خبر خطر على الاحتجاج -هآرتس

الساعة 08:28 ص|25 يونيو 2012

خطر على الاحتجاج -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

        الاحتجاج الاجتماعي، ذاك الذي اجتاز صيفا كاملا دون اي مظهر من مظاهر العنف، غير في نهاية الاسبوع وجهه. شرطة اسرائيل هي الاخرى، تلك التي بش وجهها للاحتجاج في الصيف الماضي، غيرت سياستها تجاهه. والنتيجة: نهاية اسبوع عنيفة، من جانب الشرطة ومن جانب المتظاهرين، لم يشهد الاحتجاج مثيلا لها. بذور العنف لدى المتظاهرين في منتهى السبت، ممن أغلقوا الطرق وحطموا زجاج فروع البنوك، زرعت قبل يوم من ذلك. يوم الجمعة اتخذ افراد شرطة اسرائيل ومراقبو بلدية تل أبيب عنفا زائدا ضد المتظاهرين الذين سعوا الى ضرب بضع خيام في جادة روتشيلد. اعتقال عابث لنحو دزينة من المتظاهرين، تم في ظل استخدام قوة مبالغ فيها واصابة بعض المتظاهرين، أدى الى مظاهرة الاحتجاج الكبيرة ضد عنف الشرطة في منتهى السبت. مرة اخرى تصرف الشرطة بعنف، ولكن هذه المرة تصرف هكذا المتظاهرون ايضا. الطرفان لم يخرجا كاسبين من الامر.

        قوة احتجاج الصيف الماضي كانت في قدرته على أن يوقظ جمهورا غفيرا ويحشد مظاهرات ضخمة احتشد فيها، الواحدة الى جانب الاخرى، جماعات مختلفة من المجتمع. اذا ما انتقل الاحتجاج الى مرحلة عنيفة، فان من شأنه أن يفقد جزء هاما من مؤيديه، ابناء الطبقة الوسطى وغيرهم. التجربة في العالم الغربي في السنة الاخيرة تفيد بان مظاهرات العنف تبعد العديد من المواطنين بل واحيانا تضع حدا للاحتجاج الاجتماعي. وحتى لو كانت شرطة اسرائيل جديرة بالشجب على موقفها من المتظاهرين، يجمل باولئك الا يستخدموا العنف ردا عليها. فهذا لا يخدم اهدافهم.

 

        رئيس بلدية تل ابيب رون خولدائي تصرف بغير حكمة حين حضر بشكل جارف اقامة خيام احتجاج في جادة روتشيلد. احتجاج الصيف السابق الذي كان مظهرا مثيرا للانطباع من المواطنة الفاعلة والمشاركة التي شارك فيها مئات الاف الاشخاص، لم يكن بالتأكيد عملا جديرا بالتنديد. غير أن خطأ خولدائي، الذي لا بد انه لم يأخذ بالحسبان مضاعفاته، لا يبرر العنف من جانب المحتجين. شرطة اسرائيل ملزمة على الفور بتغيير مفهومها وسلوكها في ضوء مظاهر الاحتجاج الشرعية. قادة الاحتجاج يجب أن يدعوا مؤيديهم الى رفع ايديهم عن العنف، رغم السلوك المرفوض من جانب الشرطة.