خبر سكان المناطق الحدودية بقطاع غزة في مرمى نيران الاحتلال الإسرائيلي مباشرة

الساعة 02:44 م|13 يوليو 2012

وكالات

رغم انه لاتوجد منطقة بعيدة عن نيران الاحتلال الاسرائيلى في قطاع غزة ، إلا أن سكان المناطق الحدودية بالقطاع يتضاعف خوفهم  من تلك النيران فهم الأقرب من الأبراج العسكرية وقناصة الاحتلال ،إذ يعيش هؤلاء قرب الشريط الحدودي أو المنطقة العازلة الممتدة من بيت حانون شمالا وحتى رفح جنوبا في قلق دائم ويتوقعون إطلاق  الرصاص عليهم وتوغلات الدبابات في كل وقت.

وفرض الاحتلال منطقة عازلة  بعد انسحابه من قطاع غزة فى 2005 بعد احتلال دام 38 عاما وتعد أراضى هذه المنطقة من أفضل المناطق الزراعية اذ تضم 25 % من اراضى القطاع .

 ويقول احمد قديح (28 عاما) من سكان بلدة خزاعة بخان يونس جنوب القطاع  في حديث مع مراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية بغزة أن بلدته الواقعة قرب الشريط الحدودي وهى من أكثر البلدات  التي تشهد توغلات  للدبابات الإسرائيلية ان السكان البلدة يعيشون فى رعب  دائم  خاصة ليلا ،تخوفا من قناصة الاحتلال فى الأبراج  بخلاف الخسارة الفادحة التي تخلفها عمليات تجريف الاراضى.

ويضيف قديح إننا نشهد ما يقرب من 13 عملية توغل شهريا تؤدى إلى إتلاف المحاصيل ما يكبد المزارعين خسارة كبيرة  إضافة الى ان إطلاق النار الذي يصاحب التوغل يؤدى الى حرق محاصيل فى مساحات اخرى ما يؤدى الى تضاعف الخسائر.

ويشير قديح الى ان المنطقة العازلة ما بين بلداتهم والسلك الشائك والتي من المفترض ان تبلغ نحو 300 مترا يقوم الاحتلال بإطلاق النار مباشرة لمن يقترب منها ولا يفرق فى ذلك ما بين طفل أوشاب أو عجوز لافتا الى  ان الحياة على الحدود مع إسرائيل أشبه بمعركة لا تهدأ فنحن نعتبر أنفسنا في حالة حرب دائمة     مع الاحتلال من طرف واحد .

وعن وجود حالات هجرة من تلك المناطق الملتهبة ، نفى احمد قديح  ذلك بشدة ،مؤكدا انه لايمكن لفلسطيني أن يترك أرضه لأي سبب ، لافتا إلى ان طائرات الاحتلال على مختلف أنواعها  لاتغادرنا وتعتبر  قطاع غزة بالكامل هدفا لها ، فلا فرق عندها بين مواطن يسكن قرب الحدود وآخر يسكن في برج بمدينة غزة.

ونبه الى أن الاحتلال يستهدف أيضا الناشطين الأجانب الذين يأتون لمساعدتنا في موسم حصاد  الزيتون اوالقمح او الشعير فى المناطق الزراعية القريبة من الحدود  ،معتقدين أن وجودهم معنا سيدفع الاحتلال الى التردد قبل إطلاق النار.

وقال مركز الميزان لحقوق الإنسان،أن قوات الاحتلال قتلت من سكان المناطق الحدودية منذ عام 2005 وحتى مطلع العام الجاري 190 فلسطينيا ثلثهم من النساء والأطفال.

ورغم معدلات الفقر المرتفعة فى قطاع غزة جراء الحصار ( 65% من المواطنين يعيشون تحت خط الفقر) إلا ان تلك المعدلات تتضاعف في المناطق  الحدودية

 ووصف منسق الحملة الشعبية لمناهضة الجدار العازل محمود الزق في تصريح لمراسل وكالة أنباء الشرق الأوسط حياة سكان المناطق الحدودية بأنها "جحيم " لأنهم معرضين للقتل فى أي وقت من قبل الصورايخ الإسرائيلية والقذائف.

وأضاف الزق انه لاتوجد مساعدة حقيقية لهؤلاء  رغم الأخطار التي يعيشون  فيها والارتفاع الكبير  لمعدلات البطالة بين الشباب.

وعن المساعدات الدولية ،قال ان الصليب  الأحمر والمؤسسات الأهلية تقدم مساعدات بسيطة لهم وذلك انصياعا لشروط المانحين الدوليين التى تعتبر الوصول الى هذه المناطق بمثابة مغامرة لانها غير آمنه .

وأشار الزق الى أهمية تلك المناطق لأنها تضم 25 % من أراضى قطاع غزة وتعتبر سلة غذاء القطاع لكن رصاص الاحتلال يذهب الى ابعد من  300 مترا وتصل الى الف متر لمن يحاول الاقتراب من هذه المساحات .

وكان  المركز الفلسطيني للديمقراطية وحل النزاعات بغزة قد طالب فى وقت سابق بتقديم الدعم والمساندة للمواطنين الذين يعيشون بالقرب من المناطق العازلة على الحدود بين قطاع غزة والأراضي المحتلة .