خبر ساعة التفكير المتوازن ..هآرتس

الساعة 08:19 ص|20 يوليو 2012

بقلم: أسرة التحرير

          رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سارع بالامس الى اصدار بيانات علنية وكذلك من خلال حديثه مع الرئيس براك اوباما – الى التركيز على تحميل ايران مسؤولية العملية الفتاكة في بورغاس البلغارية. اوباما فضل الامتناع عن توجيه الاتهام حتى انتهاء التحقيق.

          الضربة الموجعة المتمثلة بمقتل ثمانية مواطنين ومن بينهم ستة اسرائيليين وجرح العشرات تذكر الى أي مدى يعتبر العالم عرضة للعمليات الارهابية. ليست هناك زاوية مهما كانت بعيدة أو قريبة حصينة من الارهاب. خلال الاكتشاف الدقيق للفرص المتاحة والتخطيط المنهجي واخفاء التحضيرات يتبين أن من الممكن شن هجوم على اي هدم وان فشل الهجوم مرة تلو الاخرى فنهايته ان ينجح مع تغيير المكان والزمان.

          عندما يكون المدبر تنظيم ارهابي ليست لديه قاعدة واضحة ولا أجهزة قابلة للمتابعة والرقابة وكذلك الحال عندما يكون الخصم نظام معادٍ مثل نظام طهران نصل الى النتيجة نفسها. مراكز القوة في ايران وخصوصا وزارة الاستخبارات والدفاع وقوات القدس التابعة لحرس الثورة تعمل بلا كلل لضرب اسرائيل بقدراتهم الذاتية او من خلال مبعوثين من التنظيمات اللبنانية والفلسطينية وغيرها. ليس من المستغرب إذاً إن تبين أن اتهامات نتنياهو حقيقية.

          ولكن بالتحديد إن كان الاشتباه مدعوما بالحقائق يثور التساؤل كيف عرف نتنياهو بعد ساعتين من العملية وكيف استند على خدمات الاستخبارات ومعلوماتها المتاحة له. وهنا نسأل لماذا لم يعرف هو واجهزة الاستخبارات احباط العملية بناء على المعلومات المتوفرة لديهم.

          هذه النقطة جديرة بالتحقق من استخلاص العبر المهنية، وحتى لا يحدث تآكل أكبر في مصداقية نتنياهو المثيرة للاشكال. ومن الجدير ايضا توضيح اسهام اسرائيل (وان لم يكن هناك تأكيد رسمي للتقارير الواردة بصدد ذلك) في سلسلة العمليات التي جرت ضد علماء الذرة في داخل ايران. وهل تم تدارس مثل هذا الاسهام جيدا وفق مبدأ المنفعة والثمن.

          رغم الالم والغضب من المحظور على اسرائيل أن تكرر الخطأ الذي دفعها الى شن حربين في لبنان، إثر عمليات ارهابية في حينه. قضية معالجة المشروع النووي الايراني يجب أن لا تتأثر من عملية بورغاس.