خبر تفاصيل وكواليس اللقاءات التي سبقت الإعلان المفاجئ لاتفاق فتح وحماس

الساعة 05:43 م|21 مايو 2012

غزة

كشف الدكتور احمد يوسف ،القيادي في حركة حماس ، عن تفاصيل الاتصالات وكواليس لقاء اللحظات الاخيرة، التي مهدت للتوصل الى اتفاق بين حركتي فتح وحماس، يقضي اعتبارا من السابع والعشرين من الشهر الجاري، بالشروع بسلسلة خطوات لانهاء الانقسام، تبدأ بفتح مكاتب لجنة الانتخابات المركزية في قطاع غزة، وتنتهي باجراء الانتخابات الرئاسية، والتشريعية ،وانتخابات المجلس الوطني ،في غضون 90 يوما من تاريخ صدور المرسوم الرئاسي باجراء الانتخابات .

واكد يوسف على قيام مصر باجراء اتصالات مكثفة مع رئيس السلطة محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس، لتذليل العقبات امام التوصل لاتفاق ينهي الانقسام ، مشيرا الى انه لم يعلن عن الاتفاق لحظة التوصل اليه قبل اسابيع خشية الغوص في التفاصيل امام وسائل الاعلام.

وكشف يوسف عن لقاءات جمعت الرئيس محمود عباس ،برئيس المكتب السياسي لحركة حماس في القاهرة، خلال الاسابيع الماضية ، بترتيب من المخابرات المصرية، ناقشا خلالها العديد من القضايا العالقة ، بما فيها ايجاد حلول لازمتي الكهرباء والوقود في القطاع ، والاتفاق على توفير متطلبات الدعم والاسناد لاضراب الاسرى في السجون الاسرائيلية.

كما كشف عن دور كبير اضطلعت به المخابرات المصرية لجسر الفجوات عبر وضع حزمة بنود مع ضمانات لإلزام الطرفين بالاتفاق الذي تعطل لأسباب مختلفة منها الانتخابات الداخلية لحركة حماس، وجولات الرئيس محمود عباس الخارجية.

وقال :ان طرفي الانقسام توصلا الى قناعة بانه لا يمكن التوصل للمصالحة دون تقديم تنازلات من كلا الطرفين، بما يخدم إنهاء هذا الملف،باعتباره متطلبا دوليا لا يمكن استقطاب الدعم الدولي لمطلب اقامة الدولة بدون توحيد الوطن ، وقد لعب الجانب المصري دورا كبيرا في تقريب وجهات النظر بين الطرفين اللذين اصبحا على قناعة تامة بأن الوضع العام يتردى وانه لا بد من استدراك الحال والمحافظة على الوحدة الوطنية، وقطع الطريق على الاعتداءات الإسرائيلية من استيطان وتهويد ،وعدوان متواصل على القطاع وغيره.

واعتبر يوسف أي انتقادات قد تصدر من أي قيادي بحماس في غزة للاتفاق لا تعبر بالضرورة عن الموقف العام داخل الأطر القيادية المختلفة في الحركة، او ترتبط ببعد أو قرب هذا الشخص او ذاك من مركز صنع القرار.

وتابع "ما كان لهذا الاتفاق أن يتم دون أن التوافق عليه من جميع الأطر القيادية في الحركة التي منحت، الدكتور موسي أبو مرزوق تفويضا كاملا لانهاء هذا الملف، ولا أتوقع أن تخرج أي انتقادات من أي قيادي لهذا الاتفاق الذي يحظى باجماع داخل الهيئات القيادية الجديدة للحركة.

وقال يوسف ان جزءا من الزيارات التي قام بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس "خالد مشعل" للقاهرة مؤخراً كان بهدف التفاهم ودراسة البنود التي أعدتها مصر للتوقيع عليها، اضافة الى مناقشة الوضع الداخلي ومتابعة موضوع الأسرى وتدويل قضيتهم بالتنسيق مع الجامعة العربية.

ونفي د. يوسف، أن تكون زيارات قائد الجناح المسلح لحماس "أحمد الجعبري"، للقاهرة مرتبطة بملف المصالحة، مؤكداً أنها تأتي في إطار التواصل مع الجانب المصري بصفته الراعي لاتفاق صفقة وفاء الأحرار ومتابعة قضية الأسرى بعد إخلال الاحتلال الإسرائيلي ببنود الاتفاق.

وأكد يوسف، عزم حماس والحكومة بغزة لتهيئة الأجواء أمام لجنة الانتخابات المركزية لإتمام عملها وتحديث سجل الناخبين والبدء بالإجراءات اللازمة بانتظار المرسوم الرئاسي لتحديد موعد الانتخابات العامة في الأراضي الفلسطينية بعد 6 أشهر من تشكيل الحكومة التي ستبدأ مشاورات تشكيلها في 27 مايو الحالي.

وتوقع يوسف، أن يعقد لقاء بين الرئيس محمود عباس و خالد مشعل خلال 10 أيام في القاهرة برعاية مصرية .

وحول الانتخابات الداخلية في حركة حماس، قال يوسف: ان الايام المقبلة ستشهد الإعلان رسمياً عن نتائجها، وقد لوحظ الحضور الكبير للشباب في كافة الأطر القيادية وكذلك مجالس الشورى وحتى المجالس التنفيذية، وهو على عكس ما كانت تفرزه نتائج الانتخابات خلال السنوات الماضية".

وأضاف "باعتقادي أن خالد مشعل، ونائبه الدكتور موسي أبو مرزوق، سيستمران في تولي مناصبهما الحالية، وبالتأكيد هناك تغييرات في وجوه المكتب السياسي لكنها ليست بعيدة عن الخريطة السياسية لحماس"، رافضاً الإفصاح عن المزيد من التفاصيل.

واختتم يوسف حديثه بالقول: الاتفاق لم يفاجئني شخصياً فمنذ الثاني من مايو ايار الحالي قلت بأن الأيام القادمة ستحمل بشرى للشعب الفلسطيني بتتويج تفاهمات الدوحة والقاهرة إلى خطوات عملية على الأرض.