خبر حارس كتيبة مع الفلافل- هآرتس

الساعة 08:36 ص|18 ابريل 2012

 

بقلم: عميره هاس

ان الحماقة المفرطة الوحيدة التي يمكننا ان نتهم المقدم شالوم آيزنر بها هي أنه ضرب شابا أشقر أمام عدسات التصوير. وسيستخلص قادة آخرون ومرؤوسوهم الدرس في المستقبل، فسيبحثون قبل كل شيء عن عدسات التصوير المعادية ليحبطوها. وآنذاك فقط سينصرفون الى فعل غير الشاذ في الشرق المتوحش بأن يضربوا الفلسطينيين في الأساس والنشطاء من معارضي الاحتلال ايضا، إما بالبندقية وإما بالأقدام وإما بضرب الوجوه. والجنود الذين يضربون الفلسطينيين على نحو عام لا يوثقهم الفيديو ويمكن رد التقارير (القليلة) الخطية فيهم بأن "كل ذلك كذب ودعاية" أو ان تُنسى فورا أو ألا تُقرأ أصلا.

ما أقوى الجهاز الذي ينكر ويدفع العنف الاسرائيلي. كان الضرب موجودا وهو جزء لا ينفصل عن سلطتنا المعادية للفلسطينيين. وصحيح أن ليس الجنود جميعا يضربون لكنهم على نحو عام لا يتدخلون حينما يضرب أحد رفاقهم ويبقون صامتين. وفي عصر الفصل وقد ضاق الاحتكاك بين الجنود والمدنيين الفلسطينيين وتعمل الحواجز وخلاياها الداخلية بطريقة التحكم من بعيد، قلّت فرص الصفع أو الركل هناك. وللمتظاهرين غير المسلحين اليوم احتمال أكبر ان يُجرحوا بل يُقتلوا من اطلاق الغاز المسيل للدموع أو رصاصة معدنية مغطاة بالمطاط من ان يُضربوا على وجوههم بأعقاب البنادق.

لكن يكفي ان نسمع أحداثا فلسطينيين يتحدثون عن اعتقالهم تحت جنح الليل – كي ندرك كم يزيد الجنود على نحو عام على عملهم العنيف في أساسه، فهم لا يكتفون بالقيود وعصائب العيون بل يطرحون الولد على ارض سيارة الجيب ويركلونه عند السفر ويضربونه على وجهه وما أشبه. بل اننا لم نبدأ ذكر الشهادات من الخليل والعنف غير الجسماني للمهندسين وموظفي الحكومة والجنود حينما يمنعون وصل أنبوب الماء التابع لشركة "مكوروت" الذي يمر في ارضك على حساب الينبوع الذي استعمله والداك. انه لا توجد لحظة غير عنيفة في حكمنا العسكري ولا توجد قطعة ارض لا يحددها عنفنا. وكل شيء يُكتب في تقارير ويُبلغ عنه، لكن أكثر الاسرائيليين سيظلون على رغبتهم في عدم المعرفة.

ان اليمين على حق بقوله ان آيزنر أصبح كبش فداء، وحارس كتيبة مع رغيفي فلافل. ربما بادرت رابطة عمله الى التنديد به عن رغبة للحفاظ على صورتها الرسمية النزيهة من اجل حياتها الاقتصادية والسياسية. ومن المعلوم من جهة اخرى ان علامة طريق عدوانية في الحياة العسكرية لشخص ما في المجتمع الاسرائيلي لا تُفسد مستقبله، فلماذا الدهشة؟ ان الجواب سهل: ان جزءا من عمل رابطة العمل هو ان تخفي العنف البنيوي الأساسي المخطط الذي يشتمل عليه وجودها في الارض المحتلة. وهذا الاخفاء يجعل العنف قيمة لا يُعترض عليها.

ان رابطة العمل على حق في ان راكبي الدراجات الهوائية تحرشوا. ان اولئك الاجانب بخلاف الاسرائيليين الذين يعيشون على بُعد سنين ضوئية عن الغور يعلمون ان هذه الارض الواسعة من الضفة الغربية (28 في المائة) هي خارج المنطقة بالنسبة لأكثر الفلسطينيين، نتيجة سياسة اسرائيلية عنيفة. ان أكثر الغور مغلق أمام السكن والزراعة والرعي والصناعة وباعتباره منطقة جميلة. تخيلوا ان يصر الفلسطينيون على اعتبار الغور منطقة نزهات ورحلات! وسيصبح بسبب الحظر الفعلي ميدان احتجاج (أي تحرش وخطر على جنودنا الليّنين) كما هي الحال في بلعين وقرية كدوم والنبي صالح.

لكن لا تقلقوا، فستتخلص رابطة العمل من آيزنر وتستمر في أداء مهمته وهي الحفاظ على الغور نظيفا من الفلسطينيين.