خبر الكل عالق في الشرك-معاريف

الساعة 08:21 ص|03 يوليو 2012

الكل عالق في الشرك-معاريف

بقلم: بن كاسبيت

 (المضمون: كل الأطراف السياسية ورطت نفسها في قضية تجنيد الاصوليين. ولا يوجد من يحكم العقل ويخرجهم كلهم من هذه الورطة بأقل ضرر ممكن، الا اذا كان الهجوم على ايران هو الذي سيغير الاجندة - المصدر).

  نبدأ من النهاية: مساء أمس بدأ بنيامين نتنياهو يفهم حجم المشكلة وأطلق الشاسيين لينقطوا على وسائل الاعلام بان "شاس غاضبة من نتنياهو". اسحق شمير الراحل كان يقول عن ذلك "حسنا، طبل". حبذا لو كانوا يغضبون منا هكذا دوما. مصدر احدى الندوب العسيرة للغاية في نفس نتنياهو في عناق الدب اياه الذي تلقاه بيبي من شاس في 1999، عندها كان هذا آريه درعي، وفي اعقابه طرده الجمهور من مكتب رئيس الوزراء. "كله الا شاس"، هتف عشرات الالاف في "فجر ذاك اليوم الجديد" في الميدان. ولكن باراك أيضا خيب أملهم وطرد هو ايضا. فهل يحتمل أن يكون مرة اخرى جاء دور نتنياهو؟

هذه القصة ليست أسود وأبيض، خير وشر، ايجاب وسلب. الواقع مركب. قبل ان نحلله، ماذا سيكون؟ مثلما لم يكن تقديم موعد الانتخابات نهائيا حتى اللحظة الاخيرة في المرة السابقة – هكذا الان ايضا. هذا لن ينتهي الى أن ينتهي. فليس لاحد من اللاعبين الرئيسين في مسرحيتنا مصلحة في تفجير هذا الان. شاؤول موفاز يعرف أن انتخابات سريعة قد تنهي حياته السياسية في مرحلة الوعد (الذي لم يوفى مرة اخرى). الاصوليون يعرفون بان الانتخابات على التجنيد قد تجعل لبيد والعمل حزبين كبيرين وتخلق ائتلافا بدون الاصوليين مثل ذلك الحين، في السنوات السوداء لدى شارون. الفارق الوحيد سيكون أن تومي سيحل محله يئير. نتنياهو؟ هو أيضا يخاف.

الانتخابات على أساس قانون طل وتفضيله شاس على الجمهور المنتج والخادم من شأنها ان تضر به ضررا شديدا. قد يبقى رئيس الوزراء ولكنه سيكون معوقا، ضعيفا وهشا. وعليه، فان التخمين الذكي يقول ان هذا سيستمر حتى اللحظة الاخيرة، في نهاية هذا الشهر، وسيركب الرفاق خلطة مبايية تسمح للجميع، اصوليين وعلمانيين، كديميين وشاسيين، الفرح في حضن نتنياهو.

بنيامين نتنياهو كان بوسعه أن يكون زعيما في اسرائيل. ان يعلن "الى هنا"، ويلقي خطاب حياته، يوجه نظره مباشرة الى الاصوليين ويقول لهم أيها الرفاق الاعزاء، هذا انتهى. لا، نحن لن نبعث بكم الى السجون اذا لم تتجندوا، نحن نعرف أن هذا غير واقعي. نحن ببساطة سنكف عن تمويلكم. ما يسمى "العقوبات الشخصية". ولكن نتنياهو، وأسبابه معه، فضل الا يفعل هذا. بالمناسبة، له نوع من المبرر. من جهة، نعم، ذاك "الحلف التاريخي" الهدام يبتلع ويهضم كل ما تبقى من الرسمية الصهيونية التي تربينا عليها في عشرات السنوات الماضية. من جهة اخرى، وهذا أيضا يجب قوله، من افضل تجنيد جزء كبير من الاصوليين (ولكن ليس كلهم حقا) والبقاء أصدقاء من احراق النادي فوق رؤوسهم وشن الحرب. وعليه كتبت هنا في البداية بان الصورة مركبة.

