خبر مصر سقطت -معاريف

الساعة 07:52 ص|24 يونيو 2012

مصر سقطت -معاريف

بقلم: بن كاسبيت

 (المضمون: والان، بدلا من قوة عظمى تمقت حماس، تجلس على حدودنا الجنوبية دولة شقيقة لحماس. "الاخوان المسلمون" يرون في حماس زملاء. على هذه الخلفية يتأكد تفويت الفرصة التاريخية "لرصاص مصبوب". نحن سنذرف الكثير من الدموع على هذا التفويت - المصدر).

        من هذه اللحظة خشيت أجيال من قادة شعبة الاستخبارات "أمان" ووحدة العمليات الخارجية الخاصة "الموساد" الاسرائيليتين. إذ يتجسد أمامنا سيناريو الرعب المطلق الذي لعب دورا رئيسا في سيناريوهات الرعب الاشد التي دارت في الالعاب الحربية السرية للجيش الاسرائيلي وجهاز الامن الاسرائيلي على مدى جيل كامل. اللحظة التي تسقط فيها مصر. وليس مجرد تسقط، بل الى ايدي "الاخون المسلمين". وقد سقطت.

        إذا لم يطرأ تغيير دراماتيكي في اللحظة الاخيرة (في السنة الاخيرة مصر بأسرها هي تغيير دراماتيكي في اللحظة الاخيرة)، فاليوم سيعلن عن مرسي، رجل الاخوان المسلمين، رئيسا لجمهورية مصر العربية. وها هو ما لا يدرك يتجسد أمام ناظرينا. "الجرف" على حد وصف شمعون بيرس لحسني مبارك، سقط في البحر. ومكانه يحتله الطوفان الاسلامي، وكل هذا يحصل في الدولة العربية الاكبر، الشريك الاساس للسلام الاستراتيجي مع اسرائيل، المرسى الاقليمي، الجهة المتوازنة في الحي. هذا انتهى.

        من طبيعة مثل هذه اللحظات التاريخية التأسيسية أن تذوب لتصبح بقعة من الواقع البشع. وبالفعل، بعد غد أيضا ستشرق الشمس على ما يبدو. لا شيء خاص سيحصل. عاموس جلعاد سيبقى يطير الى مصر سرا ويجلس أمام الاصدقاء من المخابرات في القاهرة. السماء لن تسقط على أي أحد. كما لن تندلع هنا قريبا حرب (مع مصر). لا داعي للفزع ولا ينبغي انعاش الاحتياطات الوقائية. فالايام التي كان فيها بوسع الاتحاد السوفييتي أن يوقف جيشا عربيا مسلحا من أخمص القدم حتى الرأس، بالمجان بلا مال، انقضت ولم تعد قائمة. اليوم حتى الولايات المتحدة لم تعد قادرة على عمل هذا.

        مرسي سينهض كل صباح وسيتعين عليه أن يطعم 87 مليون مصري يتكاثرون بوتيرة المتواليات الهندسية، وأن يمول بدل بطالة لملايين العاطلين عن العمل. وسينظر يمينا ويسارا، غربا، جنوبا وشرقا، ليكتشف ان الحدود الهادئة (نسبيا) الوحيدة له هي الحدود مع اسرائيل. وسيفهم بانه بين السودانيين والليبيين وبدو سيناء، يمكنه فقط ان يعتمد على الاسرائيليين. وسيسافر الى واشنطن، نعم، في النهاية سيسافر الى واشنطن، وسيتعلم هناك نظرية الارقام.

        المجلس العسكري أخذ منه الصلاحيات في مواضيع الخارجية والامن (وبالاساس الاعلان عن الحرب) وأبقى له المجاري اليومية، التعليم، الصحة، رغيف الخبز والفول الذي يجب أن يوضع على الطاولة. بحيث أنه من السابق لاوانه الدخول في مرارة سوداء. من جهة اخرى، ففي هذه الوتيرة، هذه أيضا ستأتي في لحظة ما.

        ومع ذلك، الحياة ستكون أصعب من الان فصاعدا. "رصاص مصبوب؟"، هذا لن يكون سهلا. حرب لبنان الثالثة؟ كما أسلفنا. محظور النسيان بانه في حرب لبنان الثانية استجدى مبارك اولمرت كي يسحق حزب الله. وفي كل ما يتعلق بحماس، رقص المصريون في كل مرة قطعنا هناك رؤوسا. والان، بدلا من قوة عظمى تمقت حماس، تجلس على حدودنا الجنوبية دولة شقيقة لحماس. "الاخوان المسلمون" يرون في حماس زملاء. على هذه الخلفية يتأكد تفويت الفرصة التاريخية "لرصاص مصبوب". نحن سنذرف الكثير من الدموع على هذا التفويت. الجيش الاسرائيلي فوجيء بالسهولة التي اجتاح فيها القطاع، وشلل مقاتلي حماس الامجاد، وغزة كلها ترنحت وكانت حاجة الى قرار بسيط كي يسقط كل هذا المبنى. رئيس الوزراء اولمرت أراد السير في هذا الاتجاه، ولكن حياله وقف ثلاثة سيصعب على شعب اسرائيل أن يغفر لهم: سياسيان، ايهود باراك وتسيبي لفني، فكرا أكثر عن الانتخابات المقتربة وأقل عما ينبغي عمله، ورئيس أركان واحد، غابي اشكنازي الذي ببساطة خاف من أن يلطخ سجله الكامل.

 وها هو يتحقق العدل الشعري: باراك شطب من السياسة، ولفني أيضا، وسجل اشكنازي لم يعد كاملا. وحماس؟ حية ترزق.