خبر آباء أكلوا النيء- يديعوت

الساعة 07:46 ص|24 يوليو 2012

آباء أكلوا النيء- يديعوت

بقلم: ناحوم برنياع

قاعة المخابرات في الكنيست تقع في الطابق الاسفل من المقر، في المكان الذي لا يمكن النزول اسفله. واجتمع أمس فيها قادة الدولة ووجهاؤها لمشاهدة عرض مسرحي. كان هناك رئيسان (الثالث في السجن)، أربعة رؤساء للمحكمة العليا وجملة قضاة، وزراء، ونواب في الحاضر وفي الماضي. المسرحية، " أسيسيران معا" بقلم أ.ب يهوشع، كتبت بالهام اللقاءات التي جرت بين دافيد بن غوريون وزئيف جابوتنسكي قبل قرابة ثمانين سنة. وكانت النتيجة مخيبة جدا للامال.

ولكن ليست هذه هي القصة. القصة هي الفجوة الهائلة بين الاباء المؤسسين للدولة وخلفائهم. ثلاثة طوابق فوق القاعة تلوى نواب كديما في محاولة يائسة لايجاد حزب لانفسهم، كرسي، وظيفة، شيء ما يمكن التمسك به في الطريق الى هوة النسيان. بنيامين نتنياهو، الخليفة الرسمي لجابوتنسكي، بحث عن نواب شاغرين للرشوة؛ شيلي يحيموفتش، الخليفة الرسمية لبن غوريون، تعاونت معه. بعد ذلك، حين فشلت الخطوة، تنكرت لها، بأثر رجعي. فهل سيسير الاثنان معا؟ نعم، حين يدور الحديث عن هذين الاثنين.

ليست لاول مرة يحاول رؤساء وزراء ان يشتروا بالحقائب أو بانصاف الحقائب، نوابا من احزاب متفككة. اسحق رابين عرض عروضا مشابهة للاجئي "تسوميت" بقيادة رافول. الفارق هو أنه كان لرابين جدول أعمال كان مصمما على ان ينفذه. وشعر بانه يمسك بقرون التاريخ ومحظور عليه أن يرخي يديه، حتى بثمن خطوة مهينة. اما نتنياهو فليس له حاليا جدول اعمال حقيقي، غير نفسه. ليس له رؤيا يمكن ان تبيض البقعة.

ويوجد فارق صغير آخر: رابين نجح في خطوته؛ اما هم ففشلوا. ومثلما في الخلطة الفرنسية القديمة، ابطال المهزلة هذا الاسبوع هم مخادعون واغبياء في نفس الوقت.

في مركز القضية وقف تساحي هنغبي. هنغبي حظي في السنوات الاخيرة بثناء عظيم. أثنوا عليه عن حق لرباطة جأشه، لضبطه لنفسه. لمصداقيته. ولكن لم تخفى عن ناظر المثنين مشكلة تلاحقه طوال حياته: انعدام الكوابح، انعدام الثبات. مرات عديدة سقط هو هكذا، وهذا ما يحصل له هذه المرة ايضا. اراد أن يجلب هدية لليكود، شبكة أمان. الشبكة لم يجلبها، ولكن ما حققه في سنوات من السلوك الطيب افسده في ليلة متسرعة واحدة.

امس بعد الظهر طلب النائب حديث العهد آفي دوان، الذي كان مواليا لموفاز حتى أول أمس، من داليا ايتسيك، رئيسة كتلة كديما، ان تخلي له غرفة الكتلة. فهو لم يجد مكانا آخر يفر اليه. في الخارج كان يجلس نواب سابقون من الليكود اصبحوا اعضاء مركز كديما والان سعوا الى الانتقال مع دوان عائدين الى مركز الليكود. هؤلاء الاصدقاء هم حزب المركز الحقيقي – دوما اعضاء مركز، ليس مهما في أي حزب. وقد أغلق دوان على نفسه في الداخل، اغلق بابا واحدا وبعد ذلك اغلق الثاني. قبل ساعات من ذلك التقطت له صور بفخار، بصفته نائب وزير الرفاه المرشح. اما الان فقد أخفى وجهه كآخر المشبوهين.

***

فوق المحاولة الفاشلة لتفكيك كديما تحوم السحابة الايرانية. في الاسبوع الماضي سألت شاؤول موفاز ألا توجد صلة – بين الازمة حول تجنيد الاصوليين وخطط العمل العسكري الاسرائيلي ضد ايران. فأجاب موفاز بأنه لا يدري. "أنت تعرف رأيي"، قال. "أنا ضد". هذا بالضبط هو الموضوع، قلت. أنت ضد ولهذا فأنت في الطريق الى الخارج. ولكن تساحي مع. ولكن ما رأيك في امكانية ان يكون هنغبي الضلع الثالث في مجموعة الضغط من اجل الهجوم على ايران، الى جانب نتنياهو وبراك؟.

وأمس ادعى موفاز بأن ايران هي الدافع. نتنياهو قرر الذهاب الى هناك، وتأييد هنغبي والنواب الذين كان يفترض ان يأتوا معه يرمي الى مساعدته للوصول الى هناك. ايران هي قصة تغطية جيدة – فهي كبيرة بما فيه الكفاية لتبرير كل الترهات التي فعلها في الايام الاخيرة نتنياهو، هنغبي واعضاء كديما على أنواعهم، من موفاز وحتى آخر المترددين. السؤال هو هل القصة صحيحة.

الحملة لتبرير عملية عسكرية علنية ضد ايران تجري على ثلاثة مستويات: حيال وزراء الحكومة، ولا سيما اعضاء الثمانية واعضاء المجلس الوزاري؛ حيال هيئة الاركان ورؤساء أذرع الاستخبارات؛ وحيال الاعلام. وهي تجري في لقاءات متواترة وفي كثافة مثيرة للانطباع.

حتى اليوم لم تسجل نجاحات. معظم وزراء الثمانية لم يقتنعوا بعد؛ مشكوك جدا ان تكون اغلبية للعملية في المجلس الوزاري والحكومة في كامل هيئتها، حيث يفترض ان يُجرى التصويت اذا ما قرر نتنياهو اجراء تصويت كهذا. لا تغيير في جبهة وسائل الاعلام.

هنغبي وحده لا يمكنه ان يرجح الكفة في المسألة الايرانية. المنفعة التي يمكن ان تُستمد من كفاءاته الاعلامية تبددت الآن، بعد ان تورط في خطوة فاشلة، غير نظيفة. فقد سعى للعودة الى الليكود مع إكليل نصر على رأسه. ولكنه يعود مع زبدة على الرأس.