خبر بالصور..الشهيد القائد « نعمان طحاينة » بجنين: أحب الوطن فعلا نحو المجد

الساعة 10:58 ص|15 يوليو 2012

غزة (الإعلام الحربي)

 

في الطريق إلى بلدة السيلة الحارثية في جنين كل شيء فيها يذكرك بحكاية شهيد قاتل في سبيل الله واستشهد، تتزين البلدة بصور الشهداء العظام من أمثال الشهيد صالح طحاينة والشهيد نعمان طحاينة والاستشهادي راغب جرادات .

وصلت بيت الشهيد القائد نعمان طحاينة، واستقبلني والديه وأطفاله ليقصا الحكاية من جديد في الذكرى الثامنة لرحيله نحو علياء المجد والخلود، حكاية القائد المثقف. يقول والده أبو عدنان وهو متكئ ينظر إلى حفيده الحسين:" ولد الشهيد نعمان في بلدة السيلة الحارثية بيوم 14/3/1971م، وتعلم في مدارس البلدة، واعتقل نعمان أول اعتقال وهو طالب مدرسة في الثاني اعدادي ".

ويضيف والده لـمراسل موقع "الإعلام الحربي" لسرايا القدس بجنين عن أخلاق الشهيد قائلاً:" كانت خلقه القران الكريم ، حيث كان خدوماً للجميع، ومحب لوطنه مخلصاً لأهلة ومطيعاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى , ولا يفكر إلا بما يرضي الله عز وجل ".

ويستذكر والده الأيام الأخيرة التي كانت مع نعمان :" كان خلال زيارتي له يقول لي ، ادعيلي وان شاء الله دعاءكم مستجاب".

وفيما تروي والدته لـ"الاعلام الحربي" عن فلذة كبدها نعمان :" لم يكن نعمان يحب المظاهر ، ولم يكن سوى رجل منذ الصغر ، فقد كان ذو سمعه طيبه وحسنة بين أهالي بلده وفي أرجاء الوطن ، وكان نعمان التزم الصلاة منذ الصغر حتى أن المصلين في المسجد كانوا يطلقون عليه " حمامة المسجد".



نعمان طحاينة

 

العلم والثقافة

وفي كنف أبا الحسين، توجد مكتبتين له يلجأ لها طلبة العلم الذين يدرسون الماجستير والدكتوراه، وما زال إلى الآن يؤمها الكثيرين من طلبة العلم للفائدة، ويعقب والده عن حياة نعمان الأكاديمية والثقافية :" كان نعمان كثيراً ما يهتم بالعلم والثقافة، حيث كان الكتاب يلازمه بكل مكان، كان مصروفه على الكتب، كان في أثناء المطاردة يحمل معه الكتاب ليقرأ فقد كان مثقفاً من الطراز الأول ". فيما تعقب والدته أم عدنان عن حياته الثقافية :" كان أبا الحسين يتناول مصروفه ويصرفه من اجل كتاب، فهو منذ الصغر لم يكن طبيعياً، كان نموذجاً لطالب العلم الذي يسعى للعلم أينما كان".



نعمان طحاينة

 

الحسين والزهراء

وكان الشهيد القائد نعمان طحاينة ارتبط بشقيقة الشيخ الأسير القائد ثابت مرادوي احد ابرز قادة معركة مخيم جنين، ومن قادة سرايا القدس في الضفة الغربية المحتلة والذي يقضي حكماً بالسجن 21 مؤبداً لعمله الجهادي، ورزق منها بطفلين "الحسين" و"الزهراء" وسكنا في مخيم جنين.

ويقول الحسين نجل الشهيد نعمان لـمراسل موقع "الإعلام الحربي" لسرايا القدس بجنين:" أنا عندما استشهد والدي كان عمري سنتين ، وكنت لا اعلم شيئاً عنه ، ولكن اليوم أنا استمع لسيرة حياته من أمي ومن جدي وجدتي ، فهم يقولون لي عن أبي ، بأنه كان قائداً فذاً عملاقاً، وسماني بالحسين تيمناً بسيدنا الحسين سيد شباب أهل الجنة وحفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم".

