خبر امبراطورية إسرائيل الكبرى ..بقلم/ توفيق أبو شومر

الساعة 05:27 ص|22 يوليو 2012

من المسؤول عن تحويل العالم العربي من مهد الحضارات والإشعاع الثقافي والتسامح إلى منفى ؟

من حوَّل الوطن العربي الغني بمخزوناته الطبيعية والحضارية والثقافية، إلى وطنٍ يستجدي فائض خيرات الآخرين؟

من غير بوصلة هذا الوطن من التسامح إلى الإرهاب والقمع والمجازر والمآسي، وأصبح هو الوطن الذي يأمل معظم من يعيشون فيه الهجرة منه، لا إليه!!

 هذا الوطن المسكين الذي عشقه حتى كبار كتاب العالم في القرون الماضية، لدرجة أن الشاعر الألماني المبدع جوته كاتب أسطورة فاوست قال عنه:

 مَن لم يولٍ وجهه صوب الشرق، فإنه لا يستحقُّ الحياة!

فها هم ديكتاتوريو العالم العربي  ينفذون آخر التصفيات ضد هذا الوطن المقهور، فقد أصبحت أخبار التهجير من أوطان العرب هي الطبق الشعبي الذي لم يعد يستثير حتى العرب أنفسهم، وتتوالى الأخبار:

مئات آلاف يفرون من الشام، ومثلهم يهرب أو يستعدُّ للهروب مما بقي من أوطان العرب!

سأظل أذكر أبياتا قالها الشاعر الكبير شوقي ، عندما فشل الفرنسيون في تطويع دمشق الشام وإذلالها:

سلامٌ من صبا بردى أرقُّ

ودمعٌ لا يُكفكف يا دمشقُ

وقيل معالمُ التاريخِ دُّكَّتْ

وقيل أصابها تلفٌ وحرقُ

وللحريةِ الحمراء بابُ

بكل يدٍ مضرجةٍ يُدَقُّ

وستظل عينايَ تغرورقان بالدمع، وأنا أردد أبيات ابن دمشق المتيم في حبها نزار قباني، عندما قال بعد شوقي بعشرات السنين:

أنا الدمشقيُ لو شرَّحتمُ جسدي

لسال منه عناقيدٌ وتُفَّاحُ

ما للعروسةِ  تبدو مثلَ أرملةٍ

أليس في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟!!

والشعرُ ماذا سيبقى مِن أصالته

إذا تولاَّه نصابٌ وسفَّاحُ

وكيف نكتبُ والأقفالُ في فمنا

 وكلُّ ثانيةٍ يأتيك سفَّاحُ ؟!!

            ها أنا استعيد مرة أخرى الوعيَ بالحاضر الراهن، مقارنا بين ما يحدث عند العرب، وما يحدث عند الإسرائيليين، فأقرأ تحقيقا صحفيا لمراسلة صوت إسرائيل في إفريقيا الصحفية رينا باسيست، وهي تكتب التحقيق التالي من إفريقيا:

"ملايين من سكان إفريقيا يعتزمون في السنوات القادمة الهجرة إلى إسرائيل، وهم اليوم يطالبون بالاعتراف بهم يهودا.

تقول دكتورة شالفا ويل، المختصة في القبائل الإفريقية التي تنحدر من الأصول اليهودية وبخاصة الأثيوبيين، وهي أيضا عالمة آثار، وباحثة في مركز الدراسات بالجامعة العبرية في القدس، وهناك أيضا مركز مختص بيهود إفريقيا يديره إدث برودر في فرنسا، وهو ينسق بين مختلف الجاليات والقبائل الإفريقية.

 تقول شالفا ويل:

  لكل مجموعة إفريقية قصتها الخاصة بها، فمجموعة اللمبا الكبيرة في إفريقيا الجنوبية وزمبابوي وموزمبيق وملاوي، منهم سبعون ألف مسيحي، يزعمون بأنهم من سلالة يهود اليمن، وقد هاجروا من اليمن إلى إفريقيا الجنوبية، ويطالبون باعتمادهم يهودا، ويطالبون بإنشاء كنس يهودية لهم.

 أما عن قبيلة إغبو في نيجيريا فيدعون بأنهم ينحدرون من سلالات يهود سورية والبرتغال، وقد استوطنوا إفريقية منذ قرون، وهم يطبقون قوانين الطهارة والكوشير وطقوس الذبائح، ويختنون أبناءهم في اليوم الثامن، ويقدسون السبت والأعياد اليهودية ، ولهم كنس تخدم ثلاثين ألفا منهم.

 إن ملايين اليهود في إفريقيا يعتبرون أنفسهم يهودا، فهم من سلالة القبائل اليهودية العشرة المفقودة، وأن أرض الميعاد تنتظرهم !!!!"

تذكرت أيضا ما تقوم به مؤسسة شافي إسرائيل المسؤولة عن استعادة يهود العالم وإعادتهم إلى إسرائيل، وتذكرتُ  أيضا رئيس هذه المؤسسة( متشل فروند) والذي يختص بالبحث عن سلالات الضائعين اليهود في العالم في غابات تشيلي وأمريكا الجنوبية، ويعيدهم إلى إسرائيل!!

                        صار من السخافة أن نسأل العرب عن أسباب إنكارهم لجنسيات العرب الآخرين ومنع العرب من دخول بلاد العرب، وعن سهولة منح الجنسية العربية لغير العرب، وتسهيل مرورهم وانتقالهم، وصعوبة منح جنسيات العرب للعرب!

 ولن أسأل أيضا عن مراكز الأبحاث المختصة بدراسة تاريخ العرب في الحضارات الأخرى، ولن أسأل عن حتى مغامرين يطرقون أبواب العالم للبحث عن الآثار العربية في دول العالم، بدلا من مئات آلاف المغامرين العرب ممن يساهمون في دعم بورصات العالم، والإضرار بالعملات العربية!!

فهل ستنجح إسرائيل في تأسيس إمبراطورية إسرائيل الكبرى، بدلا من الإمبراطوريتين البائدتين، العربية والفارسية ؟!!