خبر لا ترووا في كوبنهاغن- هآرتس

الساعة 08:34 ص|18 ابريل 2012

 

بقلم: عكيفا الدار

ماذا كان بنيامين نتنياهو سيفعل بدون المذبحة في سوريا؟ كيف كانت استي بريز، مقدمة أخبار الظهيرة في الشبكة الاذاعية الثانية يمكنها أن تسأل النائبة حنين الزعبي "لماذا لا تذهبين للتظاهر في سوريا؟" والرد على أقوال منتخبة الجمهور الاسرائيلي عن الاحتلال بالملاحظة الوقحة "انتِ حقا تؤمنين بما تقولينه؟" كم جميل أن يكون في اسرائيل صحفيون مثل آريه يوئيلي، محرر موقع الانترنت الديني "سروجيم"، الذي اقترح منح وسام شرف لنائب قائد لواء الغور، المقدم شالوم آيزنر الذي "اعاد قدرة الردع للجيش الاسرائيلي". وحسب يوئيلي، فان البطل الذي اوقف بجسده سرية راكبي الدراجات لايوب، والتي هددت بان تغلق لساعة طريق الغور شبه المقفر، هو قدوة للاخلاق القتالية اليهودية.

كخدمة لمستمعي الشبكة الثانية الذين لا يكتفون بالتقارير عن وضع حقوق الانسان في سوريا وقراء "سروجيم" ممن لا يعتقدون أن آيزنر هو قدوة للاخلاق اليهودية، هاكم قصتان من الحياة اليومية للاحتلال. مشاهد، من أجل ابعادها عن أنظار العالم جعلت حكومة اسرائيل مطارها الدولي استحكاما عسكريا.

لو لم تطردهم الشرطة ولم يحطم الضباط لهم وجوههم، لكان نشطاء حقوق الانسان بوسعهم أن يسمعوا القصة الاولى على لسان الحاخام أريك آشيرمن، من منظمة "حاخامين من أجل حقوق الانسان" (وبالمناسبة  هكذا يكتشفون بان ليس كل صهيوني ديني هو من جماعة آيزنمن). منذ عشر سنوات والمنظمة الى جانب نشطاء تعايش يتابعون باحباط تطور بؤرة أفيجيل الاستيطانية جنوب جبل الخليل. على مسافة أمتار قليلة من منازل البؤرة الاستيطانية توجد اراض خاصة للفلسطينيين اعترفت الدولة بحقوقهم فيها. وكلما اتسعت البؤرة الاستيطانية اتسعت ايضا الارض التي ليس للفلسطينيين قدرة على الوصول اليها، او ان المستوطنين يبعدونهم بالقوة اذا ما سعوا الى فلاحة اراضيهم.

"أذكر اليوم الذي نصب فيه هناك الكرفان الاول"، يقول اشيرمن. "منذئذ والبؤرة الاستيطانية تنمو من تحت أنف رجال الادارة المدنية وأمام عيونهم التي ترى اليافطات الكبرى "نحن ننمو" و "امانه" المنظمة المبادرة للبناء في مجلس يشع للمستوطنين. قبل ثلاثة اسابيع لاحظ رجالنا حفريات اعداد لبيت سكني واعمال شق طريق جديد في ارض فلسطينية خاصة. وقد صعدوا الى البؤرة الاستيطانية مع أحد أصحاب الارض الفلسطينيين، صوروا الاليات الثقيلة اثناء العمل واتصلوا بالادارة المدنية. ضابط يسمى تومر وصل الى المكان وكذا منسق الاراضي من المجلس الاقليمي. بعد يومين وصل بلاغ بان الاشغال استؤنفت. نشطاء اسرائيليون ودوليون عادوا الى المكان، وثقوا الاشغال، واستدعوا الشرطة ورجال الادارة المدنية.

رجال القانون الذين يفترض بهم ان يراقبوا ما يجري على الارض التي يتحملون مسؤولية الحكم فيها ويعتقلوا خارقي القانون دون معونة من نشطاء السلام، ادعوا أمام النشطاء بان الاشغال توقفت قبل ان يصلوا الى البؤرة الاستيطانية. ويشير أشيرمن الى أنه عندما يمسك بالفلسطينيين متلبسين باعمال بناء غير قانونية فان السلطات الاسرائيلية تصادر الاليات. وبالمقابل، ففي التوثيق المصور الذي وصل الى "هآرتس" بدت الاليات الثقيلة للمقاول الاسرائيلي الذي عمل في البؤرة الاستيطانية تنصرف من المكان دون عراقيل.

"البناء غير القانوني الذي يقوم به المستوطنون هو فقط جزءا واحدا من منظومة تخطيطية وسياسية لفرز الاراضي المتحيز مسبقا في صالح المستوطنين"، يلخص اشيرمن ويضيف بان "في ظل غياب قوة سياسية وتمثيل في هيئات التخطيط العسكرية، ودون مخططات هيكلية، فان الفلسطينيين لا ينجحون في الحصول على التراخيص حتى للبناء في أراضيهم الخاصة".

تعقيب الناطق بلسان منسق أعمال الحكومة في المناطق: حالة افيجيل معروفة، والبناء في المكان توقف.

من هنا المتخلف

لولا المعالجة التي تلقاها من بطل الحرب في معركة الغور، لكنت اقترحت على نشيط السلام من الدانمارك (الذي ضرائبه، مثل ضرائب باقي مواطني دول الاتحاد الاوروبي، تمول الاحتلال في المناطق) أن يلتقي مع حايا أ، نشيطة منظمة "محسوم ووتش" ليسمع منها عن ملاحظاتها من المداولات التي جرت في 3 نيسان في قاعة المحكمة العسكرية في قاعة عوفر. وها هو الملخص:

القاضية استر أدار تقرأ لائحة الاتهام ضد مالك محمود علي علمي، ابن 20، اتهم برشق الحجارة في الطريق 60 بل واعترف بفعلته. المترجم يترجم، والقاضية تسأل: أنت تفهم؟ فيهز علمي رأسه. حايا أ نهضت وطلبت الحديث: "أنا صديقة العائلة وأعرف مالك منذ أن كان طفلا ابن ثماني سنوات. وهو يعاني من تخلف عميق وغير قادر على افعال كهذه". شخص عرض نفسه كعم لمالك نهض وأضاف: "ابوه هو الاخر هكذا. هذا مرض وراثي". المترجم يترجم "وراثي" بـ "نفسي". القاضية تأمر بان يفحص الاخصائي النفسي اللوائي العلمي ويبلغ المحكمة اذا كان يفهم الاجراء القضائي ومسؤولا عن أفعاله.

العلمي مكث في السجن نحو شهر. كيف دار التحقيق مع شاب متخلف، يهز برأسه ردا على كل سؤال؟ ماذا كان سيحصل لو أن حايا نهضت وقالت بالعبرية ما تعرفه؟ كم مالك يذوي في السجون العسكرية للديمقراطية الوحدة في الشرق الاوسط؟