خبر ترتيب بدلا من تحريض-هآرتس

الساعة 08:30 ص|20 مايو 2012

ترتيب بدلا من تحريض-هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

الاحداث الجنائية الشديدة التي وقعت مؤخرا في جنوب تل أبيب أعادت مسألة مهاجري العمل واللاجئين الى مركز الخطاب العام. دور اللاجئين الافارقة المزعوم في حالات الاغتصاب والسطو أحدث سلسلة من ردود الفعل اللفظية الخطيرة والاقتراحات المتزلفة للجمهور من جانب السياسيين. وقد بالغ وزير الداخلي ايلي يشاي حين اقترح "ادخالهم جميعا، دون استثناء الى سجن أو منشأة مكوث"، اعطائهم منحة مغادرة وطردهم الى بلدانهم.

        زعيم شاس يستغل مشاعر الغضب والقلق في أوساط الجمهور كي يدفع الى الامام رؤياه في أن يغلق تماما بوابات دولة اسرائيل في وجه من ليسوا يهودا. كان يمكن التوقع من يهودي أن يمتنع عن وصم عشرات الاف الناس الكادحين، الذين وصل الكثيرون منهم الى حد الجوع، والقاسم المشترك بينهم هو لون جلدتهم. يجدر بيشاي أن يحفظ عن ظهر قلب ما قاله أبونا ابراهيم حين طلب من الرب رحمة أهل سدوم، مدينة الخطاءين: "قد يكون هناك خمسون وليا داخل المدينة أفلا ترحم المكان من أجل خمسين وليا فيه؟".

        التجاهل المتواصل لظاهرة تسلل مهاجري العمل يضع أمام حكومة اسرائيل تحديا معقدا يفترض قرارا شجاعا ونهجا عاما. فاستكمال الجدار على حدود سيناء لن يحل أزمة نحو 60 ألف مهاجر باتوا يتواجدون منذ الان في اسرائيل. والحل لا يوجد أيضا في أيدي المشرعين ومحافل فرض القانون. فاليأس والبطالة سيدفعان المزيد من المهاجرين الى دائرة الجريمة. والاحتكاك مع الجيران اليهود سيثير ردود فعل عنيفة، مثل القاء زجاجات حارقة الى ساحة روضة أطفال لمهاجرين في حي هتكفا.

        بدلا من نشر تصريحات تحريضية خطيرة، تفاقم المشكلة فقط، يجمل بوزير الداخلية أن يرتب مكانة مهاجري العمل، ويسمح لهم بالعمل في أعمال من أجلها يواصل اصدار الاذون لاستيراد العاملين من الخارج. وبدلا من اعلان الحرب على أناس بؤساء، على حكومة اسرائيل أن تتعلم من الدول المتطورة الاخرى كيفية دمج المهاجرين في حياة المجتمع والاقتصاد.