خبر المطران عطاالله حنا : ارفض زيارة القدس في ظل الاحتلال

الساعة 03:46 م|13 ابريل 2012

فلسطين اليوم

انني ارفض زيارة القدس في ظل الاحتلال فهذا موقف مبدئي اتمسك به وسابقى ولكنني لا اشكك بمصداقية او وطنية من يخالفونني الراي.

ان الذي يحرر القدس هو ليس زيارتها في ظل الاحتلال وانما ان يتخذ العرب قرارا استراتيجيا بتحريرها واستعادتها وهذا القرار لم ياخذ بعد باستثناء بعض المواقف والمؤتمرات التي تعقد هنا وهناك ، فالموقف العربي ضعيف ومترهل ولا يرقى الى المستوى المطلوب وبالتالي فان المطلوب من العرب اذا ما ارادوا ان يحرروا القدس هو ان ياخذوا قرارا فعليا بهذا الشان وان تكون القدس حاضرة على جدول اعمالهم وان يقوموا بخطوات سياسية واستراتيجية عملية من اجل استعادة القدس ، اما السماح بزيارة القدس دون اي ضوابط فهذا لن يحرر القدس بل سيستغل من قبل اسرائيل لكي تظهر امام العالم وكانها دولة ديمقراطية ترحب بزائريها وتفتح الابواب امامهم بهدف الوصول الى المقدسات.

اننا نثمن المواقف المبدئية التي تطلقها شخصيات دينية ووطنية تدعو لعدم زيارة القدس بتاشيرة اسرائيلية ، فهذا موقف اصيل يجب ان يشكروا عليه لا ان يحرض عليهم وكانهم يخدمون الاحتلال ، واننا نؤيد هذه المواقف المبدئية التي تدعو الى عدم زيارة القدس بتاشيرة دخول اسرائيلية لان هذا يعطي شرعية لمن لا شرعية له. ولكننا يجب ان نوضح ايضا بان هدف الزيارة الى القدس هو الذي يحدد اذا ما كانت تطبيعا ام لا فمن يزور القدس تضامننا مع اهلها ومقدساتها وبالتنسيق مع المؤسسات الدينية والوطنية فيها لا يمكن اعتبار زيارته تطبيعا حتى وان كانت لنا بعض الملاحظات ، اما من ياتون ويقيمون في فنادق اسرائيلية وبالتنسيق مع جهات اسرائيلية ولاهداف غير وطنية فهذا هو التطبيع بعينه. اي اننا لا يمكن ان نقول بان كل الزائرين مطبعين او غير مطبعين. فهدف الزيارة هو ما يحدد في النهاية اذا ما كانت تطبيعا او غير ذلك.

اولائك الذين يدعون لزيارة القدس عليهم ان يعرفوا بان اسرائيل هي المستفيد الحقيقي من هذه الزيارات وهي تستفيد اقتصاديا وسياسيا واعلاميا وما يسمى بوزارة السياحة الاسرائيلية تقوم بحملة ديماغوغية غير مسبوقة لكي تظهر امام من يزورون القدس على ان اسرائيل هي المحافظة على المقدسات وهي التي تستقبل المؤمنين من كل الاديان وتقدم كل التسهيلات لهم. ومن يطلع على المنشورات التي توزع في القدس على الحجاج والزوار يرى مدى التضليل الاعلامي والديماغوغي الممارس بحق هؤلاء الزائرين.

ان اسرائيل تروج عبر وسائل الاعلام العالمية بانها دولة تسامح ديني في حين ان الوقائع على الارض تثبت غير ذلك وهي تستغل السياحة الدينية لاغراض سياسية يعرفها الكثيرون من الذين يتابعون هذا الامر.

ان الذين يدعون لزيارة القدس في ظل الاحتلال يجب ان ينتبهوا للمخاطر التي قد يجلبها هذا الموضوع ، فهذه قضية تحتاج الى ضوابط وتوضيهات وتنبيهات كثيرة.

صحيح ان زيارة الاسير ليست اعترافا بالسجان ولكن على الجميع ان يدركوا ان السجان وهو في هذه الحالة اسرائيل يستغل هذه الزيارات لكسب شرعية لا يستحقها ولذلك علينا ان نتعاطى بحذر مع هذا الموضوع.

ان اسرائيل تمكنت من فرض سيطرتها على القدس ليس بسبب فتاوى تحريم زيارة القدس كما يدعي البعض وانما بسبب التقصير العربي الرسمي تجاه القضية الفلسطينية عامة وقضية القدس بشكل خاص.

اعود واؤكد موقفي بانني ارفض زيارة القدس في ظل الاحتلال لانها هذا يكسب الاحتلال شرعية لا يستحقها وانني اتفهم رغبة الكثيرين في زيارة القدس ولكن من الافضل ان تشتهى القدس من بعيد من ان تؤدي زيارتها الى خدمة الاحتلال.

ان وحدة العرب من اجل القدس هي التي ستعيد للقدس حريتها وبهائها وستزيل عنها كافة الحواجز العنصرية حينئذ سيدخل اليها العرب مسلمين ومسيحيين لكي يرفعوا راية الحرية فوق كنائسها ومساجدها واسوارها.