خبر تستهدف الثورات العربية..قاعدة تجسس صهيونية ضخمة في النقب

الساعة 08:12 ص|14 ابريل 2012

القدس المحتلة

أفاد موقع (Israel defense) المتخصص في الشؤون الأمنيّة أنّ الأجهزة الأمنيّة في الدولة العبريّة تقوم في هذه الأيام بالعمل المكثّف لإنشاء ما أطلق عليه الموقع (مجمع استخباراتي) عسكريّ كامل في منطقة كبيرة بالقرب من مدينة بئر السبع في الجنوب.

وبحسب المعلومات المتوفرّة، بحسب الموقع، فإنّ الحديث يدور عن أكبر محطة تجسس وتنصت وأضخمها في العالم، وتتمثل مهمة محطة التجسس في اعتراض المكالمات الهاتفية والرسائل والبيانات الإلكترونية التي يتم إرسالها عبر الأقمار الصناعية وكابلات الاتصالات البحرية الموجودة في البحر الأبيض المتوسط, كما أن لديها القدرة على جمع المعلومات الإلكترونية، ورصد اتصالات الحكومات والمنظمات والشركات والأفراد على حد سواء.

وبحسب المخطط، تابع الموقع قائلاً، نقلاً عن محافل وصفها بأنّها عالية المستوى في تل الربيع، ستقام القاعدة الجديدة في المنطقة الواقعة بين مدينة بئر السبع وقرى اللقية وأم بطين، وستمتد القاعدة العسكرية على أكثر من 5 آلاف دونم، وتشمل مباني بمساحة أكثر من 600 ألف متر مربع.

وتابع الموقع الأمني الصهيوني، نقلاً عن مصادر غربية وأمريكية ان الحديث يدور عن شبكة قيادة وسيطرة يطلق عليها اسم سيلغ وهي من طراز شبكة الاتصالات سي 2 مغلقة جدا من الناحية التكنولوجية، وتُمكّن المقاتلين من إجراء اتصالات من دون أي مشاكل، كما أنه لا يمكن اختراق المحادثات التي تجري من خلالها.

وفي ما يتعلّق بالأسباب والدوافع التي دفعت الحكومة الصهيونية إلى اتخاذ هذا القرار، أي نقل المجمع إلى النقب، فقد قالت المصادر الأمنية في الكيان، بحسب الموقع إن حركة المقاومة الإسلاميّة (حماس) تسلّمت شبكة اتصالات صينية متقدمة جدًا من إيران تشبه بدقتها وتكنولوجيتها المتطورة شبكة اتصالات حزب الله.

يستهدف الدول المعادية

وأشار الموقع أيضا إلى أنّ المجمع الاستخباراتي يتجسس على عدد من الدول من بينها، ما أسمتها المصادر بالدول المعادية للدولة العبريّة، وأخرى تعتبر صديقة لها، كما أنّ القاعدة التي تقع بمنطقة (أوريم) بجنوب دولة الاحتلال على بعد 30 كيلومترا من سجن مدينة بئر السبع، تعترض الاتصالات الصادرة من الشرق الأوسط وأوروبا وأفريقيا وآسيا، وتشرف على تشغيلها وحدة 8200، التابعة لشعبة الاستخبارات العسكريّة في الجيش الإسرائيليّ (أمان).

 

وأشار الموقع أيضا إلى أنّ المعلومات التي تجمعها القاعدة ترسل للوحدة 8200، وتخضع القاعدة لحماية أمنية مشددة، فتبدو أسوارها عالية، وبواباتها كبيرة ومحمية بالعديد من كلاب الحراسة، ولفتت المصادر عينها إلى أنّ أهم الإنجازات التي قامت بها الوحدة المسؤولة عن تلك القاعدة هو اعتراض الاتصال الهاتفي بين الرئيس المصري جمال عبد الناصر والعاهل الأردني الراحل الملك حسين خلال اليوم الأول من حرب حزيران/يونيو 1967، واعتراض الاتصال الهاتفي بين الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وبين المجموعة التي اختطفت السفينة (اكيلي لاورو) في العام 1995.

كما قال الموقع، بحسب نفس المصادر، إنّ الحدود مع مصر ترسم خطاً يكاد يكون مستقيماً يفصل بين شبه جزيرة سيناء وأراضي صحراء النقب، ويبدأ خط الحدود من رفح على البحر المتوسط إلى طابا على خليج العقبة، وترى إسرائيل في تلك الحدود أهمية كبرى لحماية أمنها.

كما أنّه من الأهميّة بمكان، الإشارة إلى أنّ الأطماع في شبه جزيرة سيناء في تزايد، والحديث عن ذلك زاد بعد الثورة المصرية، حيث تُحاول الدولة العبريّة فرض معادلات جديدة فيها وزيادة الطوق والحراسة الأمنية خشية من تنفيذ عمليات (معادية)، لذلك فهو سيحاول توسيع نطاق الحماية من خلال ذلك المجمع.

ومع أن المصادر لم تقم بتسمية الدول الصديقة التي تسعى من خلال هذه القاعدة إلى التجسس عليها، فإنّه من غير المستبعد بتاتا أنْ تسعى إسرائيل من خلال ذلك المجمع الاستخباراتي للتجسس على مصر خاصة بعد الثورة المصرية، لاسيما وأنّ الحديث يدور عن انتشار دور كبير للإخوان المسلمين في مصر، الأمر الذي ترى فيه الدولة العبريّة يُشّكل خطورة عليها.

وفي السياق ذاته، قال رئيس تحرير الموقع إنّ شعبة الاستخبارات العسكريّة زادت في الآونة الأخيرة مراقبة الحدود مع مصر، وصرح رئيس الشعبة، الجنرال إيلي بولاك، في حديث خصّ به الموقع إنّ السبب الرئيسيّ الذي دفع الشعبة إلى التركيز على الحدود مع مصر، تعود إلى التطورات الأخيرة في مصر، وإمكانية سيطرة المتشددين الإسلاميين على مقاليد الحكم في القاهرة، كما لفت إلى أنّ تقوية المراقبة على الحدود تعود أيضا إلى استخلاص العبر من الفشل المدّوي للجيش الإسرائيلي في العدوان على لبنان عام2006، إذ أن القادة في الميدان لم يتمكنوا من تلقي الأوامر من القيادة المركزية والعكس صحيح، الأمر الذي أدى إلى الفشل الكبير، على حد تعبيره.