خبر مناف وبشار لم يعودا قائمين -يديعوت

الساعة 08:49 ص|08 يوليو 2012

مناف وبشار لم يعودا قائمين -يديعوت

بقلم: سمدار بيري

        (المضمون: اذا كانت بدت المعارضة حتى الآن كجسم متنازع ومنقسم، فان مناف طلاس يشكل بالنسبة لها بديلا لبشار. هذا لن يكون سهلا، فالعلويون لن يتنازلوا دون سفك دماء - المصدر).

        دون مساعدة من الخارج ما كان العميد مناف طلاس نجح في الاختفاء عن رادار اجهزة الاستخبارات السبعة، اجتياز الحدود الى تركيا، الاتصال الوسطاء ومواصلة الطريق نحو فرنسا. عملية مركبة وسرية انتهت بنجاح، وحسب بيان الفرح الذي صدر عن وزير الخارجية لوران فبيوس، من السهل التخمين من شجعه، نسق، نظم، ويحرص الآن على اخفاء "الأمير" الوسيم. في تركيا لم يكن ممكنا الضمان في ألا تُصفي الحساب معه أذرع الثأر للعقيد ماهر الاسد، المسؤول المباشر عن الفار الكبير.

        هذا فرار نضج على نار هادئة. رئيس العائلة السنية النبيلة، وزير الدفاع القديم، مصطفى طلاس، نسج لنفسه ذريعة فحوصات طبية وغادر الى باريس. أحد لم يتأثر أكثر مما ينبغي في دمشق حتى عندما تلقى الابن الشاب، فراس، الاذن بنقل اعماله التجارية في مجال توريد الغذاء للجيش الى دبي. وتالا، العقيلة الأنيقة لمناف، استقالت من ادارة مدرسة خاصة، أخذ إبنيها، وانتقلت الى العاصمة الفرنسية.

        لو لم ينتقل كل أبناء عائلته، ما كان مناف ليهرب. الآن، في رسالة بعثها في نهاية الاسبوع دعا مرؤوسيه الى السير في أعقابه. أنا أظل مخلصا لسوريا، كتب لهم، ولكني لم أعد قادرا على التسليم بقتل المدنيين.

        للدراما التي لم تنته بعد، توجد ايضا زاوية اسرائيلية: في كتاب جديد، "منفي في بلاده" يكشف النائب السابق وليد صادق من مبام النقاب عن لقاء سري في الصالون الباريسي الفاخر لامرأة المجتمع من دمشق، الأرملة الشقراء الحسناء لتاجر السلاح السعودي. صادق، لاسباب يحتفظ بها لنفسه فقط، لا يكشف عن هوية المضيفة، ناهد طلاس، شقيقة العميد الفار.

        فقد جاء اليها، حسب الوصف، بوساطة يهودي محلي، لفحص امكانية ترتيب لقاء له مع الرئيس. وبالفعل، في اثناء الحديث، بعد ان تلقى صادق، الذي كان في حينه نائبا لوزير الزراعة، إذنا من رئيس الوزراء رابين "باجراء اتصال مع العدو"، فان تلك السيدة رفعت الهاتف الى القصر في دمشق، تحدثت مع الرئيس بعظمته، وبلغته بمن يحل ضيفا عندها. في نهاية المطاف لم يُدع صادق الى لقاء ثنائي، ولكن في صالون ابنة وزير الدفاع السوري، حل منذئذ ضيوفا أناس كثيرون وطيبون آخرون.

        مناف طلاس علّق بزته العسكرية منذ قبل شهرين، ربى لحيته وأعلن: "لم أعد استطيع". لحظة الانكسار جاءت في أعقاب المذبحة الفظيعة في حي بابا عمر في حمص. بشار، صديقه، بعث به لاجراء مفاوضات مع سكان مدينة مولده، ولكنه حرص ايضا على افشال المهمة. وعندها، حين أغلق على نفسه، محبطا وغاضبا، بُلغ مناف بأنه على بؤرة الاستهداف. بدأت ملاحقة له.

        قبل لحظة من زجه في منشأة التحقيق واعطائه مسدسا مع اقتراح "بالانتحار"، نجح في الاختفاء. بعد ان فهم بأن بشار نسي طفولتهما المشتركة، دراستهما في الاكاديمية العسكرية، المرافقة الوثيقة التي قدمها له مناف عندما استولى على الحكم.

        ما هو معنى فرار صديق الرئيس الشخصي؟ قبل كل شيء، كنز استخباري ثمين عما يحصل في الدوائر الأكثر حميمية في القصر. يمكن الافتراض بأن مناف طلاس يعرف دور الحرس الثوري الايراني، منظومات الحراسة، الخطط لكيفية الحفاظ على الحكم، وكذا الشخصيات المقررة.

        اضافة الى ذلك، فان الظروف التي غادر فيها يمكنها ان تبنيه كزعيم. فهو ينتمي الى طائفة الاغلبية، وأصله من حمص. واذا كانت بدت المعارضة حتى الآن كجسم متنازع ومنقسم، فثمة من يشكل بالنسبة لها بديلا لبشار. هذا لن يكون سهلا، فالعلويون لن يتنازلوا دون سفك دماء. ولكن هم ايضا يفهمون رسالة الفرار، ويمكنهم ان يُخمنوا بأن هناك من يحرص على اخفاء الفار الأكثر أهمية الى ان تصل لحظة الحقيقة.