خبر بلدة جباليا القمامة تعبد طرقها.. والبلدية في دور الغائب

الساعة 10:42 ص|21 يونيو 2012

جباليا

 

اشتكى سكان منطقة "جباليا النزلة" شمال قطاع غزة من سوء الخدمات التي تقدمها لهم بلدية جباليا، مؤكدين أن حياتهم لم تعد تطاق بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من أكوام القمامة والانتشار الكثيف للحشرات والقوارض والأوبئة نتيجة وجود حظائر الحيوانات أمام منازل المواطنين، إلى جانب حاجة البلدة الماسة لمدارس ومراكز صحية وتوسيع وشق الطرق وأسواق جديدة لاستيعاب الزيادة السكانية الطبيعية للبلدة، متسائلين عن أسباب غياب دور البلدية في إيجاد حلول جذرية لإنهاء معاناة المواطنين المتفاقمة منذ فترة طويلة دون أن يعبأ أحد لنداءاتهم واستغاثاتهم الحثيثة!!  

معاناة متفاقمة

المواطن عصام البطش 45عاماً قال لـ"الاستقلال": أشعر بالقلق حيال تأثير الروائح المنبعثة من تجمع النفايات على أسرتي، فجميعنا أصبحنا نشعر بضيق في التنفس، كما أن أسراباً من الحشرات الغريبة بدأت تجتاح حياتنا وتعكر صفو نومنا لسبب انتشار أكوام القمامة بصورة كبيرة إلى جانب ما تشكله حظائر الحيوانات المنتشرة في الشوارع الرئيسة من خطر يتهدد حياتنا"، موضحاً أن لون جلد طفلته الصغيرة التي لا يتجاوز عمرها العام تغيّر نتيجة تعرضها للسعات البعوض، الأمر الذي دفعه لأخذها إلى طبيب متخصص بالأمراض الجلدية لتقديم العلاج اللازم لها. 

حياتنا صعبة ..

أما المواطن سليمان مسعود  56عاماً من سكان بلدة جباليا، فلم يخفِ تذمره وغضبه الشديد من أداء قسم الصحة و البيئة ببلدية جباليا في معالجة أكوام القمامة المنتشرة أمام منازل المواطنين، متهما بلدية جباليا بالتقصير غير المبرر في تفريغ حاويات القمامة لعدة أيام متواصلة، الأمر الذي يدفع المواطنين لإلقاء نفاياتهم على الأرض، ما ينتج عنه روائح عفنة لا تطاق.

وقال مسعود لـ "الاستقلال": للأسف الشديد، أصبحت لا أستطيع الجلوس أمام منزلي أو فتح النوافذ رغم أجواء الحر والرطوبة بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من أكوام القمامة وحظائر الحيوانات التي تسبب لي ضيق في التنفس"، مؤكداً أنه يشعر بالخجل الشديد عند استقباله ضيوف في بيته بسبب وجود النفايات، وحظائر الحيوانات والروائح الكريهة.

أثرت على أرزاقنا ..

أما المواطن ماهر منصور، فعبّر عن قلقه الشديد من تأثير الروائح المنبعثة من تجمع النفايات والأتربة المتطايرة على الصغار والكبار، مؤكداً أن تراكم القمامة ساهم في انتشار الذباب والبعوض والقوارض التي اقتحمت بيوتهم وعكرت صفو حياتهم.

وأوضح منصور الذي يمتلك محلاً تجارياً وسط البلد لـ " الاستقلال أن" تكدس القمامة وانتشار الأتربة التي تحمل الأمراض أثر سلباً على عدد زبائنه، بالتالي انخفضت نسبة مبيعاته"، مطالباً الجهات المسئولة بضرورة العمل على إيجاد حلول جذرية لأكوام القمامة وحظائر الحيوانات وإصلاح وتعبيد الطرق وتوسيعها لتسهيل الحركة المرورية أمام الناس والمركبات. 

ولفت منصور إلى أن أصعب الأمور التي تواجه سكان جباليا، قيام بعض المواطنين بإشعال النار داخل الحاويات لمكافحة الحشرات كما يدعون، الأمر الذي يصيب المنطقة بأكملها بحالة من الاختناق وضيق التنفس في ظل أجواء الرطوبة.

 

 

ننتظر الحلول ..

