خبر ائتلاف ذو رأس في الرمل.. هآرتس

الساعة 04:57 م|04 يونيو 2012

بقلم: شاؤول اريئيلي

(المضمون: تدفن حكومة اسرائيل الحالية رأسها في الرمل كالنعامة في تعامي عما يحدث في الداخل والخارج - المصدر).

"بعد ايلول سيأتي تشرين الاول". على هذا النحو، وبصلف ممزوج بالتهكم، تناول في السنة الماضية بعض وزراء الحكومة وقيادة يهودا والسامرة نية الفلسطينيين التوجه الى الامم المتحدة طالبين الاعتراف بدولتهم. "لن يأتي تسونامي لأنه لن يكون أي زلزال"، أضافوا وأبطلوا تحذير وزير الدفاع اهود باراك وكثيرين آخرين. ويعبر هذا التناول عن التصور الازماتي الذي يوجه صورة تفكير حكومة نتنياهو وعملها التي "تطفيء الحرائق"، لكنها لا تفعل شيئا لمنعها – وتطلق طائرة السوبر تانكر سريعا لكنها ما تزال تهمل جهاز اطفاء الحريق. وهكذا نجح في ايلول 2011 تجنيد عام لمكتبي رئيس الوزراء ووزير الخارجية في افشال الاجراء الفلسطيني وادخاله في جمود استمر الى هذه الايام، لكن الواقع السياسي في الخارج والاجتماعي في الداخل ما يزالان يهددان اسرائيل.

ان المجتمع الدولي في القرن الواحد والعشرين المؤلف من حكومات الى جانبها مجتمعات مدنية واتحادات ضخمة ذات علم يتناول الاتجاهات أكثر مما يتناول الاحداث النقطية. ان "ايلول" لم يؤثر أي تأثير في المستنقع الاسرائيلي الفلسطيني لكن ما إن مرت سنة حتى أصبحنا نشهد الامواج الاولى التي تضربنا. وحتى لو تجاهلنا وبحق القرارات المتناقضة الاخيرة لتركيا المتعلقة بأحداث مرمرة، فلن نستطيع ان نلزم موقفا مشابها من القطيعة الثقافية والاكاديمية التي أخذت تتسع علينا في بريطانيا وفي دول اخرى، وان نتظاهر بأننا لم نسمع اعلان حكومة الهند بأنه يفضل ألا يأتي اهود باراك الى المعرض الامني الذي تقيمه بسبب "حساسية الوضع السياسي".

ان تصنيف اسرائيل ايضا في الاستطلاع الذي تم في 22 دولة على أنها الرابعة بين الدول المكروهة أكثر من غيرها الى جانب كوريا الشمالية وبعد ايران، لم يعد من الممكن ان نفسره بمعاداة السامية أو بمؤامرة العالم الاسلامي، ويتبين ان قانون القطيعة الذي أجازته الكنيست لا يخيف حكومة جنوب افريقيا التي أعلنت انها ستحظر اعلام منتوجات المستوطنات المسوقة فيها بعلامة الانتاج الاسرائيلي، ولا شبكة المجمعات التجارية السويسرية "ميغروس" التي اعلنت هذا الاسبوع بأنها ستعلم السلع الآتية من المستوطنات ومن شرقي القدس بعلامات من اجل الشفافية وراحة زبائنها.

يجب ان يفهم نتنياهو وحكومته ان الحديث عن اتجاهات أخذت تقوى وإن احتاج ذلك الى مدة طويلة جعلت من الصعب علينا نحن الاسرائيليين ان نرى الامور الرؤية الصحيحة. ويشبه ذلك بالضبط المسارات التي مر بها المجتمع الاسرائيلي في السنين الاخيرة في الوقت الذي كان غارقا فيه في برنامج "الأخ الكبير" وتلك هي: المس بقيم الديمقراطية وبسلطة القانون، وظاهرة العنصرية في اسرائيل التي أخذت تجد التعبير عنها في الفترة الاخيرة بصورة اخذت تزداد قوة بسلسلة طويلة من القوانين واقتراحات القوانين في الكنيست، وبتصريحات اعضائها وسلوكهم في جلساتها وخارجها، وفي جعل الدين والارض فوق الدولة، وعدم تحقيق أقضية المحكمة العليا ومحاولة الالتفاف عليها بقوانين لاهداف سياسية ضيقة. وتسجل الى جانب تلك ارقام قياسية في العنف العنصري الذي يتجلى في جملة ما يتجلى فيه في ملاعب كرة القدم ومظاهرات مناكفة للمهاجرين من افريقيا.

ان حكومة نتنياهو المشلولة التي لا تريد ولا تقوى على اجتياز اخلاء ميغرون وحي الاولبانه، نجحت بضمها كديما في كسب بضعة اشهر اخرى تستطيع فيها ان تدفن رأسها في الرمل. لكنها ستُمكن جميع هذه الاتجاهات في الداخل والخارج من ان تقوى وتهدد منعة اسرائيل ومكانتها.