خبر شرك السياح ..يديعوت

الساعة 08:18 ص|20 يوليو 2012

بقلم: اليكس فيشمان

       (المضمون: لا تستطيع الجهات الامنية الاسرائيلية ان تؤمن كل مكان يذهب اليه السياح الاسرائيليون وهذا شيء تعرفه الاستخبارات الايرانية جيدا وما عليها إلا ان تبحث عن نقاط الضعف التي يمكن تصيد الاسرائيليين فيها - المصدر).

       في الحال بعد العملية التفجيرية بدأ كل ذي صلة بتأمين الاسرائيليين – في "الشباك" والموساد واجهزة الأمن في مطار بن غوريون وفي مقر محاربة الارهاب وفي مجلس الامن القومي ايضا كما يبدو – يقومون بفحص الى الوراء: أين اخطأنا؟ هل كانت هناك معلومة سقطت بين الكراسي؟ وماذا أبلغنا البلغاريين وماذا سمعنا منهم؟ وهل كانت المادة الاستخبارية صلبة؟ وهل كان يمكن من التحقيق في الحادثة في قبرص ان نعلم بخيار عملية في الآن نفسه في قبرص وبلغاريا؟.

          ان فرق التحقيق الاسرائيلية والعاملين في وزارة الخارجية وديوان رئيس الوزراء يمشون على أطراف اصابعهم بازاء البلغاريين. والبلغاريون مستعدون للتعاون – في المجال الاستخباري ايضا – تعاونا كاملا بشرط واحد ألا يصيبهم ضرر سياحي. فالسياحة هي مورد الدخل المركزي لهذه الدولة. ولهذا حينما يحاول البلغاريون إبعاد الشهادة عن ترتيبات الامن عندهم، يبلعون في اسرائيل الضفدع في صمت ويتركون للبلغاريين الدفاع عن اهمال الامن في بورغاس، فالعلاقات بين الدولتين أهم.

          يبدو ايضا ان هذا هو السبب الذي جعل اسرائيل تحذر ألا تصدر انذار سفر الى بلغاريا بل امتنعت عن ان تُعلم الجمهور بامكانية وقوع عملية هناك في ذروة موسم السياحة.

       يُطبخ شيء ما

          في الحال بعد العملية التفجيرية وجه "الشباك" الى وقف جميع الرحلات الجوية الخارجة من اسرائيل الى عشرة أهداف سياحية شعبية. فجهات الامن عندنا استنارت بصورة مفاجئة: ربما نكون في ذروة موجة عمليات تفجيرية موجهة على مواقع سياحية واضحة للاسرائيليين في الخارج. وكان قبل ذلك ايضا استعداد لامكانية ألا تكون العملية التفجيرية في قبرص حادثة وحيدة وان الحديث عن تنظيم فني لنظام عمليات تفجيرية خارجي تابع لحزب الله يعمل بحسب توجيهات ومعلومات استخبارية ومساعدة من مكتب الاستخبارات الايراني وسفارات ايران في الدول المختلفة.

          لم يعرف رجل حزب الله الذي تم توقيفه في قبرص في نهاية الاسبوع الماضي، كما يبدو، بالعملية المتوقعة في بلغاريا، ولما كان حزب الله معروفا بأنه منظمة سرية فينبغي ان نفترض انه هو ايضا كان يعمل في السر، فالحديث عن أجسام ايديولوجية من الصعب الدخول اليها وعن خلايا – بعضها نائم – موزعة في دول كثيرة في اوروبا. كان افتراض الابتداء في أعقاب العملية في قبرص ان شيئا ما يُطبخ، لكنهم لم يضعوا أيديهم على معلومات محددة عن عملية متوقعة في بلغاريا خاصة. ونقول بالمناسبة انه أُحبط هناك قبل نحو من سنة عملية خُطط لتنفيذها في موقع تزلج على الجليد.

          ان دولة اسرائيل لا تتغلغل استخبارية تغلغلا عنيفا في الدول الصديقة. وهي تعتمد على التعاون وهي متعلقة بجدوى الجهات الاستخبارية المحلية وارادتها. وهنا تبدأ معضلة ماذا يُفعل بالسياحة الاسرائيلية الشعبية التي تتدفق على هذه الدول التي تعتاش من السياحة، وكل كلمة عن الارهاب قد تسبب هناك ازمة اقتصادية ضخمة، ولن نتحدث عن ازمة دبلوماسية مع اسرائيل اذا تجرأت هذه على التشويش على حركة السياحة.

          كانت المطارات وما تزال هدفا جذابا لعمليات المنظمات الارهابية غير الموجهة على اسرائيل وحدها. ومنذ بدأ التفتيش الشديد للمسافرين قبل صعودهم الى الطائرة دُفع الارهابيون الى محطات الاقلاع النهائية والى الشوارع والى الفنادق. وأصبح هذا تقريبا قانونا طبيعيا في محاربة الارهاب يعرفه حتى البلغاريون. لكن انشاء مستوى تأمين عال للسياح الاسرائيليين في بلغاريا واليونان أو في قبرص وايطاليا أمر باهظ الكلفة جدا ولا تنوي هذه الدول انفاق مال. وهي لن تُمكّن الحراس الاسرائيليين من الجهة الاخرى من ان يتجولوا مسلحين مع السياح الاسرائيليين في مواقعها السياحية. وهذا شرك يجب ان يأخذه كل سائح اسرائيلي في الحسبان.

       نقاط الضعف

          ان أكثر الرحلات الجوية التي تخرج وتدخل في موسم الصيف – والحديث عن مئات كل يوم – هي رحلات أجرة، وهي نصيب الاسد لشركات طيران صغيرة تعمل من اوروبا. وتتمتع رحلات الأجرة الجوية الاسرائيلية بفريق أمن في الاقلاع والهبوط. أما شركات الأجرة الاوروبية فغير مؤمنة لا في الجو ولا في الهبوط. ومنذ لحظة هبوط الطائرة تصبح حلقة المعلومات الاستخبارية مرتبطة بالجهات الاستخبارية المحلية، وحلقة الامن المادي مرتبطة بجهات الأمن في المطارات وبالشرطة المحلية.

          يجب على الاسرائيلي الذي يسافر في رحلة أجرة اجنبية ان يأخذ في حسبانه ان التفتيشات التي ستتم على طول مسار رحلته في تلك الدولة هي ذات ضمان محدود جدا، وان دولة اسرائيل ليست تكفله. وهذا هو الافتراض الابتدائي ايضا عند مقر محاربة الارهاب. فاسرائيل تؤمن في الخارج فقط مؤسسات قومية وشركات طيران ووفودا رسمية، أما الباقون فليفتحوا أعينهم.

          حينما حاولت الجهات الامنية في اسرائيل ان ترسم خرائط للمواقع التي اعتاد السياح الاسرائيليون قضاء اوقاتهم فيها بصورة ثابتة ولمؤسسات يهودية قد تجذب الارهاب، تبين ان الحديث عن مئات الأهداف لا أمل في ان يوجد أبدا ميزانية وقوة بشرية لتأمينها. وما يعلمونه في اسرائيل يعرفونه في الاستخبارات الايرانية فقط ويجب فقط البحث عن نقاط الضعف.

          لا يوجد أي شك في ان الجهات الاستخبارية الاسرائيلية تطارد تلك الخلايا من جهاز العمليات الخارجية من حزب الله، التي تتجول في المطارات والاماكن السياحية. وهم يرجعون الآن الفيلم الى الوراء ليتبينوا أين وقع الخطأ.