خبر دعوات لنتنياهو بعدم الرد على رسالة عباس

الساعة 06:18 ص|19 ابريل 2012

غزة

شككت مصادر إسرائيلية، أمس، في أن يكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، رسالة جوابية إلى رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، حول مسيرة المفاوضات.

وقالت :"إن نتنياهو بدأ يشعر أن عباس وجه الرسالة في إطار مشروعه الاستراتيجي لإقامة الدولة الفلسطينية رغم أنف "إسرائيل"، وأن ما يريده من الرسالة هو الإيقاع بنتنياهو".

وقالت هذه المصادر إن الرئيس عباس لم يكتب رسالة بريئة حول مسيرة المفاوضات واستنتاجاته منها، إنما قصد أن يكتب أمورا تبدو في باطنها إيجابية، كي يبدي تمسكا بعملية "السلام" وبإقامة دولة فلسطينية إلى جانب "إسرائيل"، ويتكلم بشكل حازم وصارم ضد الكفاح المسلح والعنف والإرهاب، «فهو عمليا يخاطب دول العالم، وتحديداً الجمعية العامة للأمم المتحدة، لأنه ينوي التوجه إلى المؤسسة الدولية في سبتمبر (أيلول) المقبل، طالباً الاعتراف بفلسطين دولة على حدود 1967، بما في ذلك القدس (الشرقية). وهو يعرف أن نتنياهو لن يرد عليه بالإيجاب، فيستغل رسالة نتنياهو كحجة يتذرع بها لإغلاق الباب أمام المفاوضات نهائياً، والقول إنه لم يعد من مفر سوى اللجوء إلى الأمم المتحدة».

وكان نتنياهو، ومبعوثه الشخصي إلى المفاوضات مع الفلسطينيين، المحامي إسحاق مولخو، قد استقبلا في الليلة قبل الماضية، في المقر الرسمي لرئيس الوزراء في القدس الغربية، صائب عريقات، رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض، واللواء ماجد فرج، مدير المخابرات العامة الفلسطينية. وتم الاتفاق في نهاية اللقاء على نص البيان الآتي: «التقى هذا المساء رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو مع ممثلي الطرف الفلسطيني الذين سلموا له رسالة خطية من الرئيس عباس.

وسوف ترسل خلال أسبوعين رسالة من رئيس الوزراء نتنياهو إلى الرئيس عباس. ويؤكد الطرفان، "إسرائيل" والسلطة الفلسطينية، التزامهما بتحقيق السلام. ويأملان بأن يساعد تبادل هذه الرسائل على إيجاد الطريق لدفع السلام».

وشرح صائب عريقات لـ«الشرق الأوسط»، أمس، ما دار في الاجتماع، الذي شارك فيه إلى جانبه رئيس المخابرات ماجد فرج، وإسرائيليا إضافة إلى نتنياهو مستشاره إسحاق مولخو، قائلا:«الاجتماع كان عبارة عن تسليم رسالة من الرئيس عباس إلى رئيس الوزراء "الإسرائيلي" نتنياهو». وأضاف: «استغرق الاجتماع ساعة.. شرحنا فيه الرسالة وأهدافها ودوافعها». وحذر عريقات من إعطاء الاجتماع أكثر مما يستحق.

أما بالنسبة لاستقبال نتنياهو للوفد أضاف عريقات: «إن نتنياهو قال إنه يستقبل وفد الرئيس الفلسطيني عباس. وتركز النقاش حول الرسالة فحسب وما هو المطلوب من الإسرائيليين». وأوضحنا لنتنياهو قائلا: «إننا جئنا إليه في يوم الأسير، وما لهذا اليوم من أهمية، وذكرناه بأهمية الإفراج عن جميع المعتقلين، لا سيما الذين اعتقلوا قبل عام 1994. وذكرنا رئيس الوزراء "الإسرائيلي" باتفاق شرم الشيخ الذي تعهد فيه سلفه، إيهود أولمرت، بالإفراج عن ألف معتقل. وشددنا على ضرورة تغيير ظروف السجون بالكامل والسماح بالزيارات ومنع العزل والسماح بالتعليم. وأوضحنا أيضا أن وقف الاستيطان ليس شرطا فلسطينيا، بل التزام، مثل الإفراج عن المعتقلين والانسحاب إلى حدود عام 19967».

