خبر تقرير مصور.. شهر رمضان ينكأ جراح ذوي الشهداء

الساعة 09:18 ص|22 يوليو 2012

غزة (الإعلام الحربي)

يطل علينا شهر رمضان المبارك ومازالت جراح ذوي الشهداء غائرة على فراق فلذات أكبادهم، ولكن عزائهم الوحيد أن أبنائهم شهداء في الجنان عند مليك مقتدر.

رمضان جديد حل ومازالت الأرض ندية بدماء الشهداء الأبطال، الذين قدموا أرواحهم في سبيل الله، وفي سبيل العزة والكرامة والتحرير, فذوي الشهداء الذين تجرعوا مرارة الفراق يستقبلون الشهر الكريم بالصبر والاحتساب والتوجه إلى الله عز وجل بالدعاء، بأن يتغمد أبنائهم في واسع ومستقر رحمته.

مراسل موقع "الإعلام الحربي" لسرايا القدس بلواء غزة، رصد كيف مر أول أيام شهر رمضان المبارك على عوائل ثلة من شهداء معركة بشائر الانتصار البطولية التي خاضتها "سرايا القدس" مع العدو الصهيوني في شهر آذار الماضي.


شهداء

أصعب يوم

وكانت البداية في منزل الشهيد القائد الميداني بسرايا القدس "حازم قريقع"، حيث يقول والده لمراسل موقع الإعلام الحربي بـ"لواء غزة": "كان أول يوم في شهر رمضان المبارك هذا العام أصعب يوم في التاريخ لأنه أول رمضان يمر بغياب نجلي الأكبر الشهيد الحي بإذنه تعالى "حازم".

وأضاف: "لقد تفتحت جراحنا من جديد في شهر رمضان المبارك وحينما حان موعد الإفطار استذكرنا "حازم" رحمة الله عليه وبكى الجميع وبالأخص والدته التي لم تتوقف عن البكاء وكنا نصبرها ونحاول أن نخفف عنها".

واد بالقول: "أستذكر نجلي حازم حينما كنا في شهر رمضان الماضي نذهب سوياً إلى المسجد لأداء صلاة التروايح، وحينما كنا نخرج سوياً في زيارات لصلة الرحم، وحينما كنا نفطر سوياً ونخرج إلى السوق سوياً فكل هذا وأكثر افتقدناه هذا العام".

ودعا والد الشهيد "حازم قريقع" الله عز وجل بان يسكن نجله "حازم" وكل الشهداء جنات النعيم, وطالب أهالي وذوي الشهداء بالصبر والاحتساب لان أبنائهم في الجنة أحياء يرزقون".


شهداء

من جانبها قالت الطفلة "أزهار قريقع" نجلة الشهيد "حازم" لمراسل الإعلام الحربي: "أنا مشتاقة كتير لبابا وأتذكر كيف كان في كل رمضان يجلس بيننا ويلعبنا ويوفر لنا كل ما نحتاجه".

وأضافت الطفلة "أزهار" وهي تحبس دموعها وحاضنة صورة والدها الشهيد: " الله ينتقم من اليهود الذين حرموني من بابا الغالي ولكن سأصبر لان الله أكرمه بالشهادة ورزقه الجنة والنعيم".


شهداء

ذكريات وألم

من جهتها قالت والدة الشهيد القائد "فائق سعد": "كان أول يوم في شهر رمضان يوم صعب للغاية فكان يراودني شعور متداخل ما بين الذكريات والألم".

واستذكرت الأم الصابرة المحتسبة خلال حديثها لـ"الإعلام الحربي"، "حينما كانت في شهر رمضان العام الماضي تنتظر نجلها فائق ليعود من الرباط حتى تتناول وجبة السحور معه".

كما استذكرت أول أيام شهر رمضان المبارك العام الماضي حيث اصطحبها نجلها فائق لأداء العمرة في مكة المكرمة.

وأضافت:" لقد مر أول يوم في شهر رمضان كشريط من الذكريات رأيت فيها صور نجلي أبو مالك منذ طفولته حتى استشهاده. مشيرة إلى أنها تجعل مالك نجل الشهيد فائق يجلس في المكان الذي كان يجلس فيه والده رحمه الله، على مائدة الطعام حتى تشعر انه مازال حياً وأنه لم يغب".

 
شهداء

تفتحت جراحنا

واختتم مراسل "الإعلام الحربي" بلواء غزة زياراته الميدانية لمنازل الشهداء في منزل الشهيد القائد "أحمد حجاج" حيث يقول والده الشيخ عبد الفتاح: " رغم فرحتنا بهذا الشهر المبارك إلا أننا عشنا يوماً صعباً فالكل بكى حينما تذكر أحمد وتذكر ضحكاته ومواقفه الكثيرة".

وأضاف: "حينما جلسنا على مائدة الطعام للإفطار بكينا بشدة مستذكرين أحمد حيث كان له رونق خاص في شهر رمضان المبارك، وكان دوما يساعد والدته في إعداد الطعام, فقمنا بقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة والدعاء له بالرحمة والمغفرة".


شهداء

وأردف قائلاً: "الكثير من الذكريات غابت عنا بالأمس ولكننا عزائنا انه في الجنة, وزيارة أصدقائه وأحبابه ورفاقه خففت عناً جزءً من الحزن والألم.

وتابع حديثه لـ"الإعلام الحربي": "مهما تحدثنا عنه فلن نعطيه حقه وان فراقه صعب جداً، وأنا أحاول دوما أن اخفف عن والدته وإخوته وأخواته لوعة الفراق".


شهداء

وتقول الطفلة "تسنيم حجاج" شقيقة الشهيد "أحمد" لمراسل الإعلام الحربي: "لما كنا بدنا نفطر كلنا بكينا عندما استذكرنا احمد وقمنا بقراءة سورة الفاتحة على روحه ودعينا له".

وأضافت: "أنا بدعي لأحمد في كل صلاة وفي كل سجود وان شاء الله ربنا يجمعنا معه في الجنة".


ولفت الشيخ "عبد الفتاح حجاج" إلى أن أبرز ما يميز نجله الشهيد أحمد انه يحفظ أكثر من 20 جزء من القران الكريم، وكان محفظاً في مسجد الفضيلة، وكان يمتلك صوتاً حزيناً في قراءة القران الكريم ، وكان كثيراً ما يؤم المصلين في صلاة التراويح في شهر رمضان وخاصةً في ليلة القدر.

وأضاف:" صلاة التراويح وليلة القدر سيفتقد أحمد كثيراً حيث كان المصلين يبكون حينما يؤمهم للصلاة لروعة صوته وحزنه".


شهداء

ووجه الشيخ "عبد الفتاح" رسالةً لذوي وأهالي الشهداء دعاهم فيها بالصبر والاحتساب. مؤكداً على أن الشهداء شفعاء لأهلهم يوم القيامة وأن أبنائهم لن يذهبوا سدى وأن الله سيعوضهم خيراً بإذن الله.

وطالب المجاهدين أن يتسموا بالطهارة والحب لكل أبناء شعبنا وأن يتوحدوا في الميدان لان الصاروخ الصهيوني لا يفرق بين مجاهد وآخر.

وتقدم الشيخ "حجاج" في ختام حديثه بالتحية والشكر للإعلام الحربي لــ"سرايا القدس" على جهوده الطيبة في خدمة الإسلام والجهاد وفلسطين.


شهداء