ضوء الازدواجية الاخلاقية، الكذب والنفاق الذي في تغطية الازمة السياسية للاسبوع الماضي. فقد حصلنا مرة اخرى على الدليل في أننا نخضع لحملة غسل عقول مستمرة. ليس لنا صحافة، ليس لنا اكاديميا، ليس لنا أسرة قضائية، ليس لنا معلمون اخلاقيون تاريخيون. ففي اثناء الجيل الماضي تعطي الصحافة والاكاديميا الاسرائيلية ريح اسناد لخلق واقع اخلاقي أحادي الجانب، فاسد ومظلم، وصل هذا الاسبوع الى مستويات لا تُعقل. عندما رشى اسحق رابين مهرب المخدرات غونين سيغف بوظيفة وزير والكهربائي غولدفرب بالمتسوبيشي وبنائب وزير، وكل ذلك من اجل إقرار اتفاق اوسلو ب مع اصوات الاحزاب العربية المناهضة للصهيونية، صفقت الصحافة والاكاديميا. فقد كان هذا سطو منكر ومظلم للمقاعد وارادة الجمهور شُوهت وسُحقت. ومع ذلك، من اجل الغاية المقدسة نال ريح اسناد شديدة.

عندما أُقيم كديما، الحزب الذي ليس له قاسم مشترك بين اعضائه، لم يكن له وليس له ايديولوجيا، باستثناء المقاعد، غاب كبار رجالات وسائل الاعلام عن الوعي لشدة الارتياح – غاية اقتلاع غوش قطيف بررت كل شيء. كديما أقامه رجلان هما الأكثر فسادا سي السياسة الاسرائيلية – اريئيل شارون وشمعون بيرس، اللذان معا أقاما نصبا تذكاريا للعفن السياسي، ولكنهما حظيا بعناق صحفي واكاديمي. والسبب بسيط: عندما تُسرق اصوات اليمين من اجل تطبيق سياسة اليسار، الهتاف يهدر. وعندما تكون الحركة معاكسة، وستة تائهين في الطريق من شأنهم ان يعززوا معسكر اليمين، السماء تسقط. ولهذا حان الوقت لوضع حد بالقانون لسرقة المقاعد ونقلها الى معسكر الخصم، ولكن قبل ذلك يجب لحزب سارقي المقاعد كديما ان يرحل عن العالم، وعلى كبار رجالات الصحافة، الذين وفروا الدعم الفكري لسرقة مقاعد اليمين، ان يُقدموا الى محاكمة الجمهور.