في الليلة التي بين الاحد والاثنين جرت مفاوضات حثيثة بين الاطراف. بلاسنر من جهة، أتياس من الجهة الاخرى. في شاس يوجد شرطي شرير، ايلي يشاي، وشرطي خير، ارئيل اتياس. عندما يعلن ايلي يشاي بان شاس لن توافق على فرض عقوبات شخصية على تلاميذ المدارس الدينية الرافضين، يشرح اتياس بان شاس قد لا توافق، ولكن في ظروف معينة، لن تنسحب من الحكومة بسبب هذا. ذهب اتياس الى بلاسنر، بينما يحفر له نتنياهو هاتفيا في كل تلك الليلة، وقبلها وبعدها، ويجلب البضاعة. حسب صيغة اتياس، يوجد انجاز تاريخي للاصوليين. توجد اهداف تجنيد، توجد سقوف، يوجد حوالي 60 في المائة في الوردية. كما توجد عقوبات مؤسساتية، على المدارس والمؤسسات الدينية. وماذا لا يوجد؟ لا توجد عقوبات شخصية كثيرة.

أتياس، جلب مع ذلك، عقوبات شخصية. نتنياهو ناشده. "اعطني شيئا ما، أنا ملزم بعقوبات"، قال رئيس الوزراء. فأعطاه أتياس. وافق على عقوبات في مجال امتيازات السكن الذي هو موضوع هام جدا لدى الاصوليين وكذا وافق على أن تكون الفائدة التي يدفعها الاصوليون على قروض السكن مضاعفة، في صالح الفائدة التي يدفعها الخادمون في الجيش الاسرائيلي، التي ستقلص جدا. أتياس لم يوافق على اقتراح بلاسنر في أن يتعين على كل تلميذ مدرسة دينية لا يخدم ان يعيد للدولة المال الذي دفعته لمؤسسته على مدى السنين. "هذا في حوالي مائة – مائة وخمسين الف شيكل"، قال اتياس لبلاسنر، "من أين سيأتي بهذا. فليس لهم المال للطعام. انت لا تفهم رأس الاصولي. لو كان يفكر بالمال فهل كنت تجد الشاب يذهب الى مدرسة دينية؟"

وهكذا انقضت الليلة. مشكلة النائب يوحنان بلاسنر هي أنه أحب الوقفة. مشكلة شاؤول موفاز هي أنه عين بلاسنر ولم يعد خطة بديلة. مشكلة نتنياهو هي أنه "كالمعتاد" تصرف بالشكل الاقل صحة وحل لجنة بلاسنر بناء على رأيه وحده: أهان موفاز بالبث الحي وجعل بلاسنر قديسا مُعنّى على صليب جديد. ما خرج من كل هذا هو الازمة الحالية، التي يعلق فيها الجميع في وضع لم يرغب فيه أحد منذ البداية. بيبي سيعتبر كاذبا اذا فكر الجمهور بان التجنيد الجديد هو خدعة، موفاز سيعتبر كاذبا اذا تبين أن التجنيد الجديد سيعتبر خدعة، الاصوليون مستعدون للتضحية  بغير قليل من المبادىء ولا يزالون يعتبرون كسراقين في الليل، وفقط أفيغدور ليبرمان، كعادته، قرأ هذه الخريطة مسبقا وخرج كبيرا إذ أنه انسحب وهو في الذروة وكأنه عرف بان هذا بالضبط ما سيحصل الان وبالتالي لماذا ينفق الطاقة عليه عبثا؟ بالمناسبة، لما كان ليبرمان يعرف نتنياهو جيدا أكثر من كل الاخرين معا، فانه يمكن أن نفهم كيف تنبأ بالمهزلة الحالية بمثل هذه الدقة.

السيناريو العدمي: لقاء موفاز – نتنياهو اليوم يفشل، يوم الاربعاء ينشر بلاسنر توصيات اللجنة التي حلت، ولكنها واصلت العمل تحت الارض، نتنياهو يرفضها، كديما ينسحب من الحكومة ويتم التوجه الى الانتخابات في تشرين الاول – تشرين الثاني. لهذا السيناريو تفرع عدمي اقل: نتنياهو يحتوي انسحاب كديما ويحاول مصالحة ليبرمان الذي يبقى، من أجل تأجيل الانتخابات للسنة القادمة. في هذا الوضع كل شيء متعلق بليبرمان. السيناريو المبايي: موفاز ونتنياهو يشكلان لجنة جديدة، برئاستهما، يبدآن كل شيء من البداية ويخلقان حلا عاقلا، متوازنا يؤدي الى تجنيد الاصوليين بحجوم ذات مغزى أكثر بكثير مما كان حتى الان، ولكن ليس بشكل جارف. وتوجد أيضا امكانية اخرى، غير مذكورة في أي سيناريو مرتب ولكنها تحوم فوقنا: في النهاية سنقصف ايران كي نغير أجندة الانتخابات من تجنيد الاصوليين (القلقين) الى قلق آخر تماما.