إلى ذلك، بيّن المواطن محمد شهاب، أن سكان البلدة  رفعوا  العديد من الشكاوي إلى المؤسسات المعنية ببلدية جباليا ووزارة الحكم المحلي وغيرهما لمطالبتهم بإزالة التعديات على الشوارع من قبل بعض المواطنين وإزالة أكوام القمامة التي باتت تشكل مكرهة صحية، إلى جانب سرعة تعبيد الطرق وإصلاحها، وإنشاء مدارس ومراكز صحية جديدة لاستيعاب الزيادة السكانية الكبيرة لسكان البلدة، إلا أن مطالبهم لم تحظ باستجابة الجهات المسئولة، على حد تعبيره.

مخلفات عضوية

ومن جانبه، أوضح الخبير في مجال الصحة والبيئة د. يوسف شبير ، أن القمامة التي تنتشر في شوارع غزة وخاصة ببلدة جباليا هي عبارة عن مخلفات عضوية لها تداعيات خطيرة على صحة الإنسان ولاسيما الأطفال منهم ، محذراً من مغبة عدم جمعها من الشارع ومن المكبات، لما قد تسببه من ظهور بعض الأمراض الخطيرة، جراء تحلل تلك المواد العضوية.

وعدّد شبير الأمراض التي يمكن أن يسببها تحلل المواد العضوية في القمامة، وبقايا الحيوانات، والتي منها : التهاب السحايا، والتهاب الكبد، والتيفوس، والتهاب الجهاز التنفسي العلوي مثل الرشح والزكام إضافة إلى الإسهال عند الأطفال.

أولوية..

من جهته، أكد رئيس بلدية جباليا "النزلة"، أ. عصام جودة، أن موضوع النظافة والصحة العامة والبيئة يحظى بأولويات بلدية جباليا، معتبراً إياها عصب العمل والعمود الفقري لعمل البلدية، لما يترتب عليها من كوارث صحية وبيئية خطيرة جدا على صحة الإنسان.

وأرجع رئيس البلدية طفو أزمة النفايات على السطح مؤخراً، إلى عدة أسباب، أهمها حاجة  البلدية الماسة إلى زيادة عدد الموظفين المثبتين في قسم النظافة والبالغ عددهم نحو (58) موظفاً، وحاجتها لمعدات وسيارات جديدة لتجميع ونقل القمامة، بدل المركبات القديمة التي انتهت صلاحيتها منذ فترة طويلة من الزمن.

وقال جودة لـ "الاستقلال": البلديات تعاني كغيرها من المؤسسات والبلديات العاملة في القطاع من النقص الحاد في شاحنات نقل النفايات وغيرها من الأمور اللازمة للاستمرار في العمل والعطاء، لسبب الحصار الصهيوني الذي لازال يطبق على أنفاسنا رغم ما يشاع عن أجواء رفعه، ورغم ذلك حاولنا البحث عن حلول بديلة عبر معبر رفح البري إلا أن الحكومة المصرية السابقة رفضت السماح لنا بإدخال الشاحنات التي تبرعت بها تركيا"، معرباً عن أمله في ظل المتغيرات الحالية،التمكن من إدخالها لتحسين خدمات النظافة.

المسئولية مشتركة ..

وفي معرض رده على سؤال حول أسباب غياب دور البلدية في ردع المواطنين المتعديين على الملك العام ، قال رئيس بلدية جباليا: لا نريد أن نصل مع المواطن إلى مرحلة نفرض فيها عليه الالتزام بالقانون بالقوة، بل نحب أن نصل معه لمرحلة يعي فيها ما له بالضبط من حقوق و ما عليه من واجبات"، ومؤكداً أن نظافة المدينة مسئولية مشتركة بين المواطن والبلدية.

ووعد جودة بالنظر في كافة شكاوى المواطنين فيما يتعلق بإصلاح وتعبيد الطرق وتوسيعها، وإزالة التعديات المنتشرة في الشوارع الرئيسة، إلى جانب استحداث أسواق جديدة لتخفيف حالة الازدحام التي يشهدها سواق البلدة، ضمن حملة سيبدأ العمل فيها قريباً وفق ما اطلعنا عليه من برامج تعكف البلدية على تنفيذها.

وطالب رئيس بلدية جباليا المواطنين بضرورة احترام مهنة عامل النظافة من خلال التعامل مع القمامة بطريقة تحفظ قيمته وكرامته، ووضعها في أكياس محكمة وعدم إرسالها مع الأطفال الذين يضعونها خارج الحاوية، مبيناً أن تجاهل المواطنين لتلك الأمور يؤثر بالسلب على أداء وعطاء عامل النظافة والذي ينعكس في النهاية على المواطنين.