وفيما تقول طفلته زهراء لـ"الاعلام الحربي":" أنا لا اعلم شيئاً عنه سوى أنهم يحدثوني عنه وعن تاريخه، وأنا اعرفه فقط من خلال الصورة، فاعلم بأنه قائداً لمسيرة الجهاد الإسلامي".



نعمان طحاينة

 

اسلم على يديه

وفيما تعقب والدته عن حياته في الأسر:" لقد اسلم على يده اثنين من المسيحيين في داخل السجن ،لان أبا الحسين كان يحمل رسالة سامية ورسالة دعوية إلى الإسلام، بالإضافة إلى رسالته الجهادية المتميزة والأصيلة في ظلال حركة الجهاد الاسلامي، و كان له الأثر على المجاهدين في داخل السجن ، فكان نعمان يمثل رسالة دعوية جهادية ، وبفضل الله كان له الدور الحقيقي في ذلك ".

 

نعمان طحاينة

جهاده

تضيف والدته عن جهاده وعطائه، الذي لم تكن تعلم به إلا من خلال أصدقائه في السجن أو خارجه ، حيث أن الشهيد نعمان كان يمثل حلقة وصل بين قادة سرايا القدس في الضفة الغربية، فقد كان نعمان مع الشهيد محمود طوالبة والأسير ثابت مرداوي والشهيد إياد صوالحة والشهيد خالد زكارنة والشهيد أيمن دراغمة والشهيد عصام براهمة ".

وتضيف والدته الصابرة المحتسبة لـمراسل موقع "الإعلام الحربي" لسرايا القدس بجنين التي تذكرها كمعنى من معاني الفداء والتضحية وهو في داخل الأسر:" كان نعمان متبقي له في الأسر سنة ونصف ويتم الإفراج عنه، وكان للأسير صالح طحاينة ثلاثون عاماً، وكان أبا الحسين يريد بان يكون لحركة الجهاد الإسلامي حضور عسكري متميز، فقام بتبديل اسمه باسم الأسير صالح طحاينة، وتمت عملية الإفراج وضرب كيان الاحتلال مرتين، والمرة الأولى كانت في عملية الهروب والعملية الثانية بعودة عمليات الجهاد الإسلامي من جديد في قلب الكيان الصهيوني والتي أوقعت قتلى وجرحى في صفوف الصهاينة".

وفيما تذكر والدته عن ولدها الحسين، كيف كان يتأثر باستشهاد أصدقائه ، وكيف كان يدعو المجاهدين للثأر ، حيث يذكر بأنه في جنازة الشهيد محمد العانيني، اختصر كلمة حركة الجهاد الإسلامي وقال بسطر واحد على الملأ: " نداء من الجناح السياسي لحركة الجهاد الإسلامي إلى سرايا القدس "لا كنتم ولا كانت السرايا إن لم يأت الثأر سريعا ومجلجلاً ". وجاء الثار في بضع أيام وكان حصاده ثمانية صهاينة قتلى نصفهم من الجنود في وادي عاره في عملية استشهادية نفذها الاستشهادي المجاهد رأفت أبو دياك من سرايا القدس.

وتضيف والدته:" نعمان منذ الصغر وهو يعتقل كثيراً من قبل الاحتلال، وبعد مجيء السلطة الفلسطينية اعتقل في سجونها وخرج من سجونها مقاتلاً في بداية اشتعال انتفاضة الأقصى".



نعمان طحاينة

 

وصيته

تقول والدته عن الوصية التي تركها نعمان لهم:" لم يترك نعمان وصية مكتوبة لكن وصاياه كانت كثيرة جداً، وكانت وصيته عن ولده الحسين حيث طلب مني أن أربيه كما ربيته، وان يكون من المجاهدين ومثله تماماً".

الجدير ذكره، ان الشهيد القائد نعمان طحاينة يعد احد ابرز قادة حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس بالضفة المحتلة، وقد استشهد في تاريخ 13/7/2004 م في حي الزهراء في جنين، بعد ان قامت قوة خاصة صهيونية متخفية بزي مدني، بنصب كمين له وأطلقت عليه النار من جميع الاتجاهات وأصيب بأكثر من عشرين عياراً نارياً، وهكذا مضى المجاهد والمثقف أبا الحسين إلى ربه ملبياً، بعد أن أدى واجبه الجهادي رغم قلة الإمكانات.



نعمان طحاينة



نعمان طحاينة