خبر محمود السرسك: نحن كاذبون/ مصطفى ابراهيم

الساعة 08:49 ص|12 يونيو 2012

محمود السرسك نحن كاذبون، نكذب عليك ومستمرون في الكذب، تخوض معركتك ومعركتنا من اجل حريتك وحريتنا وحيدا، شعارنا كلنا محمود السرسك كاذب، هو للتضليل، انت ومن قبلك الاسير البطل خضر عدنان ورفاقك الابطال من ازال المساحيق عن وجوهنا، وكشفتم وهمنا وكذبنا المستفحل اننا لم نعد شعبا واحد توحدنا قضية واحدة.

نضحك عليك وعلى انفسنا بالاعتصامات الاسبوعية الفردية والمناطقية والجهوية والفعاليات الباهتة والأغاني الوطنية والبيانات الفصائيلة، والكلام المنمق القادم من العصور الماضية، احترفنا المقابلات الصحافية والنضال عبر الفضائيات، ونخاف من مشاهدة صورك والاعتراف اننا نزور التاريخ ونشوه نضالنا.

89 يوما ولم نستطع الخروج بمسيرات وتظاهرات كبيرة للتضامن معك وإبراز قضيتك العادلة، من يتضامن معك هم افراد غير موحدين نشاطاتهم غير منسقة وفعالياتهم فردية غير متجانسة، وهناك من بادر لنصب خيمة للتضامن معك، هن عدد قليل من شابات مخيم الشابورة الذي تربيت فيه وبرزت موهبتك الكروية في ازقة وحواري المخيم.

هذا الحد الادنى الذي استطاعنا القيام به، اقل واجب يقدمونه لك، هن يشعرن بالآم والحزن على ما وصل اليه حالنا وحال الاسرى، يوجهن رسائل الى كل الدنيا للتضامن والانخراط في الفعاليات.

صمود محمود وصبره وما يعيشه من معاناة وما يترتب عليه من ضغط نفسي وعصبي له ولعائلته يجب ان لا يستمر، كي لا ينسى هو ورفاقه من الاسرى الابطال هم الوقود الذي يدافع عن حريتنا وكرامتنا، وهؤلاء هم من ضحوا بحياتهم ووثقوا بنا ونحن خذلناهم مرات، هؤلاء الذين يعانون يوميا وينتظرون الموت البطيء ومعاناتهم لا تتوقف.

هؤلاء هم سر قوتنا، وهم يقدمون خير عطاء، هم من يحملون بداخلهم شعلة التحدي للاحتلال والظروف الصعبة الذين يعيشونها، هم الاقوياء ونحن الضعفاء امامهم، نكذب عليهم ولا نعلم كيف يقضون الليالي وكم ليلة بعضهم نام وهو يتألم من الوحدة وفراق الاحبة من الاهل والأصدقاء.

وربما نام بعضهم او كلهم وهو يبكي على حاله، ويشعر بالقهر والإذلال والعجز لعدم تضامننا معه ونصرته والشعور بمعاناته، ويرفضون ان يظهروا بأنهم اذلاء او مهزومين امام انفسهم وأمام جلاديهم.

هم طوال سنوات احتجازهم منوا انفسهم بالصبر وانتظار وعودنا، واعتقدوا فينا الاخلاص والوفاء، وصبروا وتحدوا الاحتلال والأوضاع القاسية لثقتهم الاكيدة بأنهم على صواب في تحدي الاحتلال وقلة الحيلة، وان هناك اهداف سامية لقهر الظلم والاحتلال.

صمتوا طويلا ليس خوفا من الاحتلال بل صبرا وتحدياً، وتربوا على عزة النفس ولو نعلم جميعا ما هو مخفي في صدورهم لانحنينا جميعا لتقبيل الارض التي يدوسون عليها.

لم يشعروا بطعم الفرح، يبكون بصمت كي لا ينكشف سر حزنهم العميق على حالهم وحالنا الذي وصلوا اليه.

هؤلاء هم المنسيون، نسينا تاريخهم ومواقفهم البطولية المشرفة، وصبرهم وصمودهم وقدرتهم على التحمل، هم لا ينتظرون مكافأة، هم ينتظرون الوفاء والتضامن، هؤلاء يتم استغلالهم للمزايدة والمتاجرة في قضيتهم من بعضنا، وهم من يتعرضون للظلم وعدم مشاركتهم همومهم، والمعاناة التي يتعرضون لها.