خبر الاحتلال يسعى لنقل بدو فلسطينيين من القدس إلى منطقة مستودع للقمامة قرب ابوديس

الساعة 08:05 ص|24 يونيو 2012

القدس المحتلة

تتناثر على التلال القاحلة في المساحة الممتدة من القدس إلى البحر الميت خيام بدو وأغنام تجول حولها لتعطي السكان والزائرين لمحة عن شكل الأرض المقدسة في العصور القديمة.

 

تبدو المخيمات بما تحويه من حظائر للماشية وصهاريج مياه وجرارات زراعية أكثر شبها بعزب بدائية. لكن التراث البدوي يتلاشى تدريجيا حيث تزيل (إسرائيل) المخيمات لإفساح المجال لتوسع المستوطنات اليهودية ذات الطابع الحضري.

 

ويقول بدو فلسطينيون إنهم يجبرون على التخلي عن كثير من أساليب حياتهم التقليدية التي تعتمد على الأرض والماشية والخيام. وأصبحت جميعها أهدافا لقيود الإحتلال.

 

قال محمد كرشان وهو من أبناء عشيرة الجهالين التي تسكن في منطقة الخان الأحمر "أسلوب حياتنا يعتمد على القدرة على التنقل والعيش في خيام متناثرة على مساحات كبيرة من الأرض وتربية الماشية وهو ما نحب أن نعمله." واستطرد "السلطات المحتلة لا تفهم أسلوب حياتنا."

 

كان قرشان يجلس أمام خيمته المقامة على دعائم خشبية بينما يغطي أرضيتها الصخرية بساط كثيف.

 

وتقول (إسرائيل) إن خيام البدو مقامة بشكل غير قانوني ولم تحصل على تصاريح وتكون أحيانا عقبة في سبيل التخطيط الحضري. وفي المناطق الأبعد في الضفة الغربية المحتلة يقوم جيش الإحتلال بإجلاء البدو ويقول إنهم يتجولون في مدى مناطق للتدريب بالذخيرة الحية.

 

ويقول منتقدون إن هذه مجرد مبررات لسرقة الأرض. والبدو في المرتفعات الواقعة إلى الشرق من القدس ليس لديهم مياه جارية ولا شبكة كهرباء ولا منشآت طبية ولا صرف صحي في مجتمعات الخيام التي يعيشون فيها.

 

إنهم يعتمدون على النيران في الخلاء وصهاريج المياه. ويتجول الماعز والخراف والأطفال الحفاة تحت الشمس المحرقة في شهور الصيف أو شهور الشتاء القصير والقارص.

 

وينحدر أبناء عشيرة الجهالين من نازحين جاءوا أصلا من قرية قرب بئر السبع بعد قيام دولة الاحتلال عام 1948 .

 

وتقول وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إن ما يقرب من 17 ألف بدوي يعيشون في الضفة الغربية المحتلة. ويكافح معظمهم القيود الصهيونية المفروضة على حرية تنقلهم وحرية وصولهم إلى المراعي التي تقع فيما يعرف بالمنطقة ج حيث تحتفظ إسرائيل بسلطة على التخطيط وتقسيم المناطق.

 

ويعيش عشرات آلاف من البدو الآخرين في (إسرائيل). ويشكون كذلك من التمييز ويقولون إن مسؤولي الاحتلال يريدون اخراجهم من أرضهم ويدفعونهم للعيش في مناطق حضرية تتعارض مع عاداتهم.

 

تفوح رائحة القمامة في قرية الجبل على أطراف مستودع القمامة في أبو ديس. ولا تتوقف الضوضاء التي تحدثها سيارات نقل القمامة التي تحمل المخلفات من القدس القريبة لتفرغها في الارض الفضاء.

 

ونقلت (اسرائيل) قسرا حوالي 1050 فلسطينيا من بدو الجهالين إلى هذه المنطقة في أواخر التسعينات بعد ان أخرجتهم من أرض ضمتها لمستوطنة معاليه أدوميم اليهودية.

 

وتم تعويض الرعاة ماليا عن نقلهم من الارض بموجب أحكام قضائية وبتوصيل شبكات الكهرباء والمياه. لكن حياتهم كبدو انتهت وتعين عليهم بيع معظم ما لديهم من ماشية.

 

ووافقت (إسرائيل) في عام 2006 على خطة أخرى لإعادة توطين نحو 20 تجمعا بدويا آخر من بينهم حوالي 2400 من عشيرة الجهالين من التلال الصخرية القريبة إلى موقع أقرب إلى مستودع القمامة.

 

قال داود الجهالين وهو من سكان الخان الأحمر وهو أحد التجمعات المقرر نقلها "أفضل الموت على العيش في منطقة مغلقة مملوءة بالقمامة."

 

ويقول محامون إن الخطة التي تأجلت طوال سنوات قد تنفذ في أي وقت. ويضيفون أنه لم تجر استشارة السكان البدو ولم يعرض عليهم أي تعويض.

 

وقال شلومو ليكر وهو محام صهيوني يمثل البدو "إنها خطة جرت المصادقة عليها بالفعل ونخشى من أنها قد تنفذ إذا لاحت فرصة سياسية."

 

وقدم البدو التماسا لوقف الخطة ودفعوا بأن الموقع المقترح لنقلهم لا يصلح لسكنى البشر.

 

وقال جاي انبار وهو متحدث باسم الإدارة المدنية الصهيونية إن البدو "يعيشون في المنطقة بطريقة غير مشروعة وبدون خطة للبناء." وأضاف "نقلهم إلى منطقة مستودع القمامة أحد الخيارات.

 

وتقول جماعات حقوقية إن تهجير البدو جزء من خطة سياسية أكبر تستهدف بناء 3900 وحدة استيطانية سكنية لليهود على مساحة من الأرض يطلق عليها اسم شرق 1 وهو الاسم الذي تطلقه الإدارة على مساحة ما يقرب من ثالثة آلاف فدان شمال شرقي القدس وإلى الغرب من مستوطنة معاليه أدوميم.

 

قال ليكر "الغرض الوحيد من نقل تجمع البدو بالنسبة لـ(إسرائيل) هو إخلاء المنطقة من الفلسطينيين لإفساح المجال لبناء مزيد من المستوطنات."

 

لكن خطة الإسكان التي تستهدف إقامة تواصل حضري يهودي بين معاليه أدوميم والقدس مؤجلة بسبب اعتراضات قوية من الولايات المتحدة التي حذرت من أنها ستقوض فرص إقامة دولة فلسطينية تتوافر لها مقومات البقاء.

 

ويعيش نحو 311 ألف مستوطن صهيوني في الضفة الغربية ويعيش 200 ألف آخرون في أراض في القدس الشرقية جرى ضمها لـ(إسرائيل) في خطوة لا يعترف بها المجتمع الدولي.

 

وتعتبر المستوطنات غير قانونية بموجب القانون الدولي وهو ما تنازعه (إسرائيل). ومعاليه أدوميم هي ثالث أكبر مستوطنة ويعيش فيها نحو 38 ألف مستوطن.