خبر مصر: لا مؤشرات حسم في المرحلة الأولى من الانتخابات

الساعة 05:14 م|24 مايو 2012

القاهرة

ادلى المصريون لليوم الثاني والاخير باصواتهم لاختيار خليفة الرئيس المخلوع حسني مبارك في اول انتخابات تعددية في تاريخهم تشهد تنافساً محموماً بين مرشحين اسلاميين ومسؤولين سابقين في النظام سيتطلب حسم السباق بينهم جولة انتخابية ثانية.

وتشكلت مجدداً الطوابير امام لجان الاقتراع في القاهرة ومختلف المحافظات فيما بدا من الصعب التكهن بأي مؤشرات لنتائج التصويت بعد اليوم الاول للاقتراع وذلك بسبب احتدام المنافسة بين المرشحين الخمسة الرئيسيين.

ومن بين هؤلاء اثنان كانا مسؤولين سابقين في عهد الرئيس السابق هما وزير الخارجية الاسبق الامين العام السابق للجامعة العربية عمرو موسي وآخر رئيس وزراء في عهد مبارك، القائد الاسبق للقوات الجوية أحمد شفيق.

وينتمي مرشحان اخران الى التيار الاسلامي: عبد المنعم ابو الفتوح الذي انشق عن جماعة الاخوان المسلمين ويتبني خطاباً اكثر اعتدالاً ومرشح الجماعة محمد مرسي، اما المرشح الخامس فهو الناصري حمدين صباحي.

وصرح وزير الداخلية اللواء محمد ابراهيم ان اجهزة الأمن "رصدت ووصلت اليها معلومات عن بعض محاولات لافتعال مشاجرات لافساد العملية الانتخابية وتخويف الناخبين لاحداث عزوف عن الانتخابات وتم مواجهة ذلك بكل قوة وحزم" من دون ان يذكر مزيداً من التفاصيل.

واضاف ان "اليوم الاول شهد بعض المخالفات البسيطة والتجاوزات وتم اتخاذ الاجراءات القانونية" اللازمة.

وقررت اللجنة العليا للانتخابات تمديد الاقتراع لمدة ساعة لينتهي في التاسعة مساء (19,00 توقيت غرينيتش) بدلاً من الثامنة (18,00 توقيت غرينيتش) لتزايد كثافة الناخبين بعد الغروب بسبب ارتفاع درجة الحرارة اثناء النهار.

ويأمل المصريون ان تضع الانتخابات الرئاسية نهاية لحالة الاضطراب السياسي والامني الذي شهدته البلاد خلال الفترة الانتقالية وانعكس سلبا على الاوضاع الاقتصادية لهذا البلد نتيجة تراجع كبير للاستثمارات وللسياحة خصوصا.

غير ان العديد من الشباب المصري الذي شارك في الثورة التي اطاحت مبارك توعدوا بالنزول الى الشارع اذا ما نجح خصوصا احمد شفيق الذي يتهمونه بالتورط في ما يعرف ب"موقعة الجمل" في اشارة الى الجمال التي استخدمت للهجوم على المتظاهرين في ميدان التحرير في الخامس من شباط(فبراير) 2011، قبل ايام من سقوط مبارك.

وتعرض شفيق للاعتداء من عدد من الاشخاص مساء الاربعاء عقب خروجه من لجنة الاقتراع التي ادلى فيها بصوته وقذفه البعض بالاحذية.

ويتوقع ان تكون نسبة الاقبال اليوم اكبر مما كانت عليه الاربعاء اذ قررت الحكومة منح اجازة رسمية لكل العاملين فيها حتى يتمكنوا من المشاركة في الاقتراع.

وامام مدرسة تحولت الى مركز اقتراع في حي مصر الجديدة، كان مئات من الناخبين ينتظرون في هدوء دورهم للادلاء بأصواتهم.

وقالت دينا البدري (26 سنة) "انني سعيدة جداً لاننا نختار رئيسنا. جئت لاقترع مساء امس لكن الطوابير كانت طويلة للغاية فعدت الى المنزل".

وتعلن نتائج الجولة الاولى للانتخابات رسمياً في 27 ايار(مايو) المقبل لكن ينتظر ان يعلن المرشحون قبل ذلك النتائج التي سيجمعها مندوبهم من 13 الف مكتب اقتراع في مختلف انحاء البلاد.

ويرجح المعلقون الا يتمكن اي مرشح من الحصول على الاغلبية المطلقة في الجولة الاولى وهي 50 في المائة زائد واحد والا تحسم النتيجة الا في جولة الاعادة في 16 و17 حزيران(يونيو) المقبل بين المرشحين اللذين سيحصلان على اعلى الاصوات.

ومن شأن نتيجة الانتخابات ان تحدد توجهات السياسات الداخلية والخارجية لمصر خلال السنوات الاربع المقبلة.

ورغم تعهد كل المرشحين بلا استثناء بالالتزام بمعاهدة السلام المبرمة مع اسرائيل عام 1979، الا ان بعضهم يريد علاقات افضل مع ايران وتركيا والعالم الاسلامي و"اكثر استقلالاً" عن السياسة الاميركية في المنطقة.

واشادت الصحف المصرية  باول انتخابات رئاسية "حرة وديموقراطية" في تاريخ مصر بعد اليوم الاول لعملية الاقتراع التي جرت في هدوء و"فرحة" رغم الشكوك التي تحيط بمستقبل هذا البلد.

ونشرت جميع الصحف صوراً لناخبين ينتظرون مبتسمين في صفوف طويلة للادلاء باصواتهم.

الصحف المصرية و استحقاق الرئاسة

جريدة "الاهرام" التي كانت سابقا الصوت المدافع عن نظام مبارك عنونت "الشعب يسترد ارادته الحرة". واعتبرت ان هذا "المشهد يعكس اصرار المصريين على بناء نظام قوي عماده الديموقراطية والحرية".

من جانبها تساءلت صحيفة "المصري اليوم" المستقلة عن صلاحيات الرئيس الجديد بعد تعليق دستور 1971 وعدم وضع دستور جديد للبلاد حتى الان بسبب الخلاف على اللجنة التاسيسية.

وقال المحرر "في مصر الان هناك آمال كبيرة من قبل المواطنين والمؤسسات معلقة في رقبة الرئيس فاذا صارت الامور الى الافضل سيتم ارجاع الامر الى الرئيس واذا حدث العكس سيتم تعليق كل اخفاق في رقبة الرئيس".

واضاف "الخلاصة ان البديل للنظام القديم لم يتبلور بعد ... وفي كل الاحوال نستطيع ان نقول اننا اجتزنا اختبارا صعبا واننا على طريق الصواب ولا يسعني الا القول: للامام".

وتعهد المجلس العسكري، الذي يتولى السلطة منذ اسقاط مبارك والذي تعرض لانتقادات شديدة بسبب ادارته المرتبكة للمرحلة الانتقالية، بتسليم السلطة الى رئيس منتخب قبل نهاية حزيران(يونيو).

الا ان العديد من المحللين يرون ان الجيش، الركيزة الاساسية للنظام منذ سقوط الملكية عام 1952 الذي يملك قوة اقتصادية ضخمة، سيبقى له دور قوي في الحياة السياسية.