خبر حان وقت الاصلاح -هآرتس

الساعة 08:21 ص|16 ابريل 2012

حان وقت الاصلاح -هآرتس

بقلم: أسرة التحرير

"أنا لا أنام في الليل"، يقول المسؤول عن الأجور في وزارة المالية ايلان لفين، حين سُئل عن فوارق الأجور في القطاع العام – الأجر المتوسط للعاملين الاجتماعيين هو 13 ألف شيكل قبل الحسومات، أما أجر مُشغلي الروافع في موانيء اسرائيل فهو 35 – 40 ألف شيكل قبل الحسومات. "لا عدل نسبي في الأجر في القطاع العام، خريطة الأجر هي نتيجة لقوة الضغط للهيئات المختلفة".

        قوة ضغط لجان العاملين في الاحتكارات الحكومية الكبرى – الموانيء، الكهرباء، القطار، سلطة المطارات وما شابه – سمحت للعاملين فيها بأن يرفعوا مستوى وشروط أجورهم الى صُعد غير معقولة. لا ريب ان هذا ليس أجرا تنافسيا إذ ما كان لأي مُشغل لمطار أو ميناء خاص ان يدفع لعامل الروافع مبالغ عالية بهذا القدر. واضح ايضا ان هذا ليس أجرا مبررا على خلفية أداء عالٍ، كون نجاعة موانيء اسرائيل متدنية وبالكاد تقترب من المتوسط العالمي. واضح ايضا بأن الحديث لا يدور عن أجر اقتصادي – فمع ان الموانيء أصبحت ربحية، ولكن هذا ربح احتكارات، لو كانوا مضطرين الى التنافس مع موانيء خاصة، لكان من المشكوك فيه ان يكونوا قادرين على البقاء ربحيين في مستويات انعدام النجاعة الحالية لديهم.

        ينتج عن ذلك ان فوارق قوة الضغط في القطاع العام تخلق ايضا فوارق أجر مثيرة للحفيظة، تمس باحساس العدل وتدهور النجاعة في الخدمة الحكومية ايضا. من يدفع الثمن هم باقي عاملي القطاع العام والجمهور الغفير، الذي يعاني من غلاء المعيشة ومن خدمة حكومية متردية.

        حان الوقت لمعالجة انعدام العدل هذا بجذرية. حكومة نتنياهو ملزمة بأن تنتهج اصلاحا شاملا – اصلاحا يرتب منظومة علاقات العمل، يسمح بتحسين عمل الحكومة ونجاعته، يصفي الفوارق داخل القطاع العام كما يقرر للحكومة أهداف عمل مرتبة على المدى البعيد. قطاع عام يُدار بشكل مرتب، ناجع وعادل أكثر يشكل ايضا مصدر فخر لعامليه ومثال جماهيري مناسب على حد سواء. الهستدروت العامة، وعاملو الاحتكارات من ضمنها، ينبغي ان يرحبوا بمثل هذه الخطوة التي سيكسب منها الجميع – العاملين والجمهور على حد سواء.