خبر رئيس مصر الجديد بعيون إسرائيلية

الساعة 04:30 م|19 يونيو 2012

القدس المحتلة

بدا واضحا وكما كان متوقعا أن إسرائيل لا تهضم حقيقة أن رئيس مصر القادم ربما سيكون على الأرجح هو محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الإخوان المسلمين، وهي الجماعة التي تناصب تل أبيب العداء السافر.

تجلى ذلك في المقالات التي سوَّدت الصحف الإسرائيلية حيث أجمعت كلها على أن فوز مرسي ينذر بحقبة صعبة من العلاقات مع الدولة العربية الوحيدة التي ترتبط معها بمعاهدة سلام رسمية.

فقد كتب المعلق أليكس فيشمان في صحيفة يديعوت أحرونوت تحت عنوان "مصر جديدة كلياً" أن "مصر لم تعد مصر نفسها. ولم تعد الحدود ذات الحدود، ومعاهدة السلام تحتضر، والأفضل لنا أن نشرع في تغيير نمط تفكيرنا".

وقال إن "الجمهورية المصرية الثانية" تحت حكم رئيس إسلامي "ستقود التوترات القائمة بين مصر وإسرائيل نحو صراع ديني بدلا من خلاف سياسي وحدودي

ونصح الإسرائيليين بأن "يوطنوا أنفسهم على حقيقة أن تخوم إسرائيل الجنوبية كلها تُعد حدودا عدائية، ومنطقة مواجهة".

وأضاف أن نظاما مصريا تحت قياد إسلامية لن يوافق على الغارات الجوية التي تشنها إسرائيل على غزة، وأن اليوم الذي سيمسك فيه مرسي بزمام السلطة في ظل استمرار تلك الهجمات على القطاع سيكون هو اليوم الذي سيمثل إيذانا بانتهاء العلاقات الرسمية بين إسرائيل ومصر.

وتساءلت صحيفة يديعوت أحرونوت في مقال لمجموعة من كتابها قائلة: إلى أي مدى سيكون الرئيس الجديد مصمما على فرض القانون والنظام على شبه جزيرة سيناء ولا سيما على الحدود.

وأتبعت ذلك بالقول إن لهذا التصميم أو غيابه تأثيرا حاسما على مستقبل العلاقات بين البلدين.

وذكرت صحيفة معاريف في تعليقها أن المداولات التي شهدها جهاز الأمن الإسرائيلي مؤخرا خلصت إلى التكهن بأن السيطرة المتوقعة للإخوان المسلمين في مصر ستفاقم فقط التوتر على الحدود "ذلك أن الحكم الجديد لن يسارع إلى معالجة الوهن الأميركي في سيناء وسيفضل الانشغال في بالمواضيع الداخلية ولن يطع إمرة الأميركيين".

أما الخبيرة بالشؤون العربية سمدار بيري فكتبت تقول إن قادة المجلس العسكري الأعلى في مصر حاولوا بإصدارهم الإعلان الدستوري المؤقت "تهدئة الروع".

وتابعت بنبرة لا تخلو من سخرية واستخفاف متسائلة: ما هو المسموح للرئيس مرسي؟ ثم تجيب هي نفسها "أن يُعنى بالأزمة الاقتصادية، وأن يحاول تنفيذ الوعود التي نثرها في الحملة الانتخابية في القضايا الملتهبة كالفقر، والبطالة والعمل للأكاديميين، وتشجيع السياحة وملاحقة المستثمرين الأجانب الذين اختفوا من الساحة إثر سقوط مبارك. وما إن يحاول استعراض العضلات، سيطل عليه ضابط عسكري ليبلغه: هذا ليس من صلاحياتك".

وخلص داني آشر -وهو عميد احتياط ومؤرخ مختص بتاريخ الجيوش العربية- في مقال منشور بصحيفة معاريف إلى أن المجلس العسكري الحاكم في مصر سيتخذ "كل الخطوات الدستورية كي يبقي في أيديه المكانة والمواقف التي يستطيع بواسطتها الدفاع عن مصر الحديثة في وجه التدهور أو الغرق نحو دولة الشريعة الإسلامية برئاسة رجال الإخوان المسلمين".

وفي صحيفة إسرائيل اليوم، توقع الكاتب ليعاد بؤرات أن تسوء الأمور كثيرا في مصر. وقال "من المحتمل جدا أن تشتعل مصر من جديد وبخاصة إذا وجد الإخوان المسلمون أن المجلس العسكري الأعلى يعوق مسارهم ويشوش عليهم".