خبر حمدان:لم نتنصل من اعلان الدوحة واتصالاتنا لم تنقطع مع « فتح »

الساعة 06:45 ص|14 ابريل 2012

وكالات

أكد مسؤول العلاقات الخارجية في حركة المقاومة الإسلامية حماس أسامة حمدان، أن حركته لم تتنصل من إعلان الدوحة الذي تم خلاله الاتفاق على أن يرأس زعيم حركة فتح محمود عباس، رئاسة الحكومة الفلسطينية المرتقب تشكيلها ضِمن تنفيذ بنود الوثيقة المصرية للمصالحة الوطنية التي مضى على تشكيلها عام كامل.

وشدد حمدان في حوار خاص بـ"فلسطين"، على أن حماس مستمرة وماضية في طريق المصالحة حتى تحقيقها بشكل كامل وفق ما تم التوافق عليه في القاهرة.

مسؤولية عباس

وقال: "نحن لم نضع شروطاً للشروع في إجراء تشكيل الحكومة، وعلى الرئيس عباس المكلف بمنصب رئيس الوزراء أن يشرع في اتصالاته مع الفصائل لاختيار الوزراء الذين سيعملون ضمن حكومة الوفاق الوطني". وتابع: "رئيس الوزراء المكلف إلى الآن لم يبدأ في اتصالاته ومشاوراته مع الفصائل، ولم يقم بالاتصال بأي شخصية".

وحول الاتهامات التي وجهتها حركة فتح لحماس بأنها المسؤولة عن تعطيل المصالحة ردَّ حمدان قائلاً: "نستغرب من هذه التصريحات في ظل الحديث عن الرغبة في تنفيذ المصالحة والشروع في إتمام المصالحة، والأصل أن تتوقف كافة الاتهامات التي يطالعنا بها قادة حركة فتح بين الفينة والأخرى".

وأكد على وجود قنوات اتصال بين قادة حركتي حماس وفتح بشكل يومي في محاولة لتذليل العقبات في ملف المصالحة والاستمرار في جهود رأب الصدع الفلسطيني الداخلي.

وبين أن حركته التزمت منذ البداية بما جرى التوافق عليه في إعلان الدوحة الموقع برعاية أمير دولة قطر، مضيفاً: "الشق الذي يخصنا أنجزناه بشكل كامل من اتفاقنا والتزامنا بالأمر ويبقى الشق المتعلق بالطرف الآخر وحركة فتح".

إلى ذلك، بين مسؤول العلاقات الخارجية في حماس "وجود لبس لدى البعض وهو ربط ملف تشكيل الحكومة الفلسطينية بإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية.

وتطرق إلى مهام الحكومة الفلسطينية المرتقبة، إذ أشار إلى أن من أبرز مهامها إجراء الانتخابات والإشراف عليها وتهيئة الأجواء، مشيراً إلى أنه لا يمكن أن يكون هناك ربط بين تشكيل الحكومة وإجراء الانتخابات في ظل الحديث عن رفض إسرائيلي لإجراء هذه الانتخابات بسبب مشاركة حماس.

وأبدى جاهزية حركته لمساعدة الحكومة المقبلة التي ستتشكل وفق اتفاق القاهرة.

وعن العوامل الواجب توافرها للبدء في تشكيل الحكومة، أوضح أنه يتوجب على أبو مازن الشروع في الاتصالات مع كافة الفصائل والقوى الوطنية وتحديد سقف زمني معقول كي يكون الهيكل الحكومي كاملاً بشكل حقيقي.

ودعا حمدان إلى الشروع بلقاءات جدية وحقيقية للاتفاق على آليات وأسماء الوزراء المرشحين لتشكيل الحكومة في العاصمة المصرية القاهرة بصفتها الراعي الرئيسِ لملف المصالحة الفلسطينية.

لا لأي شروط

وبشأن طلب الرئيس عباس من حركة حماس عدم عرض الحكومة الفلسطينية على المجلس التشريعي، لفت أن اتفاق القاهرة ينص في أحد بنوده على تشكيل الحكومة الفلسطينية واعتمادها من الرئيس الفلسطيني وبعدها عرضها على المجلس التشريعي بعد إعادة تفعيله.

وشدَّد على رفض حركته لأي شروط توضع في طريق المصالحة الفلسطينية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني، معتبراً أن الآلية المتوافق عليها بالقاهرة هي الأنسب حسب تعبيره.

ورفض القيادي في حركة حماس الارتهان للرفض الإسرائيلي بإجراء الانتخابات الفلسطينية قائلاً: "من المجحف البقاء تحت الرحمة الإسرائيلية والاستجابة لأمرها بعدم إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية والمجلس الوطني"، معتبراً أن "انتظار الموقف الإسرائيلي كمن ينتظر الخير من الشياطين" على حد وصفه.

وأشار إلى أن إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية جزء من أشكال النضال ضد العنصرية الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وستكون وفق قاعدة إعلان الدوحة واتفاق القاهرة، مؤكداً رفض حركته إجراء الانتخابات دون مشاركة مدينة القدس.