ورد نتنياهو بتأكيد أنه «سيدرس الرسالة التي سلمت إليه بنسختيها العربية والإنجليزية بشكل جدي وسيرد عليها في غضون أسبوعين وسيحملها إليه موفد من عندي، ولكنه لم يقرأها بحضور الوفد». وعن سبب عدم مشاركة رئيس الوزراء، سلام فياض، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، قال عريقات: «لا أريد أن أكبر القصة.. لكن حقيقة أن هذا الوفد لم يكن وفد تفاوض وليس وفدا ذا أهمية كبيرة.. إذا لم يكن هناك داع لأن يكون الوفد كبيراً.. قد يكون لديهم وجهة نظر». وعما إذا كان راضيا عما جرى قال: «أنا يا سيدي رجل مهام.. أنا أعرف حجمي تماما.. أنا جندي من جنود فلسطين وحجمي الطبيعي أن أخدم فلسطين وقمت بمهمة أمرني بها رئيس فلسطين».

وحال صدور البيان حول الاجتماع، شككت مصادر في ديوان رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بجدوى تبادل الرسائل، وعزت هذا الشك في الموقف الفلسطيني إلى تغيب فياض وعبد ربه عن حضور اللقاء. وقالت لصحيفة «إسرائيل هيوم» إن تغيب فياض وعبد ربه لم يكن صدفة، «فالقادة الفلسطينيون يعرفون أنهم غير قادرين على التقدم في عملية "السلام" ولو خطوة واحدة، فيتهربون من هذه العملية ويرسلون إلى اللقاءات موظفين صغاراً بلا صلاحيات». ووجه وزير الخارجية "الإسرائيلية"، أفيغدور ليبرمان، انتقادات للقاء، وقال في بيان أصدره من قبرص، التي يقوم بزيارة رسمية لها، إن أبو مازن، غير معني بالتقدم في عملية سلام. وهو يشغل نفسه بالحرب الدبلوماسية التي يشنها على "إسرائيل" منذ تشكيل حكومة نتنياهو، فيستغل كل المنابر للهجوم على "إسرائيل" والتشكيك في شرعيتها.

وقال ليبرمان، بعد خروجه من لقاء مع الرئيس القبرصي، ديمتريس كرستوفياس، الليلة قبل الماضية، إنه ما كان على نتنياهو أن يستقبل وفداً فلسطينياً بهذا المستوى، «ففي اللحظة التي ألغى فيها فياض مشاركته، كان على نتنياهو أن يلغي اللقاء كله».

ورفض مكتب نتنياهو هذه الاتهامات وقال إن «رئيس الوزراء معني بالتقدم على طريق "السلام" ولا يريد أن يترك حجة للفلسطينيين». وقال مقرب من نتنياهو في حزب الليكود، إن «نتنياهو يتصرف بصبر وأناة مع الرئيس عباس. ولا يتأثر من مشروعه في الأمم المتحدة. ففي سبتمبر المقبل سيجد سداً منيعاً أيضا في الأمم المتحدة ضد توجهه الأحادي الجانب.

وكما أن الرئيس (الأميركي، باراك) أوباما لن يقف معهم ضد "إسرائيل"، في آخر شهرين من المعركة الانتخابية، ولا حتى سيدعم الأوروبيون توجهه. فقد التزموا جميعاً بأن لا يؤيدوا الخطوات الأحادية، وأن يبذلوا كل جهد لإقناع الفلسطينيين بالعودة إلى المفاوضات. ففي المفاوضات المباشرة فقط يمكن التوصل إلى الدولة الفلسطينية».