محللون يشككون في تنفيذ المصالحة

خبر أثر فوز « مرسي » على القضية والمصالحة من وجهة نظر المحللين

الساعة 08:41 م|25 يونيو 2012

غزة (خاص)

رأى محللون سياسيون في أحاديث منفصلة لمراسل "فلسطين اليوم"، أن فوز مرشح الإخوان المسلمين في الانتخابات الرئاسية المصرية د. محمد مرسي، سيكون ايجابياً في دعم القضية الفلسطينية ولكن ليس على المدى القصير بسبب الوضع الداخلي المصري صاحب الأولوية، فيما رأى البعض أن فوزه سيصعب الوصول للمصالحة الفلسطينية بسبب اختلاف موازين القوى بين طرفي الانقسام الفلسطيني من جهة. وعدم جدية رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس من جهة أخرى بموضوع المصالحة من الأساس لأنه يتخذ من هذا الملف موضوعاً تكتيكياً.

الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري قال :" بلا شك أن فوز د. محمد مرسي شيء جيد للقضية الفلسطينية، ولكن يجب أن لا نراهن كثيراً على فوزه لأنها خطوة في مسارٍ طويل. مضيفاً أن الرئيس المصري الجديد في صراع مع المجلس العسكري على الصلاحيات، وأن انعكاس فوزه على القضية الفلسطينية مرهون بصبره وممارسة صلاحياته بشكل كامل. وأن يعمل مع كل القوى الثورية في مصر.

فيما رأى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أن فوز "مرسي" سيعزز الموقف المصري والعربي دعما للقضية الفلسطينية، كون القضية الفلسطينية كانت شعاراً حاضراً في ميدان التحرير ما يؤكد أن هذه القضية تعد مطلباً شعبياً ومن الواجب أن يضع ملفها من ضمن أولوياته مصر. لافتاً إلى أن القضية الفلسطينية تعتبر الورقة الرابحة لأي نظام عربي. متوقعاً أن تحظى القضية الفلسطينية مستوى اهتمام كبير.

وفي نفس السياق، قال الصواف أن الرئيس المصري الجديد هو ابن مدرسة الإخوان المسلمين التي تعتبر أن القضية الفلسطينية هي قضيتها الكبرى، وبالتالي سيعمل الرئيس المصري الذي هو بن هذه الجماعة على دعم القضية الفلسطينية من منطلق حقوق الشعب الفلسطيني وأرضه المغتصبة التي من الواجب أن تعود له. خلافاً لما كانت عليه القضية الفلسطينية في عهد النظام السابق الذي حاول تصفيتها.

بدوره رأى الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، أنه من غير المتوقع أن تغير مصر من سياستها تجاه القضية الفلسطينية بعناوينها الرئيسية، أي الدعم العام للقضية الفلسطينية. في الوقت الذي ستلتزم فيه مصر بالاتفاقات الدولية بما فيها اتفاقية كامب ديفيد مع "إسرائيل". لكن الاختلاف سيكون في التفاصيل.

وقال عوكل:" أنه و بحكم علاقة الإخوان المسلمين بحركة حماس، فإنه من المتوقع أن يشهد قطاع غزة انفراجاً ويتحرر من الحصار بما في ذلك الحصار السياسي على حكومة حماس، وربما تحظى حماس بشيء من التقدم بعلاقاتها من المجتمع الدولي لأنها جزء من مدرسة الإخوان المسلمين المقبولة دولياً.

ولفت إلى أن مصر لديها تحديات كبيرة إلى أن تستقر أوضاعها الداخلية، وسيكون من الصعب تلمس ملامح سياسة جديدة تجاه القضية الفلسطينية.

وقال:" نحن كفلسطينيون نقبل بتنفيذ الإخوان المسلمين لما طرحوه من برامج تجاه القضية الفلسطينية مع الأخذ بالاعتبار المسؤولية التي تقع على عاتقهم في الحكم بأنها تختلف وهم خارج الحكم.

ورأى بأنه من الواضح أن "إسرائيل" هي من تفرض الحقائق على الأرض وبالتالي مصر من غير المتوقع أن تنجح في وقف السياسيات "الإسرائيلية" المتعلقة بمصادرة الحقوق الفلسطينية.

وعلى صعيد ملف المصالحة الفلسطينية، رأى عوكل أن هذا الملف بعد فوز مرشح الإخوان المسلمين أصبح في "خبر كان".

وقال عوكل :" للأسف الشديد القوى السياسية الفلسطينية فاقدة للقرار الوطني المستقل، وكل طرف من طرفي الانقسام راهن مواقفه بالعوامل الخارجية سواء كانت دولية أو إقليمية أو عربية، والدليل أن اتفاق المصالحة الأخير تم تأجيله إلى ما بعد نتائج الانتخابات المصرية لأن كل طرف كان يراهن على فوز أحد المرشحين.

وأوضح أن حركة حماس بعد فوز مرسي تشعر بأن قوة جديدة لا يستهان بها أضيفت لقوتها، وعليه فالاتفاقات التي وقعت قبل إعلان مرسي رئيسا لمصر أصبحت من الماضي ولم تعد صالحة لمعالجة ملف المصالحة الفلسطينية.

وخلافاً لعوكل رأى الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف أن حركة حماس هي أكثر تمسكاً بالمصالحة في ظل هذا الوضع الجديد، بحيث أن المصالحة أصبحت أسهل من أي وقت مضى، عازياً المشكلة إلى رئيس السلطة محمود عباس الذي سيمارس عناداً أكبر تجاه المصالحة بعد فوز د. مرسي. وقال :" إن موضوع المصالحة لعباس ليس رئيسياً بل يستخدمه تكتيكياً، وما محاولة عباس الآن الحديث عن تحديد موعد الانتخابات كشرط لتشكيل الحكومة الجديدة التي اتفق عليها بين فتح وحماس في القاهرة لهو من باب التعطيل وليس التسهيل لانجاز المصالحة.

وقال لا يعقل ان تكون هناك مصالحة في ظل أجواء أمنية بوليسية تمارس على الأرض في الضفة الغربية، وأن الأمر يتطلب تهيئة الأجواء.

فيما رأى المحلل هاني المصري بأن المصالحة في ظل فوز "مرسي" بالرئاسة المصرية، أن هناك رأيان في حركة حماس، فالرأي الأول يقول أن وجود رئيس مصري حليف لحماس، يدعو حماس للطمأنينة ، والرأي الآخر يقول:" أن وجود رئيس مصري حليف لحماس يدعوها لأن تتشدد في موضوع المصالحة في مواقفها وتحاول الحصول على شروط أفضل. معرباً عن أمله أن ينتصر الرأي الأول وأن تكون المصالحة أولوية لطرفي الانقسام الفلسطيني، ولا يكون أهمية لشروط الفصيلين، فالمهم هو تحقيق الوحدة الفلسطينية وإنهاء الانقسام.

وقال أن مرسي سيقوم بدور إيجابي وسيقول لحماس أن تواصل اعتدالها، بحيث لا تشكل عبئاً على مصر في وقتٍ منشغلة فيه مصر بأوضاعها الداخلية.

وأمام اختلاف وجهات النظر الفلسطينية تجاه فوز مرسي، بانعكاسه على القضية الفلسطينية والمصالحة، يبقى مطلب الشارع الفلسطيني هو تحقيق الوحدة الفلسطينية، ورفع الحصار عن قطاع غزة بشكل كامل، والدعم العربي للحصول على الحقوق الفلسطينية.