خبر مسؤولية الاحتلال- هآرتس

الساعة 08:50 ص|11 ابريل 2012

بقلم: شلومو غازيت

(المضمون: موشيه دايان في تعليماته للضابط المسؤول في خانيونس: "انت تمثل السكان أمامنا وليس العكس" - المصدر).

قرأت بألم شديد تقرير عكيفا الدار عن "بنك الاراضي في الضفة" ("هآرتس" - 30/3). وكمن كان المنسق الاول لاعمال الحكومة في المناطق – بالفعل منذ زمن بعيد، في 1967 – بدت لي الامور غريبة جدا. باستثناء60 كمفي شرقي القدس ليست حكومة اسرائيل "رب البيت" في الضفة الغربية. من هو صاحب السيادة في المنطقة هو القائد العسكري. القائد العسكري هو البديل المؤقت (بالفعل، حتى بعد 45 سنة) لصاحب السيادة الذي احتلينا منه المنطقة.

        ابتداء من اليوم الاول في منصبي كان لي قبعتان. قبعة واحدة تحملت المسؤولية عن المشاكل السياسية والامنية في هذه المناطق، اما القبعة الثانية فقد ألزمتني بان أحرص بأفضل ما أستطيع على رفاه السكان الفلسطينيين. أديت مهامي بالطبع أيضا حيال حكومة اسرائيل، ولكني فعلت ذلك كمحامي السكان المحليين: عبرت في الحكومة عن احتياجاتهم، طلباتهم وما أضر بهم.

        تمعنت في أوراقي ووجدت سجلا لحديث ارشاد أجراه وزير الدفاع موشيه دايان في ايار 1972 مع رائد شاب عين في منصب قائد منطقة خانيونس في قطاع غزة. وهاكم أقوال دايان للضابط:

        "ذات مرة كان تشديدنا هنا في المنطقة على العمل العسكري في القطاع. التشديد اليوم هو على العمل المدني. عليك أن تتذكر أمرين – علينا أن نقيم ادارة سليمة، نظيفة ودون فائض من البيروقراطية. لم تكن معالجتنا دوما الاكثر نظافة. انت تمثل سكان خانيونس امامنا، وليس العكس.

        "عليك أن تفهم، اسرائيل لا "تموت" عليهم وليس لها رأس للانشغال بهم؛ كما ليس لها المال من أجل أن تضعه تحت تصرفهم من مقدراتها. صعب على اسرائيل أن تخصص الماء خاصتها للقطاع، صعب على اسرائيل ان تسمح لهم بتسويق حر للسمك في أسواق اسرائيل، او تسمح بدخول "البرارة" من الحمضيات الغزية. ولكننا نحن حكومتهم، ومن هنا فاننا ملزمون بان نكافح في حكومتنا كي نحقق كل ما هو مطلوب لهم، للسكان المحللين الذين في دائرتك. يمكنك أن تفعل ذلك فقط شريطة أن يكون لديك "قلب" لكل هذا. اذا لم يكن لديك "قلب"، فليس لديك ما تبدأ به منصبك.

        "مهمة اخرى – ستضطر للقتال ضد الجيش الاسرائيلي. يوجد دوما صدام مع المصلحة الأمنية. عربي ينقل السمك الى السوق وهي مغطاة بالثلج. ولكن يحتمل أيضا أن يكون يخفي السلاح بين السمك. إذن ما هو أبسط من أن تقلب له صندوق الصندوق؟ أن تكون في هذه المناسبة تدمر له كل مداخيله، وتثيره ضدك وضدنا – لمن في الجيش الاسرائيلي يهمه هذا؟ أما انت فيجب ان يهمك!

        "أحيانا ستقف امام أوامر متضاربة بين أوامر القيادة العسكرية وبين منصبك كحاكم مدني. لك، في هذه الحالة، يوجد لمن تتوجه – يوجد قائد المنطقة، يوجد العميد غازيت ويوجد أيضا أنا، عبدك المخلص. كلنا نقف تحت تصرفك، إذا كنت تشعر أو تظن بان شيئا ما ليس مناسبا. ولكن أول من هو ملزم بان يقف بالمرصاد هو أنت. آلتنا ستسحقهم إذا لم تقف بالمرصاد، وهذا أمر لا يطاق.

        "اذا لم تكن تعرف الموضوع الذي أمامك، فاعرف امام ماذا تقف – هذا ليس "قتل عربيين كل صباح". وشيء آخر – أنا أقف دوما تحت تصرفك، حتى خارج "ساعات الاستقبال". اذا كنت تعتقد بان لديك ما تبلغني به، شيء ما علي أن أعرفه – ارفع الهاتف وتفضل. في المساء، في السبت، متى شئت".