خبر حلف إخوان- يديعوت

الساعة 08:39 ص|26 يونيو 2012

 

بقلم: افر ايم هليفي

إن طوفان تصريحات واقوال رئيس مصر المنتخب تشهد بأنه لم يصبح خبيرا بعد لصوغ وبلورة طريقة حديثه إلى وسائل الاعلام، ولهذا ينبغي لنا ان ننتظر زمنا ما قبل ان نستنتج استنتاجات من تصريحاته.

في اول خطبة خطبها حينما عُلمت نتائج الانتخابات أعلن محمد مرسي ان ادارته ستحترم جميع التزامات مصر الدولية ولم يذكر بصراحة اتفاق السلام مع اسرائيل بل لم يذكر اسم اسرائيل، لكن المحللين استنتجوا انه قصد ذلك بكلامه. ومن الغد أُجري معه لقاء صحفي مع وكالة الانباء الايرانية وقال لجمهور مستمعيه في طهران انه يمد يده الى ايران ويطمح الى ان ينشيء معها توازنا استراتيجيا جديدا. وكان ما يزال يتحدث حينما كانت قوات رئيس سوريا بشار الاسد تذبح أبناء شعبه السنيين بمساعدة قوات ايرانية شيعية أرسلها لهذه المهمة نائب قائد قوة القدس الايرانية. ولا شك في ان مرسي سيتذكر بعد المذبحة التي نفذها في حينه حافظ الاسد والد بشار في نحو من 20 ألفا من ناس حركة الاخوان المسلمين في سوريا.

ان الوضع في مصر معقد وما نزال لا نعلم أي تسوية ستُرتب بين قادة الجيش المصري وحركة الاخوان المسلمين. فهل تظل نافذة الفعل قرارات الجيش على حل مجلس الشعب الذي انتخب من قريب والغاء صلاحيات ميزانية وتشريعية للرئيس ومجلس الشعب؟ وهل يؤلف الرئيس المنتخب هيئة حكم تمثل جملة التيارات والآراء في الحلبة الطائفية والسياسية في مصر؟ سنضطر الى ان ننتظر في صبر الى ان تتبلور صورة حكم الجمهورية الثانية المصرية.

ستُدعى القيادة المصرية الجديدة الى جانب الحاجة المصرية الى صوغ سياسة سريعة تتعلق بأعمال القتل اليومية في سوريا، الى ان تبت أمر ادارتها وعلاقاتها بالأسرة المالكة السعودية التي دأب الاخوان المسلمون منذ سنين طويلة في إنهاء حكمها. وقد أكثر قادة الحكم السعودي الى المدة الاخيرة الكلام علنا وفي شدة على الاخوان المسلمين بقولهم انهم مسؤولون عن أكثر مشكلات العالم العربي. وسيكون من المثير ان نسمع التصريحات الاولى للرئيس لوسائل الاعلام السعودية أو تلك التي تخضع لتأثيرها. ان مصر محتاجة كثيرا الى دعم سعودي، فهل تتغلب الحاجة اليومية على الايديولوجية وعلى الفكر اللاهوتي؟ ان الدكتور مرسي تنتظره واجبات منزلية كثيرة.

استقر رأي حكومة اسرائيل في حكمة على الامتناع عن تصريحات معلنة في هذا الوقت، وليس لنا إلا ننظر في اعلان ديوان رئيس الوزراء كي ندرك الى أين تهب الريح. ان اسرائيل تحترم القرار الديمقراطي للشعب المصري و"تأمل باستمرار التعاون مع الادارة المصرية على أساس اتفاق السلام بين الدولتين الذي هو مصلحة للشعبين".

يتجاهل الاعلان المذهب العقائدي للادارة الجديدة ولا يُنقب في مواد الوثائق التأسيسية للحركة. ولا يذكر ان شقيق مؤسس حركة "الاخوان" عبد الرحمن البنا انتقل الى ارض اسرائيل في سنة 1935 وانشأ اول منظمة حاربت الصهيونية في ثلاثينيات القرن الماضي. وهو يغض الطرف وبحكمة عن تاريخ مفتي القدس الحاج أمين الحسيني الذي كان بين المخلصين للحركة وكان ضيف هتلر في برلين في ذروة الحرب العالمية الثانية، وحسنا فعل رئيس الحكومة بذلك.

ينبغي ان نذكر ان حكم الاخوان المسلمين في مصر هو الثاني الذي نشأ عن هذه الحركة في الشرق الاوسط، فانكم تعلمون ان الاول أُنشيء في غزة حينما فازت حركة حماس – شقيقة الحركة في القاهرة – في 2006 بأكثر مقاعد المجلس التشريعي في أكثر الانتخابات ديمقراطية مما أُجري في السلطة الفلسطينية. من غد جولة القتال الاخيرة بين غزة واسرائيل وبعد اعلان رئيس الوزراء أمس لم يعد هناك تسويغ أو حكمة في التمسك بسياستنا نحو القسم الغزي من حركة الاخوان المسلمين، فنحن ايضا تنتظرنا واجبات منزلية.