وتابع: "كنا نرجو أن تتم الانتخابات في الأراضي الفلسطينية، ولذلك لا يمكن التنازل عن الحد الأدنى وهناك فارق بين التمسك بالحقوق كفلسطينيين وأن نقاتل من أجل الحصول عليها وأن نستخدم الموقف الإسرائيلي لتعطيل عملية المصالحة والتوافق الوطني".

تعديل غير وطني

وعن نية رئيس السلطة محمود عباس، القيام بتعديلات في حكومة رام الله التي يرأسها سلام فياض، قلل حمدان من أهمية أي تغير يطرأ على حكومة سلام فياض، عاداً أن حكومة فياض "غير شرعية ولم تحصل على موافقة المجلس التشريعي الفلسطيني، كما أنه تقدم باستقالته وجرى تسمية الرئيس عباس رئيساً للوزراء".

وعد القيادي في حركة حماس إجراء تغيير وزاري في هذا التوقيت "عملاً غير وطني ويبتعد عن المصلحة الوطنية العليا وفيه استجابة للطلب الإسرائيلي بالتنصل من المصالحة الفلسطينية".

واستطرد حمدان قائلاً: "التغير الوزاري يكشف عمل سلام فياض وفق أجندة خارجية تبتعد عن المصلحة الوطنية وترفض إجراء الانتخابات الفلسطينية الداخلية".

وأشار إلى سير المصالحة الفلسطينية بشكل بطيء وتعطيل بعض الملفات وتعرضها للجمود، مستدركاً: "ما نزال ندفع بقطار المصالحة ولم تعد مطلباً حزبياً بل هي مصلحة وطنية عليا ونحن قررنا السير فيها حتى النهاية".

وفيما يتعلق بانتخابات حركة حماس الداخلية، لم يتحدث حمدان كثيراً بهذا الشأن، واكتفى بالإشارة إلى أن حركته ستعلن في بيان صحفي رسمي عن حصيلة النتائج النهائية للانتخابات بعد انتهائها قريباً.

وفي سياق آخر، قلل حمدان من عودة السلطة الفلسطينية إلى طريق المفاوضات من جديد مع الاحتلال الإسرائيلي، معتبراً العودة للمفاوضات من جديد كمن ينفخ في جثة هامدة ظناً منه أنه سيحييها".

المفاوضات.. طريق خاطئ

وأردف: "الأمر الذي سبب فشل المفاوضات أنها مسيرة خاطئة، وهذا العدو لا يمكن أن يقدم شيئًا للشعب الفلسطيني ولا يمكن أن ينسحب ما لم يكن ذلك بالقوة كما جرى في قطاع غزة وجنوب لبنان".

واستطرد: "العودة لذات الطريق مرة أخرى فيها استمرار للرهان على الجانب الإسرائيلي والبحث في الدفاتر العتيقة والبالية ولن يكون فيه أي جديد وهو مضيعة للوقت والجهد، ومحاولة للهروب من بعض المآزق الداخلية التي لن تُجدي نفعاً من خلال الذهاب للمفاوضات".

واعتبر أن "المدخل الذي جرى اختياره خاطئ من خلال رسالة تنطوي على قدر كبير من الرجاء أكثر من المتوقع"، مضيفاً: "كان من المفترض أن تكون رسالة يقال فيها لقد عطل الإسرائيليين المفاوضات واختاروا أن يستمروا في عدوانهم على الشعب الفلسطيني وعليهم أن يتحملوا عواقب ذلك وتبعاته وليس كما أرسلت الرسالة للجانب الإسرائيلي".

ورأى أن قيام السلطة الفلسطينية بتعديل الرسالة لمرات عديدة قد يكون سلبياً من خلال تقديم تنازلات جديدة في كل رسالة كان يجري تعديلها.

وشدد مسؤول العلاقات الخارجية في حماس، على أن المطلوب رسالة وطنية واحدة تحمل رغبة حقيقية في إتمام المصالحة وإنهاء صفحة الانقسام.

وتابع: "الرسالة التي يجب أن توجه للإسرائيليين، أننا نحن الفلسطينيين شكلنا حكومتنا الموحدة وأعدنا اختيار قيادتنا في منظمة التحرير وسنقف صفاً واحداً في صد العدوان (..) هذه هي الرسالة الوحيدة التي ستقرؤها (إسرائيل) باهتمام فيما عدا ذلك فهي لن تقرأ مهما بلغت النصوص والإنشاء".

وعن لقاء نتنياهو فياض، عبر حمدان عن أمله في أن لا يقدم اللقاء مزيداً من التنازلات للاحتلال الإسرائيلي.

وبشأن متابعة حركة حماس لملف الرئاسة المصرية وترشح رئيس جهاز المخابرات المصري السابق عمر سليمان لمنصب الرئاسة قال: "هذا شأن مصري داخلي والذي يحدد الاختيارات في مصر هو الشعب المصري، ونحن نحترم إرادة الشعب المصري".