إحدى قرى اللطرون المدمرة و المهجرة

خبر أبو وسيم يروي تفاصيل الخروج من « يالو » المقدسية في عام النكسة

الساعة 11:31 ص|09 يونيو 2012

رام الله

لا يتذكر "أبو وسيم" 50 عاما، الكثير من تفاصيل خروجه و عائلته من قريته يالو المقدسية، إلا ان ذاكرته تحتفظ بعض القصص التي رددت لاحقا على طوال 45 عاما من التهجير....

قريته "يالو" إلى جانب قرى عمواس و بيت نوبا، و المعروفة باسم قرى اللطرون" هجرت في العام 1967 بالكامل، و دمرت و مسحت عن الأرض، و ضمت إلى ما يسمى ب"إسرائيل"، رغم وقوعها في الضفة الغربية.

يقول أبو وسيم، وهو رئيس جمعية يالو:" خرجت و عائلتي المكونة من سته أطفال ووالدي و جدي وجدتي من منزلنا بعد اقتحام القرية من قبل الدبابات الاحتلال، و خلال خروجنا كانت الطائرات تقصف المنازل".

التقى أهالي القرى الثلاث في مدينة رام الله، بلا متاع و لا طعام، و عندما حاول سته من أهالي يالو العودة الى منازلهم لجلب الطعام الأطفال و النساء الذين تجمعوا تحت الشجر، قتلوا على الفور.

و بحسب رواية الأهل و أشقائه الأكبر منه سنا، تعرض كل من رفض الخروج أو تأخر بسبب عجزه أو مرضه للقتل المباشر، لم يرحم الجنود أحد و كانت الأوامر لديهم بعدم إبقاء أحد في القرى.

بقي الأهالي تحت الشجر لأيام، و حينما انتهت الحرب كانت قوات الاحتلال أنهت تدمير القرى الثلاث بالكامل، و لم تبق بيتا قائما، فنزح الأهالي من الضفة الى الأردن، و بقي القليل منهم في قرى رام الله الغربية.

يقول أبو وسيم ان قوات الاحتلال حاولت مرارا و خلال 20 عاما السيطرة على القرى الثلاث، و كان الأهالي واعون لهذه الأطماع ففشلت كل المحاولات، إلا ان حجم الإرهاب في العام 1967 أجبرهم على الرحيل.

يتذكر أبو وسيم حين وصولهم الى رام الله أن إحدى شقيقاته بقيت في المستشفى لثلاث أشهر تتعالج من الجفاف الذ أصابها خلال الخروج من القرية، حيث شمس حزيران الحارقة، و الطريق الطويلة.

كما أن جدته، وبعد وصولهم إلى رام الله أصيبت بشلل جراء المناظر المروعة التي شاهدتها حيث كان الجنود يقتلون كل من يقابلهم:" قتل احدى الجنود جار لنا يدعى "عيسى زياد" بطريقة وحشية، وكان لك على مرأى من جدتي".

الأهالي عرض عليهم التعويض فور خروجهم من القرية، إلا أنهم رفضوا أيه عروض بالتعويض أو الأرض البديلة، رغم عدم الاعتراف بهم كلاجئين في حينه، ويصرون على العودة إلى أرضهم الأصلية التي هجروا منها.

زار أبو وسيم بلدته المدمرة أكثر من مرة، و كانت حكايات والده الأثر الكبير في نفسه و أشقائه، و دافعا لمزيد من التمسك بالعودة و لو بعد حين.

يقول أبو وسيم:" قرى اللطرون قرية لها تاريخها و جماليتها، و خاصة أنها تحوي العديد من الأضرحة "الصحابة و الأولياء، و تحتوي على العديد من الآبار الارتوازية، الى جانب أهمية موقعها على خطين دوليين".

أبو وسيم و باقي أهالي قرى اللطرون لم يزوروا قراهم منذ أكثر من ثمانية سنوات، حتى فصلهم الجدار عن ما تبقى لهم منها ومنعهم الاحتلال من دخولها منذ بداية الانتفاضة و بناء الجدار العازل.