تشمل كُنُساً وأنفاقاً ومعارض أثرية تعرض التاريخ وفق الرؤية اليهودية

خبر في ذكرى احتلال القدس: الحفريات تدمير تدريجي للبلدة القديمة

الساعة 05:06 م|20 مايو 2012

القدس المحتلة

بعيدا عن الأضواء تواصل آلة الحفر الصهيونية شق طريقها أسفل مدينة القدس, حتى باتت تشكل مدينة أخرى مكونة من الأنفاق تحت القدس فقد تم حفر شبكة كاملة من الأنفاق والقنوات في السنوات الأخيرة.

وتهدف هذه الحفريات إلى تحويل أسفل الأقصى ومحيطه إلى مناطق عبادة لليهود، مع إمكانية وصل هذه المناطق السفلية والمحيطة بالأقصى ببعضها، والسيطرة على أجزاء من الأقصى، أو تركه ينهدم بفعل أي هزة طبيعية نتيجة الحفريات التي تنخر أساساته، عندها تكون الفرصة الذهبية لبناء الهيكل مكانه, ويترافق ذلك مع سعي يهودي مستمر، لإثبات نوع من الأحقية التاريخية لليهود في القدس.

وأشارت إذاعة الاحتلال في تقرير لها بمناسبة ذكرى احتلال القدس خلال نكسة عام 1967,  إلى أن المؤسسات القائمة على الحفريات كثفت في السنوات الأخيرة نشاطاتها, وأن هذه الحفريات أفضت إلى اكتشافات غيرت كتب التاريخ, على حد زعمها.

وادعى "دورون بن عامي" مدير ما يسمى بالحفريات التاريخية تحت مدينة القدس, أن الحفريات التي تجريها مؤسسته كشفت عن مباني تعود إلى الحقبة البيزنطية والحقبة الرومانية وأنه تم اكتشاف مبنى تبرز أسفله جدران الهيكل الثالث.

وذكرت إذاعة الاحتلال أن الحديث يدور عن أكبر مواقع الحفريات في العالم ولكن أغلب السياح الذين يتجولون في المنطقة يمرون منه دون أن يعلموا ما الذي يجري تحت الأرض فعلى مدار سنوات طويلة قام دورون وطاقمه بالحفريات وعثروا على أثار تدل على تاريخ القدس خلال حقبات التاريخ المتلاحقة, ورغم ذلك لم يتم العثور حتى الآن على ما يدعم أو يعزز الرواية الصهيونية حول تاريخ المدينة لذا فإن الحفريات ستتواصل.

وأشارت الإذاعة إلى أنه بجانب الحفريات المكثفة التي تجري في مدينة القدس هناك موقعان للحفريات يشرف عليهما عالم الآثار "يوفال باروخ" الأول بالقرب من ما يسمى "معيان هشلوخ" والموقع الثاني والذي تحول إلى أكثر الأماكن جذبا للسياح الأجانب في مدينة القدس وهو ما يسمى بموقع قناة التصريف والتي تبعد مدة 45 عن باطن الأرض.

وزعم المسئول عن الحفريات في هذا الموقع أنه تم العثور على الحجارة الأولى التي بني منها الهيكل "المزعوم" بالإضافة إلى آثار أخرى تتعلق بعصور مختلفة مرت بها المدينة.

وكان خطيب المسجد الأقصى الشيخ الدكتور عكرمة صبري قد أكد أن معظم ما تم اكتشافه هي آثار إسلامية, أو لا شيء يدلل على صدق الرواية الصهيونية, علما أن المؤسسة الإسرائيلية تتعمد تزييف حقيقة الآثار التاريخية التي يتم اكتشافها في حقبات سبقت الحقبة الإسلامية من خلال لبسها بأحداث مفبركة وربطها بالرواية الإسرائيلية.

ومن الواضح أنه عندما كانت تكتشف أية طبقة من الآثار الإسلامية كانت تلقى الإهمال والضياع والتدمير أثناء البحث في طبقات أعمق وأقدم، ونادراً ما كان يتم توثق الحفريات الإسلامية، وإذا وثقت تبقى بعيدة عن النشر والدراسة والتعميم على المؤسسات العلمية.

ويشار إلى أنه يوجد اليوم تحت وحول المسجد الأقصى المبارك نحو 25 حفرية معروفة، 12 منها نشطة، و13 مكتملة، تشمل كُنُساً وأنفاقاً ومعارض أثرية تعرض التاريخ وفق الرؤية اليهودية. وهي على الشكل الآتي:

1. حفريّات الجهة الجنوبيّة:

وهي تهدف إلى خلق ما يُسمّى بـ"مدينة داود"، وهي مدينةُ تمتدّ بحسب الادعاءات الإسرائيلية من مجمّع عين سلوان جنوباً وحتى أسوار المسجد الأقصى شمالاً، والجهة الرئيسة المسؤولة عن الحفريّات في جنوب المسجد هي جمعيّة "العاد".

2. حفريّات الجهة الغربيّة:

تقع فيها معظم المزارات، ومنها يمرّ الطريق الذي يصل بين جنوب هذه المدينة في سلوان وشمالها عند درب الآلام، وفيها أيضاً تقع معظم مداخل هذه المدينة، وتُعدّ جمعيّة "الحفاظ على تراث الحائط الغربيّ" المسؤول الرئيس عن الحفريّات في هذه الجهة، وفي الفترة الأخيرة بدأت جمعيّة "عطيرت كوهينيم" تنشط أيضاً هناك.

3. حفريّات الجهة الشماليّة:

تتركّز في الزاوية الشماليّة الغربيّة للمسجد الأقصى، وتحديداً في منطقة المدرسة العمريّة الملاصقة لدرب الآلام، حيث يدّعي الاحتلال وجود ما يُسمّى بـ"بركة القبّرة"  أو العصفور تحت المدرسة العمريّة.