خبر روح مظلمة -هآرتس

الساعة 10:03 ص|20 يونيو 2012

روح مظلمة -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

قبل أن تهدأ أصداء حملة التحريض واشعال إوار الخواطر ضد المهاجرين من افريقيا، فاذا به هدف آخر للشقاق يتوفر: جمهور اللوطيين والسحاقيات. في الاسبوع الماضي كانت هذه النائبة انستاسيا ميخائيلي (اسرائيل بيتنا)، وأول أمس لحق بها رئيس لجنة رقابة الدولة، النائب اوري ارئيل (الاتحاد الوطني). وكلاهما يتنافسان الواحد مع الاخرى من سيطلق تصريحات اكثر سفالة وجهلا.

        فقد قالت ميخائيلي ان "معظم اللوطيين يكونوا مروا في طفولتهم بتحرشات جنسية"، وهم "ينتحرون في سن الاربعين"، فيما انطلقت ضد بث القناة 10 الذي "يعرض واقعا وهميا عن اللوطنيين". اما ارئيل فسار خطوة اخرى: فقد دعا الجيش الاسرائيلي الى عدم تجنيد اللوطنيين والسحاقيات ممن "يبرزون ميولهم الجنسية ويتفاخرون بها... هذه مسألة القيم التي يقوم عليها الجيش، وحسب رأيه عليه أن يتصرف بروح اليهودية".

        اذا كانت اقوال ميخائيلي تقوم على أساس الجهل المفزع، فان هجمة ارئيل تقوم على أساس تعالٍ لا يطاق ومزاج ظلامي: قيم اللوطنيين تتضارب، زعما، وروح اليهودية وعلى أي حال روح الجيش الاسرائيلي، حسب ارئيل، ولهذا لا ينبغي تجنيدهم. هذه بالطبع ترهات ونزعة روح شريرة. مرة اخرى ينبغي التذكير لارئيل وأمثاله بان اللوطيين والسحاقيات هم مثل كل البشر، وحسن فعل وزير التعليم جدعون ساعر الذي سارع الى الوقوف ضد هذه التصريحات.

        اسرائيل تكثر من التباهي في السنوات الاخيرة بموقفها الليبرالي من الطائفة المثلية. وبالفعل، طائفة اللوطنيين والسحاقيات سجلت لنفسها انجازات مثيرة للانطباع في كفاحها من أجل المساواة. التشريع في اسرائيل متنور وكذا المجتمع يتميز في معظمه بموقفه الليبرالي من هذه الطائفة. مسيرة الفخار التي جرت قبل بضعة ايام في تل أبيب كانت برهان على ذلك. وهذه لم تكن فقط مسيرة لامعة وحرة بل وأيضا استعراضا للقوة.

        ولكن هذه الانجازات كلها لا تكفي، طالما يسمح لانفسهم شخصيات عامة للتصدي المرة تلو الاخرى للوطيين والسحاقيات. تصريحاتهم تدل بالطبع بقدر أكبر على عالمهم المظلم منه على عالم اللوطيين والسحاقيات، ولكنه لا يمكن لاي مجتمع متنور أن يمر على هذه التصريحات مرور الكرام.