خبر حذارِ من معاداة السامية- هآرتس

الساعة 08:58 ص|18 يوليو 2012

حذارِ من معاداة السامية- هآرتس

بقلم: عميره هاس

        (المضمون: اعتداء المستوطنين اليومي في الضفة الغربية على الفلسطينيين وأملاكهم من غير ان يوثق ذلك إلا نادرا - المصدر).

        اليكم احصاءا حذفته مراكز البحث عن وضع معاداة السامية من تقاريرها البالغة الدقة. في الاشهر الستة الاولى من هذه السنة تم توثيق 154 اعتداءا معاديا للسامية – منها 45 حول قرية واحدة فقط. والخوف من ان يتم تحطيم هذا العام عدد 411 هجوما جرى توثيقه في 2011 قياسا بـ 312 في 2010 و168 في 2009. وفي حزيران فقط هذا العام سُجلت 58 حادثة (كرمي عمال الارض والرعاة بالحجارة وتحطيم نوافذ البيوت واشعال حرائق وإفساد أنابيب وخزانات ماء وإفساد واقتلاع اشجار مثمرة وإضرار بدور عبادة).

        كان المهاجمون احيانا مقنعي الوجوه ولم يكونوا كذلك احيانا؛ وهم يعملون احيانا في الخفاء واحيانا في وضح النهار. وفي 13 و14 و15 تموز نُفذ في كل يوم هجومان عنيفان في مناطق مختلفة. وكُتبت في مناطق مختلفة كتابات تحرشية وكلمتا "الموت" و"الانتقام" تبرزان فيها. وتعد كتابة أصيلة منها بقولها "سنذبح ايضا".

        لم يحذف باحثو معاداة السامية النشطاء هذا الاحصاء خطأ. فهو غير ذي صلة بهم لأن المواقع التي هوجمت هي في قرى أسماؤها: جلود والمغاير والتواني ويانون وبتيل. ولا يوجد بالنسبة اليهم احصاء الارهاب اليومي كما لا يوجد بالنسبة لأكثر الجمهور اليهودي في اسرائيل والعالم برغم انه يُذكر بقصص أمهاتنا وجداتنا. كان أجدادنا يخشون أيام الاحد. أما الساميون الذين لا يعنون مطاردي معادي السامية فيخشون أيام السبت. وقد علم آباؤنا ان السلطات التي تفرض النظام لن تتدخل ونحن نعلم اليوم ان الجيش الاسرائيلي وشرطة اسرائيل والادارة المدنية وحرس الحدود والمحاكم تتنحى جانبا وتغمض عيونها وتُلاشي التحقيقات وتتجاهل الأدلة وتستهين بخطر ذلك وتحمي المعتدين وتدعم المشاغبين الحاليين.

        ان الأيدي هي أيدي يهود اسرائيليين يعتدون على القانون الدولي ويسكنون في الضفة الغربية. لكن الهدف والقصد هما عظم من عظام اللااحتلال الاسرائيلي. وهذا العنف المنهجي جزء من النظام القائم. وهو يُكمل ويدفع الى الأمام بعنف السلطة، وما يفعله ممثلوها – قادة الألوية وقادة الكتائب والجنرالات وضباط الادارة المدنية – حينما يتحملون العبء: وذاك أنهم يسلبون أكبر قدر من الاراضي بحجج وبدع تُجيزها المحكمة العليا ويسجنون أبناء البلاد في محميات مزدحمة السكان. وهذه هي خلاصة النجاح الكبير الذي يسمى "المنطقة ج": أعني مضاءلة متعمدة للسكان الفلسطينيين في نحو من 62 في المائة من الضفة اعدادا لضم رسمي.

        في كل يوم يعيش عشرات الآلاف من الناس في ظل الرعب: فهل يكون هجوم اليوم على البيوت في طرف القرية؟ وهل نستطيع الوصول الى بئر الماء والى حقول الغراس والى حقل القمح؟ وهل يصل أبناؤنا في سلام الى المدرسة أو الى الخالة؟ وكم شجرة زيتون أُفسدت هذه الليلة؟.

        في حالات نادرة حينما يوجد حظ توثق كاميرا متطوعين من "بتسيلم" وتخترق درع عدم العلم الطوعي لمواطني الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط. وحينما لا توجد كاميرا يكون ذلك صفرا لأنه ينبغي ألا يتم تصديق الفلسطينيين. لكن رتابة التصعيد هذه حقيقية جدا وإن عانت عدم تقديم تقارير. وهي تُذكر ناس منظمة حقوق الانسان "الحق" بسنتي 1993 و1994 حينما حذروا من ان التصعيد المؤيَّد بعدم فعل السلطة سيفضي الى ضرر جماعي. وقد ذبح الدكتور غولدشتاين من كريات اربع المصلين في مسجد ابراهيم. وكانت المذبحة علامة على سياسة اسرائيلية دائمة مع استعانة بمشاغبين لافراغ الخليل القديمة من سكانها الفلسطينيين. فهل يتمنى أحد ما بين متخذي القرارات ومنفذيها نسخة ثانية؟.

------------------------------------------------------