خبر مذكرة في الجامعة العربية حول ملابسات اغتيال 'أبو عمار'

الساعة 10:04 ص|17 يوليو 2012

وكالات

قدمت الأمانة العامة للجامعة العربية اليوم الثلاثاء، مذكرة شارحة لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين بشأن ملابسات اغتيال الرئيس ياسر عرفات.

وتطرقت الجامعة العربية إلى محاولات إسرائيل التنصل من المسؤولية حول هذا الموضوع، والتي جاء في سياقها تصريح رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو في بيان له عندما قال، 'إن الاتهام الذي وجه إلى إسرائيل بشأن اغتيال عرفات هو عديم الأساس وعار عن الصحة'.

وأفاد مصدر مسؤول بالجامعة العربية بأن الجمهورية التونسية طلبت عقد اجتماع طارئ لمجلس جامعة الدول العربية لبحث ملابسات عملية اغتيال عرفات ومن يقف ورائها والتعامل في ذلك مع كل الجهات وتشكيل لجنة تحقيق دولية في هذا الخصوص.

وأشارت إلى أن نتائج فحص معهد 'رادييشين فيزيكس' في لوزان بسويسرا لعينات بيولوجية أخذت من بعض الأغراض الشخصية للرئيس الراحل أظهرت العثور على كمية غير طبيعية من مادة 'البولونيوم' المشعة في تلك الأغراض والتي تسلمها من قناة 'الجزيرة' التي حصلت عليها من أرملة الرئيس الراحل.

وقالت: اكتشفت مادة البولونيوم عام 1898 على يد العالمة البولندية ماري كوري، وهو معدن سام مشع، ويصدر البولونيوم طاقة هائلة، حيث يمكن بجرام واحد منه أن يسخن تلقائيا لحوالي 500 درجة مئوية، والبولونيوم لا يشكل خطرا على الإنسان ما دام خارج الجسم، لكن ابتلاعه أو استنشاقه أو حقنه به فإنه يكون مميتا ببطء.

وذكرت المذكرة الشارحة بأن المعمل السويسري أكد ضرورة أخذ عينة من رفات الرئيس الراحل ياسر عرفات لاستكمال البحث، وأن السلطة الوطنية الفلسطينية أفادت بأنها معنية بالموضوع وتريد إظهار الحقيقية كاملة، كما أعلنت استعدادها لتقديم كافة المعلومات والتسهيلات التي يطلبها المعمل السويسري لاستكمال التحقيق.

وأشارت إلى أن الرئيس محمود عباس كلف الدكتور عبد الله البشير مستشاره للشؤون الطبية بمتابعة هذا الموضوع من الناحية الطبية، كما طالب الرئيس عباس رئيس وزراء فرنسا فرانس هولاند بالمساعدة في تشكيل لجنة تحقيق دولية ذات مصداقية.

وتطرقت إلى إفادة قاضي قضاة فلسطين السابق الشيخ تيسير التميمي الذي كان قريبا من الرئيس الراحل في مرضه ورافقه في العلاج بفرنسا وقام بتغسيله وتكفينه، والذي أكد أنه أثناء تغسيل جثمان الراحل كان الجثمان ينزف دما من رأسه وجسده رغم مرور 4 ساعات على الوفاة، وأن هناك بقعا حمراء وزرقاء في جسده، وأنه طلب شريط لاصق من المستشفى لمنع تدفق الدم.

ومن جانبه قال الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي المحتلة السفير محمد صبيح في تصريحات له اليوم إن الاجتماع الطارئ لمجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين سيناقش المعلومات المتوفرة والملابسات المتعلقة باغتيال الرئيس عرفات.

وأكد أن كل الدلائل تشير إلى تورط إسرائيل بهذه الجريمة، فإسرائيل ممثلة بأرائيل شارون، ووزير جيشه، وكذلك رئيس جهاز المخابرات السابق في إسرائيل تحدثوا عام 2004 عن أن نهاية عرفات قد اقتربت، وتصريح النائب آفي ديختر رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي - الشين بيت - السابق بأن إسرائيل لم تقدم الطعام والماء هي إشارة لا تتسم بالذكاء.

وأضاف صبيح: إذا ما تمعنا بالتصريحات المنشورة بالصحف الإسرائيلية في حينه يجد التحريض الكبير والتهديد العلني بقتل عرفات نجد أن الرئيس الراحل قد توفي بالفعل بعد نصف عام من إعلانهم عن أنه لن يعيش أكثر من ستة أشهر، ومن هنا إسرائيل ليس بإمكانها الهروب من المسؤولية.

وأشار إلى أن 'عرفات قضي بجرعة زائدة من البولونيوم المشع وهذا يستحق وقفة، فهذه المادة لا توجد إلا عند عدد قليل من الدول ومن ضمنها إسرائيل، والوفاة بهذه المادة ليس أمرا جديدا بإبنة الباحثة في علم الذرة ميري كوري قد توفيت فيها عام 1980م، كما توفي 3 إسرائيليين ممن عملوا بمفاعل ديمونة فيها، كما قتل سابقا عميل سوفيتي في لندن بهذه المادة'.

وطالب بضرورة وجود تحقيق دولي شفاف ونزيه يظهر الحقائق، ويكون عاملا مساعدا في طريق ملاحقة مقترفي جرائم قتل أبناء وقادة الشعب الفلسطيني، داعيا كل المنظمات والدول والهيئات ومراكز الأبحاث المعنية لتقديم المعلومات الكاملة سواء للجامعة العربية أو اللجنة الدولية المقترح إنشاؤها.

وأكد أن الشعب الفلسطيني وقيادته والجامعة العربية وأمينها العام يتطلعون ببالغ الجدية لكشف الحقيقة بخصوص ظروف الرئيس استشهاد أبو عمار بالسم، في ضوء ما ظهر من نتائج تحليل المعمل السويسري حول مقتنيات الشهيد التي استعملها في أيامه الأخيرة، والتي أظهرت أنها ملوثة بدرجة عالية من إشعاع البلولونيوم.

وتابع: عرفات الرمز والشهيد والقائد له مكانة خاصة في أفئدة الأمة ولدى الجامعة العربية، ومن هنا سيعد المندوبون الدائمون تقريرًا مفصلا عن ملابسات عملية الاغتيال في ضوء ما كشف عنه من معلومات على مدار الأيام الماضية، تمهيدًا لرفعه إلى الاجتماع القادم لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري المقرر في شهر سبتمبر المقبل.

ومثل وفد فلسطين في الاجتماع سفير فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة  العربية بركات الفرا، والمستشار بالمندوبية ميساء هدمي، والدبلوماسي تامر الطيب.