خبر مختصون: نستغرب صمت الصليب الأحمر عن جرائم الاحتلال تجاه الأسرى

الساعة 02:57 م|03 يونيو 2012

غزة (خاص)

في الوقت الذي تحظى فيه مؤسسة الصليب الأحمر الدولي من موقع كبير يخولها بالتدخل لدى سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" للاستجابة لمطالب الأسرى في سجونه، وخاصة المضربين منهم عن الطعام لأكثر من شهرين كالأسيرين السرسك والريخاوي واللذان يعانيان ظروفاً صحية صعبة، إلا أن الصليب لم يصدر أي بيانٍ يكشف فيه عن وضع الأسيرين ويكشف مدى انتهاك "إسرائيل" للقانون الدولي واتفاقية جنيف الخاصة بالأسرى، الأمر الذي جعل من المختصين والمتابعين لشأن الأسرى بالتساؤل عن سبب صمت هذه المؤسسة الدولية عن جرائم الاحتلال ضد الأسرى رغم ما تتمتع به من حصانة دولية.

يقول الأسير المحرر ومدير إذاعة الأسرى في غزة طارق عز الدين لمراسل "فلسطين اليوم" :"إن الصليب الأحمر يتذرع دائماً بأنه يعمل بشكل سري وتحت الأرض ويقوم بكتابة تقارير ورفعها للسلطات المسؤولة، لكننا على أرض الواقع لم نرى من الصليب أي متابعة لمعظم القضايا التي يقوم بالاطلاع عليها داخل سجون الاحتلال.

وأضاف، بأن هناك كثير من القضايا التي تقدم فيها شكاوي لدى الصليب الأحمر ووعد بمتابعتها لكننا لم نرى أي حلول أو أي إجابات سلبية أو ايجابية.

وأوضح أن ما يقوم به الصليب الأحمر فقط هو نقل رسالة بين الأسير وذويه، وهو أمر ملموس لعمل الصليب، لكن هناك الكثير من القضايا التي تابعناها مع الصليب خلال اجتماعات معه مثل المتابعات الطبية للأسرى المرضى، وإجراء فحوصات وتقديم تقارير للأسير أو لإدارة السجون لم ينفذ منها شيء، وإنما يقوم طبيب الصليب الأحمر بفحص الأسير وتقديم التقارير لجهات مجهولة.

وقال أن القضايا كثيرة، ونطالب الصليب بأن يقوم بدوره المنوط به، وطالبه بإصدار موقف واضح تجاه قضايا الأسرى في سجون الاحتلال وخاصة القضايا التي توجد فيها مخالفة من قبل الاحتلال للقوانين والتشريعات الدولية.

وفي السياق ذاته، تساءل صابر أبو كرش مسؤول مؤسسة واعد للأسرى عن سبب صمت مؤسسة الصليب الأحمر الدولي عن جرائم الاحتلال بحق الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال.

وقال أبو كرش لمراسل "فلسطين اليوم":" إن الصليب الأحمر صامت على جريمة ترتكب أمام مرأى ومسمع العالم، في الوقت الذي يجب أن يكون له موقف من ذلك بحكم موقعه كمؤسسة دولية عملها إنساني وقانوني.

وأضاف أننا كنا متوقعين من الصليب الأحمر أن يكون له موقفاً منطلق من موقعه الحقوقي والإنساني وأن يتدخل بشكل مباشر تجاه ما يجري من انتهاكات على القانون الدولي وفي وضح النهار من قبل سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" تجاه الأسرى الفلسطينيين، لكننا لم نسمع منه أي موقف.

وأوضح أن الأسير جعفر عز الدين والذي خاض إضرابا مفتوحاً عن الطعام، أرسل رسالة من السجن في اليوم 36 لإضرابه أكد فيها بأنه لم يرى أي شخص من الصليب الأحمر قام بزيارته.

وقال :" إن اللجنة الدولية لها وزنها الكبير، وأتساءل لماذا تصمت عما يجري في سجون الاحتلال تجاه الأسرى؟.

بدوره أكد نشأت الوحيدي ممثل حركة فتح في لجنة الأسرى للقوى الوطنية والإسلامية لمراسل "فلسطين اليوم"، أن هناك تقصير كبير من قبل المنظمات الدولية والإنسانية ومن بينها اللجنة الدولية للصليب الأحمر خاصة والأسرى الفلسطينيين يتعرضون في سجون الاحتلال لسلسلة من الممارسات والانتخابات وبرامج الموت الإسرائيلية متعددة الأوجه العنصرية. "من بينها سياسة العزل الانفرادي والحرمان من الزيارة والاعتقال الإداري والحرمان من العلاج إلى جانب الحرمان من النوم نتيجة الاعتداءات المتواصلة على الأسرى والتي كان آخرها اليوم حيث اعتدت إدارة السجون على أسرى سجن عوفر.

وطالب الوحيدي اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن تقوم بواجباتها بشكل جاء ومسؤول بعيداً عن الشارات الرنانة في الدفاع عن حقوق الإنسان والانتصار لنصوصها الإنسانية التي ترفعها في كافة المحافل الدولية.

وقال:" لا أرى طعماً لأي احتفال ولا أدري كيف تحتفل الأمم المتحدة والصليب الأحمر بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وحقوق الإنسان تُداس تحت أسنة القرارات والقوانين "الإسرائيلية".

من جانبه قال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة أيمن الشهابي لـ "فلسطين اليوم" :" إن اللجنة الدولية تقوم بدورها بتنظيم زيارات للأسرى وترفع التقارير للجهات المسؤولة وتذكرها بالمعايير والقوانين الدولية.

وقال :" إن دورنا يقوم على متابعة هؤلاء الأسرى في السجون "الإسرائيلية" ويوجد طاقم طبي يقوم بزيارة المعتقلين الفلسطينيين داخل السجون "الإسرائيلية" ويبلغ السلطات المسؤولة بالمعايير التي يجب أن تطبق على هؤلاء الأشخاص.

وأضاف أن اللجنة الدولية تلتقي دوماً مع المسؤولين الإسرائيليين بشكل سري وتناقش معهم القضايا وتذكرهم بما يجب أن يقوموا به دون أن تعلن ذلك بشكل رسمي. كون مهام اللجنة هو عمل إنساني وحيادي.

وأكد الشهابي على تمسك اللجنة بمبادئها وهي الحيادية والانسانية، موضحاً أن شعور أهالي المعتقلين الفلسطينيين الذين يلقوه على اللجنة نتفهمه.

وبخصوص زيارات أهالي المعتقلين في قطاع غزة، أوضح الشهابي بأنه لا يوجد جديد في هذا الموضوع، وأن اللجنة مازالت تنتظر الإشارة من الجانب الاسرائيلي لبدء تنظيم الزيارات.