خبر في اليوم الأول من رمضان فرحة جديدة كأنها ولادة

الساعة 12:24 م|21 يوليو 2012

غزة

"فرحتي ممزوجة بخليط من المشاعر المتناقضة بين سعادة وحزن في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك لأنه لم يمر عليّ هذا اليوم منذ 23 عاما قضيتها  داخل سجون الاحتلال "الإسرائيلي" بعيداً عن الأهل والأصدقاء"... بهذه الكلمات عبَّر الأسير المحرر "وائل فنونه" عن مشاعره في أول يوم من شهر رمضان يقضيه مع عائلته بغزة.

عيناه كانتا تبرقان بلهفة وتحملان من الكلام ما يعجز اللسان النطق به، وذكريات تأتي وتذهب بذهنه في كل لحظة يتذكر بها الأسئلة وكأنه يطرح مقارنة بين أيامه خلال شهر رمضان في السجن، وخارجه.

الأسير وائل فنونه تحدث عن أول يوم له في شهر رمضان بغزة قائلاً :" كنت مقسوماً ومشتتاً بمشاعر بين الواجب تجاه أهلي والتزامي معهم بعد غياب طويل, وبين سفر زوجتي وقضائي أول رمضان وهي ليست معي.

وأوضح فنونه وبأنه ورغم غياب زوجته إلا انه يقضي أول يوم له بشكل جيد وسط أهله وناسه وفرحا برمضان, مشيراً إلى أن هناك فرق كبير ولا مجال أساسا للمقارنة بين طقوس شهر رمضان في السجن، وخارجه حيث الأهل والأحبة والصلاة في المساجد.

واسترجع فنونه بلحظات أياماً كان يقضيها بالأسر وتذكر إخوة له شاركوه تلك المعاناة, واصفاً شهر رمضان بأنه غير موجود بالأسر لا طعم ولا روح ولا معنى له, فكانوا أسرى بكل شيء حتى بفرحة وبهجة قدومه فهو لم يكن يعني لنا سوى شعيرة دينية نقضيها لأن الكثير منهم كان يحمل من الحزن ما يكفيه ليصمت برمضان.

وتطرق فنونه إلى معاناة الأسرى من عدم الحصول على أساسيات رمضان بالأسر, موضحاً أن رمضان بغزة وكأول رمضان له الآن شعر بأشياء كثيرة, واصفاً أول يوم إفطار له مع أهله بأنه فرحة كبيرة لم يشعر بها من قبل وكانت مفقودة بالنسبة له طيلة 23 عاما.

بإحساس ومشاعر جديدة عليه وكأنه أول مرة يشعر بها، ذكر منها تجمع الأهل وتناول الإفطار على سُفرةٍ واحدةٍ وتبادل الكلمات والتهاني والمباركات برمضان من الأهل والأصدقاء, مشيراً بان تلك اللحظات أثرت به لأنه تذكر الأسرى بالسجون، معبراً عن فقدهم للتهاني من أهلهم برمضان ومن سماع كل عام وأنتم بخير من أقربائهم وأصدقائهم.

فلا يكاد فنونه يحاول الهروب من ذكريات الأسر ومعاناته إلا أنها تطارده وكأنها أحد عناصر شخصيته فهو مازال يذكر أناس مقربين منه حضر رمضان معه وأول يوم كان معهم والطقوس المميزة التي كانت بينهم, فذكر فنونه بأنه بعد صلاة العصر وبشكل مميز بهذا الوقت كان الأسرى بسجون الاحتلال وخاصة بسجن" هادريم "الذي كان أسيرا به  يكثرون من قراءة القرءان والدعاء والعبادة وهذا الشيء الوحيد الذي مازال متمسكاً به حتى الآن ولا يستطيع تغيره بعد خروجه من الأسر.

وعن رؤيته لمظاهر رمضان بغزة أوضح فنونه بان ليلة الإعلان عن رمضان انتابته فرحة عارمة لأنه لأول مرة بعد فترة طويلة يرى مشهداً رمضانياُ جميلاً, ازدحام السكان بمنطقة الشجاعية التي كان مارا بها وأبواب المحال التي لم تغلق ليلتها, وناس كثيرون يجوبون المحلات لشراء حاجيات رمضان، وحركة السير، وتكبيرات المساجد وتهليل الأطفال, ذكرها وكأنه شخص ولد من جديد ورأى أشياء افتقدها ولم يشعر بطعمها من سنين واصفا ًرمضان ببهجة لم يشعر بها وإحساس فريد انتابه لرؤية مظاهر رمضان وكان طعما لذيذا  ذاقه من جديد...

وعبر فنونه  عن حزنه لأنه لا يتذكر أيام رمضان التي عاشها قبل أسره فكانت عيناه وحركات يديه تبحث عن شي تتكلم عنه لعلها تتذكر شي بسيط من ماضيها, فحياة الأسر أخذت الكثير من حديثه ووصفه لرمضان وعن حزنه لبقاء إخوة له بالأسر ومازال يتذكرهم وكيف يقضون رمضان؟, موضحا بأنه مازال يتذكر تلك الأيام ويشعر بالأسرى بكل لحظة لأنه عاش التجربة معهم.

وذكر فنونه في حديثه عن أول إفطار له برمضان بأنه كان جميل ومميز إلا أن مواقف استحضرته من الأسر وكان من بينها, رفضه تناول التمر ببادئ الأمر لتذكره أول يوم برمضان بالأسر وأن الأسرى الآن لا يتناولون التمر بسب تماطل الاحتلال بجلبه لهم ولكنه مأسور بمشاعره بين عدم تناوله وبين إرضاء أهله وتناول التمر وغيرها من المواقف والتي تراوده وكأن رمضان بالأسر ما زال يعيش بداخله لبقاء أسرى عاش معهم بالأسر, واصفاً تناقض المشاعر لديه بان لا تفسير لها وشعور صعب يعيشه الآن.

وفي ختام حديثه تمنى فنونه من الله أن يتحرر جميع الأسرى في القريب العاجل وأن يقضوا رمضان القادم بين ذويهم وأهلهم.