خبر بالصور.. أسير محرر يُحول مقر الصليب الأحمر لقاعة أفراح

الساعة 09:08 ص|02 يوليو 2012

غزة (خاص)

"زغاريد تصدح في المكان، وحلوى تُوزع هنا وهناك، ونساء ورجال منتشرون وازدحام شديد بالكاد يجعلك ترى طفلاً يحمل صورة والده، وامرأة تكتب رسالة وتضعها في مظروفها، لكنها تتوقف لتطلق العنان للسانها بالزغاريد وشعارات التبريكات".. إنه احتفال بعقد قران ليس بقاعة أفراح في أحد الفنادق، لكنه في مقر الصليب الأحمر بغزة.

فالأسير المحرر رائد الحداد أصر على عقد قرانه في مقر الصليب من أجل إيصال رسالته للأسرى بأنه سيواصل نصرتهم حتى تحقيق أمنياتهم بالإفراج عنهم من سجون الاحتلال.

فمقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر الذي يتجمع فيه ذوو الأسرى والمحررين كل اثنين لنصرة أبنائهم الأسرى تحول لقاعة لمناسبات الأسرى المحررين من عقد للزواج وزفة عروس ووقفات تضامنية وعقد لمؤتمرات وطنية.

عهد مع الأسرى

"فرحة ليس بعدها فرحة، وشعور لا يمكن وصفه"، هكذا بدأت والدة الأسير المحرر في صفقة وفاء الأحرار رائد جمال الحداد حديثها لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، اليوم الاثنين قائلة : اليوم أعلنا إشهار رائد في مقر الصليب الأحمر من أجل إدخال الفرحة في قلوب أهالي الأسرى وتأكيداً على أنه مصرُ على مواصلة العهد الذي قطعه الأسرى وهم في سجون الاحتلال حتى نيل حريتهم.

توقفت لتأخذ نفساً عميقاً وتتابع بعده توزيع ما تبقي في يدها من الحلويات على كل فرد في مقر الصليب الأحمر بغزة، ولكنها تحدثت بصوتها القوى وتقول : كنت أتمنى أن أزوج رائد وأفرح معه بعروسته وقد حقق الله لي ما تمنيته، داعية الله عز وجل أن يدخل الفرحة في كل قلوب أهالي الأسرى بالإفراج عن أبنائهم وتحقيق أمنياتهم.

مبــارك

أم رائد التي لم تتمالك نفسها بفرحة ولدها فأطلقت العنان للسانها "الزغاريد" لتتلقي بعدها التهاني وتبريكات من أمهات وزوجات وأطفال الأسرى، فوالدة الأسير شادي حلس استقبلتها بالتقبل والتهليل والزغاريد، قائلة :"هذا يوم رائع وفرحة جميلة لا يمكن أن توصف فبعد غياب أكثر من 9 سنوات تحققت أمنية أم رائد وأتمنى أن يحقق الله الفرج القريب لولدي شادي ولكل الأسرى الأبطال من سجون الاحتلال.

وتعهدت أم شادي بأن تعقد قران ولدها في مقر الصليب الأحمر كرائد وكغيره من الأسرى لأنه مقر لأمهات الأسرى اللواتي يشعرن بآلام الفراق والبعد.

هدية لأمهات الأسرى

أما الأسير المحرر رائد الحداد والذي عقد قرانه اليوم الاثنين في مقر الصليب الأحمر بغزة قال لمراسل "وكالة فلسطين اليوم الإخبارية"، :إن عقد قراني اليوم في هذا المكان هو هدية لكل الأمهات وزوجات الأسرى وأطفالهم الذين يأتون من كل منطقة في قطاع غزة للتضامن كل يوم اثنين في هذا المكان.

وأكد المحرر الحداد أن رسالته للأسرى داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، بأنه لا يمكن أن ينسى العهد الذي قطعه مع إخوانه الأسرى بأن ينتصر لقضيتهم ويفعلها حتى تحقيق أمنياتهم بالإفراج العاجل والقريب بإذا الله من داخل الزنازين التي لا تصلح للحياة الإنسانية.

وأوضح بأنه يشعر بسعادة تغمر قلبه لوجوده اليوم في مقر الصليب الأحمر لعقد قرانه أمام أهالي الأسرى وبرفقته خطيبته التي تشعر بحرج شديد وفرحة لا يمكن أن توصف لأنها دخلت مرحلة جديدة في حياتها والأهم من ذلك أن عشرات من أمهات الأسرى قد حضرن عقد قرانها لتؤكد بأن قضية الأسرى هي قضية كل بيت فلسطيني.

وعن توقعه بالإفراج عنه من سجون الاحتلال وحصوله على رفقة دربه قال لم أكن أتوقع أن أخرج من السجن وألتقي بهذا الجمال "خطيبته"، متمنياً أن يعقد كل الأسرى المحررين قرانهم في هذا المكان المقدس لأمهات الأسرى.

ومن الجدير ذكره أن الأسير المحرر رائد جمال الحداد "31 عام" اعتقل بتاريخ  5/12/2002 وهو من منطقة شهداء الشمعة بالزيتون حكم بالسجن الفعلي لمدة أربعة عشر سنة، قضى تسعة منها في السجون الإسرائيلية.


عقد قران
عقد قران
عقد قران
عقد قران