خبر تقرير آخر للطيّ- يديعوت

الساعة 08:38 ص|14 يونيو 2012

 

بقلم: ايتان هابر

تقتضي السلامة السياسية ان تصدر عن ديوان رئيس الحكومة ووزير الدفاع في الحال مع نشر تقرير مراقب الدولة أمس تصريحات تقول شيئا من الكلام الطيب عن التقرير وشيئا ما مثل "سندرس التقرير وننفذه". ويقول الناس المذكورون سرا بينهم وبين أنفسهم وجدت من قبل تقارير أشد. ولقد اجتزنا بسلام تلك العقبات وسنجتاز هذه ايضا وستشرق الشمس من الغد ويكون يوم جديد.

ليست مشكلة تقرير "مرمرة" هي مسار اتخاذ قرارات مختل. قد يكون لكن ليس وحده. ان المشكلة هي ان قادة الحكم في الدولة برهنوا للمرة الألف على أنهم لم يستوعبوا الى الآن مقولة: "لا تكن عادلا كُن حكيما". وحينما يواجهون مشكلة بعد اخرى (كالمتسللين من سيناء مثلا) يكون للقادة الكبار دائما حل واحد هو القوة، وليست القوة إلا للجيش الاسرائيلي وحده. فالجيش يُخلصنا والجيش يفك أسرنا. والجيش هو الشفاء لكل مرض.

لا يعرف الجيش الاسرائيلي سوى اطلاق النار، ولا علم له بما يفعل بمشاغبين أتراك يبحرون في سفينة ويحاولون المس بسيادة دولة اسرائيل، والعياذ بالله. وحقيقة انه لم تُعرف قوافل بحرية معادية سابقة الى اليوم – لأن حكومة اولمرت عرفت كيف تعالجها بالعقل لا بالقوة – لا يجب ان تكون أساسا ما لاقتراح عدم استعمال القوة. تقول الحكومة الحالية سنُري الاتراك الأوغاد هؤلاء من هنا البطل والقوي.

يعرف تقرير مراقب الدولة كيف يُبين ان مسار اتخاذ القرارات كان مختلا لكنه لا يعرف ان يقول لنا كيف يتم تبديل القرص في أذهان متخذي القرارات. وهنا يسقط تقرير ميخا لندنشتراوس في البئر التي حفروها له لكن ملاحظات مراقب الدولة مرت واجتازت من فوق رأسي نتنياهو وباراك وهما اللذان يقرران. تُدبر أمور الدولة على هذا النحو منذ 64 سنة. والمراقب يذهب الى بيته وبعده الطوفان.

يُقال الشيء نفسه في تقرير مراقب الدولة في شأن مجلس الامن القومي. كم من التقارير المختلفة كُتبت في هذا الشأن من قبل؟ وأين هي؟ لن يحدث الكثير كما يبدو بعد هذا التقرير، كان مكتبا رئيس الوزراء ووزير الدفاع دائما مركزين رئيسين جامعين للمعلومات. فالمعلومات هي القوة الحقيقية لرئيس الوزراء ووزير الدفاع، واذا أشركا آخرين فيها فسيصبحان مثل شمشون الجبار الذي قصوا شعره. عُين عوزي أراد، وهو انسان طيب نافع، لمنصب رئيس مجلس الامن القومي بجدية وأراد ان يعرف كل شيء وان يحلل ويقترح ويشارك في كل جلسة ويقرر. ولا يحبون في المكتب، كل مكتب، أناسا كهؤلاء.

لا يميل حتى رئيس الوزراء الى تسليم مواليه معلومات سرية جدا، ويصح هذا بيقين على رئيس مجلس الامن القومي الذي بلغت رغباته عنان السماء. ومن الحقائق ان نتنياهو لم يستعمل المناديل الورقية حينما قال عوزي أراد "أنا ذاهب الى البيت". وحذر وريثه يعقوب عميدرور وهو أكثر تواضعا وأكثر دماثة (وما أعظم أهمية هذا)، ألا يدوس أقداما اخرى، وهو يؤدي عمله بطريقة تختلف تماما عن سلفه، ولهذا كان يمكن ان يقول أمس في المذياع وبحق: "لا توجد مشكلات"، وانه راض.

ان التقارير التي أصدرها مراقب الدولة أمس مهمة. وقد يدرسونها في أقسام علم السياسة والرقابة الداخلية. وسيتبنى نتنياهو وباراك عددا من التفصيلات فيها كي لا يُقال انها طُرحت كاملة في أدراج مغبرة. لكن ما بقي اسلوب الادارة والحكام أنهم يعلمون أكثر من الجميع فان التقرير التالي ايضا – قد يكون عن ايران – سيصمد في العناوين الصحفية يوما أو يومين فقط، وبعد ذلك، الله عظيم.