خبر تراشق إعلامى بين القرضاوى ومفتى الجمهورية

الساعة 05:34 م|15 يونيو 2012

وكالات

اجم الدكتور يوسف القرضاوى، رئيس الاتحاد العالمى للعلماء المسلمين فى خطبة الجمعة اليوم بالعاصمة القطرية الدوحة، مفتى الجمهورية الدكتور على جمعة الذى وصفه بأنه نصير أعداء الثورة وأنه اختلط عليه الحق بالباطل، حيث وجه القرضاوى رسالة إلى رجال الأزهر دعاهم فيها إلى تحديد موقفهم من انتخابات مرشحى الجولة الثانية وألاَّ يقولوا نحن على الحياد، مفتيًا بأن الوقوف على الحياد فى هذه الحالة حرام شرعًا.

وقال القرضاوى: رسالتى لرجال الأزهر وعلمائه وشبابه الذين لم يتقيدوا بما تقيد به الشيوخ الكبار: أنادى أبناء الأزهر من الأئمة والوعاظ والمدرسين بأن يقفوا مع الحق وألاَّ يقفوا مع المشايخ الذين التبست عليهم الأمور واختلط عليهم الحق بالباطل ووقفوا مع الباطل، هؤلاء ضائعون، لا تقفوا مع المفتى الذى وقف يناصر أعداء الثورة ويقول للأزهريين: كونوا على الحياد".

وطالب القرضاوى أئمة الأزهر بالمساجد ووعاظه وشبابه بأن يدعوا الناس بالمساجد إلى الحق وانتخاب مرشح الثورة، مؤكدًا أن الوقوف على الحياد فى هذه المرحلة الحاسمة هو حرام شرعًا، وأن من لم يذهب للإدلاء بصوته فى الانتخابات الرئاسية هو بمثابة من يكتم الشهادة، ومن ينتخب مرشح النظام السابق فإنه بذلك يشهد زورًا.

وطالب القرضاوى من يُعرض عليه أموال من النظام السابق لكى ينتخب مرشحهم بأن يأخذوها وينتفعوا بها حتى ولو حلَّفوهم على الطلاق، فإن اليمين هنا باطل، ولكن فى النهاية يجب عليهم أن يشهدوا بالحق.

ومن جانبه قال الدكتور على جمعة -مفتى الجمهورية -: إن الأمة الإسلامية ابتليت منذ فجر التاريخ بعلماء لا يمكن أن ننكر علمهم، لكن ننكر عليهم رغبتهم الجامحة فى أن يصنعوا لأنفسهم بطولات ورقية على حساب القواعد الشرعية، والمصالح المرعية، والحفاظ على نظام المجتمع واستقراره، ومحاولة إقحام ثوابت الدين فى معترك السياسة الحزبية، الأمر الذى يؤدى إلى مزيد من الفرقة والتشرذم باسم الدين.

وأضاف ردًّا على ما قاله الشيخ يوسف القرضاوى خلال خطبة الجمعة التى ألقاها اليوم من مسجد عمر بن الخطاب بالعاصمة القطرية الدوحة: "إن هؤلاء يظنون أنهم حماة الإسلام دون غيرهم، وأنهم هم المسلمون وحدهم، وأنهم العلماء دون غيرهم، ويجب على كل مسلم اتباع آرائهم والسمع والطاعة لهم دون غيرهم، ويعيبون عليهم إذا خالف أحد منهجهم أو طريقة تفكيرهم".

وأعلن جمعة موقفه الحيادى تجاه مرشحى الرئاسة بأن الدين يرعى شئون الأمة، فهو يتعرض للسياسة من هذه الناحية، لكن لا يدخل أبدًا فى السياسة الحزبية ولا علاقة له بلعبة الحزبية، لأن هذه أدوات تتغير بتغير الزمان والمكان، أما ربط الدين بالسياسة بمعناها الحزبى فهو مفسدة للدين وإهانة وظلم له.

وقال إن ما يحركه لاتخاذ موقفه الحيادى هو ضميره حتى لا يؤثر على اختيار الناخبين باسم الدين، ولتعميق معنى الديمقراطية، على العكس ممن يتحركون بدافع انتماءاتهم السياسة بهدف تحقيق مصالح شخصية على حساب المصلحة الوطنية كالشيخ القرضاوى الذى يدفعه انتماؤه للإخوان المسلمين إلى مناصرتهم حتى ولو أقحم بذلك ثوابت الدين فى معترك السياسة الحزبية. موجهًا كلامه للقرضاوى.

ووجه تساؤلاً إلى الشيخ القرضاوى قائلاً: "لماذا لا تتكلم فى القضايا المهمة لتساهم فى نهضة الأمة وبنائها بدلاً من إثارة الفرقة بين الناس فى مصر وتصدر الفتاوى التى لا تخدم إلا تيارًا حزبيًّا معينًا ارتضى أن يدخل قواعد اللعبة الحزبية؟".